الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الاشتباكات في ليبيا تحتدم... ماذا يقول خبيران مصريان لـ"النهار"؟

المصدر: "النهار"
القاهرة-ياسرخليل
الاشتباكات في ليبيا تحتدم... ماذا يقول خبيران مصريان لـ"النهار"؟
الاشتباكات في ليبيا تحتدم... ماذا يقول خبيران مصريان لـ"النهار"؟
A+ A-

تتشارك مصر وليبيا حدوداً تمتد لأكثر من 1000 كيلومتر، يؤثران في بعضهما البعض بصور متباينة. تلك الحدود المطلة على الصحراء الغربية المصرية المترامية الأطراف وفرت معبراً للمئات من عربات الدفع الرباعي والجهاديين المدججين بالسلاح، والراغبين في التسلل إلى سيناء، أو القيام بعمليات داخل مصر، على مدار السنوات الماضية.

وبينما تشتد المواجهات بين حفتر والمليشيات المتحالفة مع حكومة فايز السراج في طرابلس، تسود مخاوف من أن تتجه العناصر الجهادية المتشددة، المنضوية تحت لواء تلك الميلشيات، أو التي تعمل بشكل مستقل في طرابلس ومناطق أخرى من ليبيا، صوب مصر، لتهدد بذلك جهود القاهرة لمكافحة الإرهاب، والتي شهدت نجاحاً ملحوظا على مدار الأشهر الماضية.

"دعم جهود حفتر"

ويقول السفير هاني خلاف مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق للشؤون العربية لـ"النهار": "لا بد من دعم التحرك (الذي يقوده حفتر) من أجل القضاء على انفصال بعض الجماعات المتشددة، لأن بعضها مرتبط بالإخوان المسلمين، وبعضها مرتبط بتنظيم داعش، لهذا يجب أن تدعم القاهرة هذا التحرك بقوة".

لكن السؤال الذي يجب طرحه، من وجهة نظر الدبلوماسي المصري "هو: هل ننجح في التمييز بين الجماعات التي تتحرك من منطلقات مصلحية وبحثا عن منافع سياسية واقتصادية، والجماعات التي تنطلق من أفكار عقائدية متشددة من جهة أخرى؟ هذا (التمييز) مهم للغاية لأنه يعطي انطباعا بأن هذا التحرك ضد الجميع دون استثناء، ولا يميز بين أشخاص يتحركون وفقا لمصالحهم أو حسب مواقف سياسية فردية أو حزبية، وتلك الجماعات العقائدية المتشددة".

ويشدد على "وجوب مواجهة من يحملون أفكار جماعة الإخوان المسلمين والذين ينتمون للجماعات العقائدية المتطرفة، أما الجماعات الأخرى والتي قد يصل عددها إلى نحو 11 أو 12 جماعة، فلا يجب الاشتباك معها، لأن لديها دوافع اقتصادية وسياسية يمكن التفاوض حولها".

ويضيف أن "بعض تلك الجماعات غير العقائدية يطمع في الحصول على حصة في النفط، أو لديه مصالح سياسية أو اقتصادية أخرى، أو يرفض قيادة المشير حفتر للجيش الوطني الليبي، وبعضهم انشق عن الجيش الليبي وبات قائداً لنفسه ولجماعته التي قد تتكون من 100 أو 200 فرد، وهم يدعون أن لديهم القدرة على قيادة الجيش الليبي" حسبما يقول السفير المصري.

ويناشد الحكومة المصرية "التحدث مع قائد الجيش الوطني الليبي ومحاولة اقناعه بأن يميز عبر وسائل الإعلام التابعة له بين الجماعات العقائدية المتشددة والجماعات ذات المنطلقات الاقتصادية والسياسية، فالأخيرة يمكن مساومتها بالحصول على مراكز معينة في المؤسسة العسكرية الليبية، ولا حاجة لضربها بالطائرات، لأن هذا قد يوقع ضحايا مدنيين أو يصيب أهدافا مدنية مثل محطات مياه الشرب أو غيرها، وهو ما يجعل الموقف سيئاً أمام المجتمع الدولي، ويعقد المسألة بدلاً من أن يحلها".

"دولة داعش الجديدة"

ومن جهته يرى منير أديب الخبير في جماعات الإسلام السياسي والإرهاب الدولي "أن تحقيق الأمن في ليبيا يؤثر بشكل كبير على الأمن القومي المصري، وكذلك أمن عدد من الدول الأوروبية في مقدمها فرنسا وإيطاليا، ومن ثم إذا لم تشعر ليبيا بالأمن لن تشعر به مصر وأوروبا لأنهما مجاورتان لها".

ويقول أديب لـ"النهار": "منذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب القضاء على داعش، تحولت ليبيا إلى مركز لتجمع الجهاديين الفارين، وبخاصة في العاصمة طرابلس وهؤلاء يهددون الأمن القومي المصري، لأنهم يقومون بتنفيذ عمليات مسلحة، ثم يعودون إلى معاقلهم في ليبيا".

ويعتقد الخبير في شؤون الإرهاب الدولي "أن ليبيا ومالي هما الدولتان اللتان أصبحتا الوجهة الرئيسية لداعش بعد سقوط دولته المزعومة في سوريا والعراق، وبالتالي فأن فكرة تحقيق الأمن في ليبيا مهمة لتحقيق الأمن في العالم كله، وليس في مصر أو أوروبا فحسب، لأن ليبيا باتت الموقع الذي يسعى داعش إلى إحياء دولته المزعومة مجددا فيه".

وهذا البلد، كما يقول أديب "أصبح بيئة خصبة لنمو الجماعات المتطرفة. فمنذ 17 شباط 2011 وسقوط حكم الرئيس الليبي الأسبق معمر القذافي، باتت ليبيا جاذبة للجماعات المتشددة، فهي تفتقد للأمن، وفيها نزاعات مسلحة مستمرة، ولهذا انتشر فيها داعش وكذلك القاعدة منذ سقوط القذافي، ولكن الأمر تغير الان".

ويشير الخبير في شؤون الإرهاب أن "الجيش الوطني الليبي كان له دور مهم في تطهير عدد من المدن مثل بنغازي، إلا أن تلك الجماعات مازالت متواجدة بكثافة في الجنوب، وتحديداً في أجدابيا والكفرة، وغيرهما، وأعتقد أن طرابلس أيضاً باتت معقلا لمثل هذه الجماعات، و العملية التي يقوم بها المشير حفتر مهمة للقضاء عليها، ومهمة كذلك للأمن القومي المصري ولأمن العالم أجمع".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم