الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

صراط أعرج

علاء زريفة
A+ A-

هذا ما أخبرني الأوقيانوس

أنت حدّاد أقدارك

فابتلع معجزتك كحوت

وقل:

عاد لي زماني

عرشاً على حرف

يبسط جناحيه بين قارتين

البحر

ماء المعنى المتحرك

محمولاً على عشر معلقات

أكتبها

أمضغها

أتقيؤها

وأترك لامرأة لوزية العينين

اقتيادي إلى غرفة نومها

أرتدي حلتي الأرجوانية

أضع تاجاً من الشوك

من شقاء العبيد

أرتدي شبح ما كنت

في ظل من كنت

فجش رأسي يا ولدي

لتخرج الأنثى

ﻷزفر سم الحياة

ويسقط المثال

في مدينة الملح.

***

لستُ بطلاً

أنا مجرد شظية حرب

أدفنُ ميراث أبي

أنف التراب.

أعلّقُ صفارة الإنذار

إصبع الزناد المستسلمِ

إغواء أنثى الموت

ومجرى الدمِ

دمي الشهيد

لينحر الأعداء الأعداء

أومضُ لأناي

في الثالثة والثلاثين ربيعاً

وخيبةً

ثرثارٌ بمرتبةِ شاعرْ

أزور رواق زينون

أرفع مظلةً

لبؤسِ آلهتي

أعتنق سرمداً

يُطِلُّ مِنْ كَبدِ اليبابْ

أسرق فضيلةً

لأقفِز فوق فوهة المطهَرِ

أغتالُ آخر الأنبياء

أمتطي صهوة الجُلْجُلة

أختار لإلهي الجديد

صورة حمار الوحشْ

أتقنعُ بآلافِ الأسماء

أنطقُ بصوتِ الغرابْ

أرتدي عباءة جدي البدوي

أبلغ ثدي مرضعتي

بفمٍ واسعِ الأبجديةِ

أمشي الصراط الممزق

بأحذية الخطايا

مسار السقوط إلى الخلاص.

***

أنظر فأساً

وأبصق حاملهُ

أمتشق مقدساً

لألعن حُراسَهُ

أبني هيكلاً

لأغوي زوجةً خائنةً

بلذةِ الخشوعْ

أكون فارساً

لأسرج صهيلي جوار الأبديةْ

أصير ولداً طيّباً

كما يجبّْ

لأريحَ قلب أمي

من هذا السفر البطولي

بين غريزة النصر

وحتميةِ الألم

أُبعثُ من حيث قُتلت

لا مخلص ولا هيكل

هذا ما أخبرني به الأوقيانوس.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم