الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

لا تلوث لا عتم... يابا لالا

سمير عطاالله
Bookmark
لا تلوث لا عتم... يابا لالا
لا تلوث لا عتم... يابا لالا
A+ A-
روى تيللي سافالاس (كوجاك) أنه يوم كان فتى فقيراً في نيويورك، كان يذهب جائعاً إلى المخازن الكبرى ليخطف، في خوف، تفاحة من هنا، أو برتقالة من هناك. وكان يراقبه، من غير أن يدري، سارق محترف، فاقترب منه مرة وقال: يا فتى سوف يفتضح أمرك في سرعة. وكي لا "يراك" احد عليك أن تملأ عربة كاملة وتخرج بها وأنت تصفَّر لحناً بكل لا مبالاة. ولن ينتبه أحد الى انك حرامي.تلك هي القاعدة الذهبية: المجرم الكبير لا يُرى. يوم اغتيل جون كينيدي في دالاس العام 1963 كانت الكاميرا هناك. قتل في سيارة مكشوفة. ثم التقطت الكاميرا مباشرة مقتل قاتله، هارفي أوزوالد، فيما تقوده الشرطة الى الاعتقال. وقد صور عن الجريمة مئات الافلام واصبحت "مرئية" أكثر من أي جريمة أخرى في التاريخ. وإلى اليوم، لم يُعرف من هو المجرم الحقيقي.يطمئن السارق الكبير الى أن جميع الذين يرونه لا يرونه. كانوا ينظرون ويرون، أيام كان تفاحة من هنا وتفاحة من هناك. أما وقد خرج بالسلة كلها كما نصح العراب، فلن يجرؤ أحد على طرح الأسئلة. إنها للصغار فقط.ولكن ماذا عن الذي تراه؟ هذه مشكلتك. لن يصدقك أحد. والشهود والمحلفون جاهزون للقسم على افترائك على أشراف القوم! قرأنا صغاراً في متعة لا تنسى حتى الآن، روايات "روكامبول"، ترجمة طانيوس عبده، ايضاً صاحب القواميس. وفي "روكامبول" وردت للمرة الأولى الجرائم تحت عنوان "الحوادث" أو "المتفرقات". وما نقرأه هذه الايام على درج المحاكم وفي ادراج القضاء، لن يتجاوز باب المتفرقات. الايطاليون وجدوا لها عنواناً اكثر جاذبية لقراء الملفات القضائية: "اليوميات السوداء". Cronaca Nera....
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم