الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

الأنين يحفر في كلّ زاوية

المصدر: "النهار"
جورج شكرالله
الأنين يحفر في كلّ زاوية
الأنين يحفر في كلّ زاوية
A+ A-

الحاجة

حَمَل الليلُ غيمةً واجتاز

ساعدته الريح في المسافة

وقدّم له الفحمَ،

غابةٌ وحطّابٌ...

هرب الفقير تحت الغيمة،

ورمى ثيابه،

في حفرة قريبة،

واستقام عارياً في الهواء.

مرّ غنيّ من هناك

نظر إليه عموداً بشريّاً،

علّةً اجتماعية طاغية،

حجرَ عثرة،

موجوداً ليس مدوّنًا،

على لائحة الحياة.

أيّ أنّة طاردته وناحت حوله،

كأنها لا تنام،

كالألم...

يرتدون ثياب الأغنياء،

ويتباهون

ولأنه في وسطهم،

والحاجة تسوطه،

فهم في رثّ الثياب...

الأنين يحفر في كلّ زاوية.

الزوايا كالثكالى، كصمت الرطوبة الثقيل...

تجمّعوا في أماكن تَعرفُ أسماءهم، كيلا يسمعوا.

هو كالزمهرير، يلسع ثم يخترق

وكالوباء ينتشر...

كيف النأي،

والكل تحت شمس واحدة؟

ثقب غاز في مدينة، يلوّث المدينة،

ومحتاج في مجتمع، لن يتفرّج

حوّلته غصناً يابساً

قَطْعُ الغصن اليابس غباء...

أثر اليابس يبقى ماثلاً،

مهما حاول الفأس

- صوت صارخ: اهربوا عنّا... فرّوا منّا...

- كيف ذلك وهم فيكم، في أحشائكم؟

الطائر المكسور لا فضاء له

وعندئذ لمن النداء

للطيران؟

للخلاص؟

الطيران ثورة في حالة من الحالات.

جذوة واحدة، ومهما تلبّد الرماد، تُولّد النار.

اقرأ للشاعر أيضاً: الواقع... خشبة التفلّت محترقة بنار الزمن

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم