الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الأخبار الكاذبة "تهدّد السلام" في نيجيريا: عمليّات تضليل تؤجّج التوترات الاتنيّة والدينيّة

المصدر: "أ ف ب"
الأخبار الكاذبة "تهدّد السلام" في نيجيريا: عمليّات تضليل تؤجّج التوترات الاتنيّة والدينيّة
الأخبار الكاذبة "تهدّد السلام" في نيجيريا: عمليّات تضليل تؤجّج التوترات الاتنيّة والدينيّة
A+ A-

يعرب بعض الخبراء عن خشيتهم حيال أن تؤدي عمليات التضليل و"#الأخبار_الكاذبة" إلى تفاقم التوتر بين الاتنيات والاديان في #نيجيريا التي تواجه تهديدات أمنية خطيرة، فضلا عن ضغوط ذات طابع اجتماعي.

ويقول سايمون كولاويلي، مدير موقع "ذي كابل" الاعلامي على الإنترنت، إن الأخبار الكاذبة "تساهم في إضعاف التوازن الاتني- الديني غير المستقر في نيجيريا، وتقوّض صدقية الصحافة في البلاد".

وتميزت الأشهر التي سبقت الانتخابات الرئاسية والتشريعية الأخيرة، بسلسلة معلومات خاطئة نشرها سياسيون بهدف التأثير في عملية الاقتراع.

وكانت هناك اتهامات للرئيس محمد بخاري، وهو مسلم من شمال البلاد، أعيد انتخابه في شباط 2019، بأنه يريد تطبيق الشريعة في جميع انحاء البلاد.

كذلك، كان خصمه في الانتخابات الرئاسية عتيق أبو بكر ضحية شائعات أكدت أنه كان يلقى دعم المثليين، في محاولة هدفها تشويه سمعته لدى الناخبين المحافظين في شمال نيجيريا.

تواجه نيجيريا تحديات أمنية متعددة، بما في ذلك تمرد "بوكو حرام" الجهادي في الشمال الشرقي، والعنف الدامي بين الرعاة المسلمين والمزارعين المسيحيين في الوسط.

وقد اتخذ هذا الصراع الأخير الذي يتعلق في شكل أساسي بالموارد الطبيعية، الأرض والمياه، في السنوات الأخيرة أبعادا اتنية ودينية، يفاقمها الانفجار الديموغرافي في أكبر دول إفريقيا سكانا (190 مليونا، وأكثر من 250 مجموعة اتنية)، واستغلال السياسيين المحليين لذلك.

من جهته، يقول وزير الإعلام لاي محمد إن المعلومات الخاطئة وخطاب الكراهية "تهدد السلام والوحدة والأمن ومعيشة النيجيريين".

ويثير انتشار الشائعات أو الأخبار الكاذبة التي تلعب على وتر تقسيم البلاد، بين الشمال المسلم والجنوب المسيحي، مخاوف الوزير.

وقال: "عندما تقرأ ما تنشره شبكات التواصل الاجتماعي، سيتكوّن لديك انطباع بأن نيجيريا في حالة حرب، وان المسلمين يقتلون المسيحيين".

تعيش الغالبية العظمى من السكان في فقر مدقع مع مستويات متدنية من حيث الإلمام بالقراءة والكتابة (59%)، ما يساعد في انتشار المعلومات الخاطئة كالنار في الهشيم على الهواتف المحمولة التي يبلغ عددها 140 مليون جهاز.

لكن من الصحيح القول أيضا أن المعلومات الخاطئة يتم استخدامها منذ زمن طويل في نيجيريا.

في تشرين الثاني 1989، أعلن التلفزيون الرسمي وفاة نامدي أزيكوي، أول رئيس للبلاد. وسارعت غالبية الصحف الى نشر الخبر... فيما كان زيك، كما كان يُطلق عليه آنذاك، على قيد الحياة. وقد توفي عام 1996.

بعد ثلاثين عاما، انتشرت شائعات حول وفاة الرئيس الحالي بخاري عام 2017. ومذاك، تم "استُنساخه" أو حل محله شخص مشابه من السودان.

وتداولت شبكات التواصل الاجتماعي هذه الشائعات إلى حد دفع بخاري إلى إثارة الموضوع خلال مؤتمر صحافي في بولونيا في كانون الاول 2018. وقال حينها: "أنا بخاري الحقيقي".

وتظهر واقعة أن يضطر رئيس البلاد شخصيا إلى نفي وفاته، حجم المشكلة التي تسببها المعلومات الخاطئة في نيجيريا، وصعوبة مهمة الإعلام والمنظمات التي تكافح المعلومات المضللة.

وغالبا ما يكون مصدر التضليل الأحزاب السياسية نفسها.

وإذا كانت الشائعات حول وفاة بخاري نشرتها في البداية جماعة انفصالية في اقليم بيافرا، "فإن هذا السر العلني" يقف وراء إنشاء الحزبين الرئيسيين خلايا "إعلامية" مكرسة للتضليل أثناء الانتخابات، على ما يقول المحلل السياسي فريدريك نوابوفو.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم