السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

نيجيريا تتذكّر فتيات شيبوك اللواتي خطفتهن "بوكو حرام": مصير 112 منهن لا يزال مجهولاً

المصدر: "أ ف ب"
نيجيريا تتذكّر فتيات شيبوك اللواتي خطفتهن "بوكو حرام": مصير 112 منهن لا يزال مجهولاً
نيجيريا تتذكّر فتيات شيبوك اللواتي خطفتهن "بوكو حرام": مصير 112 منهن لا يزال مجهولاً
A+ A-

تمسك عائشة موسى ماينا بحقيبة قديمة، وتفتشها على أمل أن تعثر على متعلقات تخص ابنتها حوّاء، إحدى الطالبات اللواتي خطفهن عناصر "#بوكو_حرام" في #شيبوك الواقعة في شمال شرق #نيجيريا قبل خمس سنوات.

كل ما تبقى لها بضعة أوراق قديمة تضررت من جراء الغبار والرطوبة، إلى جانب شهادة مدرسية وصورة صغيرة.

وقالت والدة حوّاء لوكالة "فرانس برس" إن عملية الخطف تسببت بمعاناة وحزن للعائلة، كأن جميع أفرادها خطفوا.

في 14 نيسان 2014، اقتحم مسلحون مدرسة شيبوك الداخلية للفتيات، حيث خطفوا 276 طالبة تراوح أعمارهن من 12 عاما الى 17 عاما، ونجحت 57 منهن بالفرار عبر القفز من شاحنات.

وهزّت معاناتهن العالم لتتحول أبرز قضية في الانتخابات بالنسبة الى الرئيس محمد بخاري الذي انتُخب بعد عام، بناء على تعهده هزيمة "بوكو حرام" وإعادة الفتيات سالمات.

وبعد مفاوضات مع "بوكو حرام"، هربت 107 فتيات، أو تم الإفراج عنهن مقابل إطلاق سجناء أو أنقذهن الجيش.

لكن حوّاء بين 112 فتاة لم ترد أي أنباء بشأنهن.

وتتساءل عائلتها عما اذا كانت لا تزال على قيد الحياة، أو أنها قُتلت في قصف نفذه الجيش النيجيري، وفقا لمزاعم "بوكو حرام".

وقد تكون توفيت من الجوع أو المرض، نظرا الى سياسة الجيش في منع الجماعة المتطرفة من الحصول على الإمدادات. وقد تكون حتى تبنت معتقدات "بوكو حرام" المتطرفة.

في تسجيل دعائي مصور بثته "بوكو حرام" في كانون الثاني 2018، حذّرت 14 امرأة زعمن أنهن من فتيات شيبوك، عائلاتهن من أنهن لن يعدن إليهم. وكانت ثلاثة منهن يحملن أطفالا رضّع.

وشكرت الفتيات قائد الجماعة أبو بكر الشكوي الذي "زوّجنا". وأضفن: "نحن فتيات شيبوك اللواتي تبكون من أجلهن (... لكن) بفضل الله لن نعود إليكم".

ولا توجد أخبار كثيرة عنهن في هذه البلدة الصغيرة النائية، حيث يعد معدل الأميّة مرتفعا.

ولا فكرة لدى موسى ماينا، والد حوّاء، عما حصل لابنته، رغم إصراره على أنه لم يفقد الأمل. وقال: "سمعنا أنه تمت إعادة لمّ شمل بعض الأهالي مع بناتهن. لكن ابنتنا لم تعد بعد". وأضاف: "لن نفقد الأمل، لكننا ندعو الحكومة الى بذل مزيد من الجهود لإعادة بناتنا ولمّ شملنا".

في أماكن أخرى من البلاد، يبدو أن التوقعات بالعثور على الفتيات تضاءلت مع مرور الوقت.

وفي تقاطع مروري كبير وسط العاصمة الاقتصادية للبلاد لاغوس، لم يعد السائقون يلتفتون لصورهن المعلقة على طول الأسوار جانب الطريق.

قبل خمس سنوات، تحوّل شعار "أعيدوا بناتنا" الذي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، هتافا مؤثرا لحشد الدعم لفتيات شيبوك.

والآن، تحتل معاناة الفتيات مكانها إلى جانب الكثير من المآسي الأخرى في هذا البلد الذي يعد 190 مليون نسمة، وحيث تتفشى النزاعات والجرائم.

وازدادت قوة "بوكو حرام" خلال العام المنصرم، بعدما ضعفت في السنوات الأولى من رئاسة بخاري. وأعيد انتخابه لولاية ثانية في شباط.

بدوره، كثّف تنظيم "الدولة الإسلامية" "ولاية غرب إفريقيا"، وهو فصيل مرتبط بجماعة "بوكو حرام"، هجماته الدامية على القواعد العسكرية، ما تسبب بمقتل مئات الجنود النيجيريين.

وتزامنا مع الذكرى السنوية الرابعة لعملية خطف فتيات شيبوك، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إن المقاتلين المتطرفين خطفوا أكثر من ألف طفل آخرين منذ عام 2013.

وعام 2016، قدرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" عدد الصبية الذين تحتجزهم المجموعة بنحو 10 آلاف لا تتجاوز أعمار بعضهم خمس سنوات.

ويعتقد أنه تم إطلاق بعض هؤلاء الأطفال وإرسالهم إلى مراكز لمكافحة التطرف، مع نجاح الجيش النيجيري في التغلغل في مناطق تابعة لسيطرة "بوكو حرام".

ومهما كان مصيرهم ومصير فتيات شيبوك، فإن حصيلة ضحايا النزاع كبيرة.

وتسبب تمرد "بوكو حرام" بمقتل 27 ألفا في نيجيريا، حيث لا يزال نحو مليوني شخص غير قادرين على العودة إلى منازلهم، بينما وصلت تداعياته إلى دول الجوار- النيجر وتشاد والكاميرون.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم