الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

معركة المهندسين: إجماع على طابعها النقابي رغم تحالفاتها السياسية

المصدر: طرابلس- النهار
رولا حميد
معركة المهندسين: إجماع على طابعها النقابي رغم تحالفاتها السياسية
معركة المهندسين: إجماع على طابعها النقابي رغم تحالفاتها السياسية
A+ A-

تناول مهتمون من مختلف المشارب السياسية والنقابية نتائج الانتخابات الفرعية لنقابة المهندسين، كلّ من زاويته، فمنهم من رأى فيها معركة سياسية إن دلت على شيء فإنما على تغير الواقع السياسي في طرابلس والشمال، ومنهم من لم يرغب في إعطائها أكثر من بعدها النقابي.

فقد سيطر تحالف "تيار المستقبل" والقوات اللبنانية" على النقابة الشمالية منذ نحو خمسة عشر عاماً، في فترة صعود قوتهما السياسية عقب اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ٢٠٠٥، والتطورات التي أعقبت ذلك.

في المعركة الأخيرة على أربعة مقاعد فرعية، انقلبت النتيجة لصالح تحالف واسع ضم تيار العزم، والتيار الوطني الحر، وتجمعات حزبية ونقابية مختلفة، حيث فاز مرشحون لهذا التحالف، بمقابل مقعد واحد للتحالف الآخر، والمفارقة أن الذي فاز هو مرشح تيار المردة الذي تحالف مع المستقبل والقوات اللبنانية في ما يخالف مسار التحالفات السياسية اللبنانية بصورة عامة، فالمعروف عن تيار المردة انضمامه إلى التجمع السياسي المخاصم لتيار المستقبل.

جرت المعركة في أجواء يصرّ جميع الأفرقاء على اعتبارها هادئة وديمقراطية، وجرت في أجواء ألفة أهلية في النقابة. إلا أن ظهور النتيجة بطريقة مغايرة للسائد، أي بخسارة تحالف المستقبل - القوات، وفوز تحالف العزم - التيار الحرّ ومن معهما، أدى إلى إشكالات، وتباينات، أخّرت إعلان النتيجة، واضطرت القيمين على عمليات الفرز إعادة الفرز مرتين، الأولى ألكترونياً، والثانية يدوياً.

وائل دبس، الفائز برئاسة الفرع الثاني للمهندسين المعماريين الاستشاريين، وهو ممثل للتيار الوطني الحر، أفاد "النهار" أن التحالف المواجه لتحالفه حاول إلغاء النتيجة التي فاجأته، لكن ضغوط المهندسين دفعت القيمين على عملية الفرز إلى الفرز الثاني اليدوي الذي ثبت نتيجة الفرز الإلكتروني، مع زيادات طفيفة في عدد الأصوات لصالح الفائزين.

كثيرون اعتبروا أن معركة نقابة المهندسين هي مؤشر لتغير المزاج السياسي في طرابلس والشمال، وانقلابه لصالح أطراف أخرى. لكن مختلف أطراف النقابة، من فائزين وخاسرين، لم يشأوا إعطاءها ذلك البعد السياسي، ولا التبدلات التي حصلت في المعركة الانتخابية النيابية، وتشكيل حكومة بتوازنات جديدة، تأثيراً في المعركة النقابية للمهندسين.

يقول دبس إن الأساس في معركة نقابة المهندسين هو مسألة تطوير النقابة، لتصبح أحدث، وانتفاضة المهندسين برأيه، تسبّب بها استئثار الفريق الذي يسيطر عليها طوال الفترة الماضية، مع ممارسات له في النقابة لم تكن في صالحها، ولا في صالح المهندسين.

ويتفق حليفه المهندس علي هوشر (عزم) على أن المعركة كانت نقابية، ولا أبعاد سياسية لها، ويفيد أن تحالفه عمل الكثير، واستنفر قواعد النقابة بقوة، بهدف إحداث تغيير لم يعد منه بدّ بعد أن دخلت النقابة في ممارسات وإجراءات لم تكن في صالح المهندسين، ومنها مضاعفة رسوم الانتساب للجدد، وضعف المردود المالي، ما يمكن أن ينعكس على دورها في خدمة المهندس، خصوصاً في مستقبله عند التقاعد.

ولا يختلف طارق حجار من تيار المستقبل في نظرته للمعركة كثيراً عن خصومه، ويعتقد أن "العنصر الأساسي في خسارة تحالفه هو تعبير شريحة كبيرة من الشباب عن غضبهم من حالة البطالة، والمراوحة التي حُمِلَت بطريقة أو بأخرى لمن هو في السلطة".

وبينما يشكو هرموش من إضافة رسوم على أكثر من صعيد على كاهل المهندس المنتمي للنقابة، كعامل من عوامل انزعاج المهندسين من إدارة نقابتهم، يرى حجار أن "إضافة بعض الإجراءات التي اتخذت لحماية صناديق النقابة، والتي تمّ التوافق عليها من الجميع دون استثناء، كما يقول، أدّت إلى رفض هذ الإجراءات، وحُمِلَت النتيجة لطرف واحد بطريقة منظمة ما أثّر أيضاً في التصويت".

النقابة تناوب عليها في الفترة السابقة نقباء تحالف تيار المستقبل والقوات اللبنانية، والدورة تستمر لثلاث سنوات، يتناوب فيها مركز النقيب على معادلة طائفية مسيحية - إسلامية، فكانت النتيجة أن يتولى موقع النقيب مرشح تيار المستقبل، على أن يتولاه مرشح القوات اللبنانية في الدورة التالية.

يعتقد دبس أن سوء اختيار تحالف المستقبل - القوات السابق لأعضاء لم يديروا شؤون النقابة بطريقة جيدة، كان من أهم الأسباب التي أدت إلى تغيير الصورة الراهنة، ذاكراً أن محاولات جرت قبل انطلاق المعركة الانتخابية الحالية لتشكيل ائتلاف شامل، على غرار ما جرى في نقابة بيروت، لكن تعنّت الفريق الحالي المسيطر، ورغبته بإبقاء الوضع الحالي على ما هو عليه، أدى إلى اصطفاف المهندسين في لائحتين، الأولى لائحة "النقابة للجميع" التي ضمت تحالف تيار ″المستقبل″ و″القوات اللبنانية″ ومجموعة من الحلفاء، والثانية، لائحة "القرار النقابي المستقل" التي تضم تحالف ″تيار العزم″ مع ″التيار الوطني الحر″، وتجمع الاصلاح المدعوم من تيار الكرامة، والحزب السوري القومي الاجتماعي، وحركة الاستقلال، واليسار الديمقراطي، والحزب الشيوعي اللبناني، وجمعية المشاريع، ومستقلين.

ويرى هرموش أنه "إضافة إلى جهود فريق تحالفه، لعب الامتعاض العام في أوساط المهندسين من إدارتها في السنوات الخمس عشرة الماضية، دوراً هاماً في تحفيز المهندسين على التصويت لصالح تغيير قد يكون في مصلحتهم مستقبلا".

مع العلم أن المعركة شهدت إقبالاً كبيراً غير مسبوق في نسبة المهندسين الذي أقبلوا على الاقتراع.

ويختم حجار أنه في موضوع النتيجة لا بد من الإشارة إلى أن هذه انتخابات ديمقراطية، ومنذ اليوم الأول أعلنا عن منافسة انتخابية – نقابية، فبالسياسة، ليس هناك من خصومة أو عداوة مع الأحزاب التي كانت جزءاً من اللائحة الأخرى، وقد سعينا من الأساس للتوافق ولم نوفق بذلك، وأعتقد أن هذه الانتخابات ليست بمدلول سياسي ولا بد من التنويه بارتفاع نسبة المشاركة خاصة عند المسيحيين، وهذا طبيعي قبل انتخابات نقيب السنة القادمة".

يذكر ،ن عدد المهندسين المقترعين بلغ ٢٩٠٠ مهندس.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم