الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

السودان راقصاً بين ماضِيَيْن.. فقط

جهاد الزين
جهاد الزين
Bookmark
السودان راقصاً بين ماضِيَيْن.. فقط
السودان راقصاً بين ماضِيَيْن.. فقط
A+ A-
للسودان تاريخ ديموقراطي متكرِّر ولكنه قصير منذ الاستقلال عن البريطانيين عام 1956. معظم الديموقراطيات السودانية، عدا الأولى، بدأت بانقلاب عسكري على الانقلاب العسكري وانتهت طبعا بارتداد العسكر ليقيموا حكما عسكريا..لذلك السودان، لم يتميز فقط بأنه حالة تجاذب متواصلة بين العسكر والمدنيين، طالت لصالح العسكريين، هو أيضا حالة تجاذب دائمة بين الانتماء الحزبي الجهوي والطائفي (طائفتا الأنصار والختميين، ليس بالمعنى اللبناني للطائفية فكلتاهما من أهل السنّة)، وبين الانتماء الحزبي الأيديولوجي ممثلا بتيارين عريقين وفاعلين هما الشيوعيون والإخوان المسلمون بنسختهم السودانية المبكرة على يد حسن الترابي.الشيوعيون السودانيون ذُبِحوا باكرا (1969) قبل أن تتاح لهم فرصة حكم يذبحون فيها الآخرين كما "توفّر" للشيوعيين العراقيين عام 1958 في مذبحتهم الشهيرة ضد البعثيين والتي سيردها البعثيون حتى الثمالة وتكراراً منذ ذلك الحين. أما الإخوان المسلمون السودانيون، الذين يترنحون مرة جديدة مع سقوط البشير، فقد ساهموا، ولو كشريك لبعض العسكر ولمرتين في الذبح السياسي لكل الآخرين، الأهم من ذلك في الذبح الأيديولوجي للمجتمع السوداني حتى انفرد الإسلامي الإخواني الأصل عمر البشير بالحكم وانتهى بالتخلي عن جنوب السودان ذي المساحة التي تعادل مساحة فرنسا والبترول المتدفق بحرية للشركات الأميركية والغربية وإنما في حرب أهلية يومية لم تتوقف منذ نشأت دولته المستقلة قبل سنوات قليلة وها هو البابا فرنسيس يقبِّل أقدام الزعماء الجنوبيين المسيحيين بموقف أخلاقي رفيع لكي يوقف هؤلاء وحشيةَ الحرب الأهلية. هذا الكيان السوداني، وقبل انفصال الجنوب، بريطاني التأسيس بالنتيجة، كما لبنان...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم