الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

كان عائداً إلى منزله حين خطفه الموت... رحل مصطفى بطريقة مأسوية ميتّماً أربعة أبناء

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
A+ A-

ضحية جديدة دفعت حياتها على طرق لبنان. هذه المرة تربّص الموت بمصطفى النابوش الوالد لأربعة أبناء، الذي سقط عن دراجته النارية، لافظاً آخر أنفاسه بعد أن صدمه باص، كاتباً نهاية مشواره على الأرض بالدم. رحل ابن ببنين في غفلة تاركاً عائلته في صدمة. فمن كانوا ينتظرون عودته لتناول الغداء معه رحل بلا عودة.

كان مصطفى (42 سنة) على دراجته النارية حين حلّت الكارثة على طريق عام العبدة، وبحسب ما قاله رئيس اتحاد روابط مخاتير عكار مختار ببنين زاهر الكسار لـ"النهار": "اعتاد مصطفى أن يقصد طرابلس كل يوم أحد، لكن قبل يومين غيّر عادته وتوجه إلى مرفأ ببنين لشراء السمك. جلس لبعض الوقت مع أصدقائه قبل أن يعود أدراجه إلى منزله، لكن قبل وصوله بمسافة قصيرة وقعت الفاجعة، فصدمه باص. الضربة أتت على رأسه، ولم يكن يضع خوذة حينها، كسرت جمجمته. نقل إلى مستشفى الخير في المنية، لكنه وصل إليه جسداً بلا روح".

مصاب كبير

مصطفى الذي كان يعمل نجار موبيليا، عاش آخر أيامه كما قال المختار: "عاطلاً عن العمل بسبب الأوضاع الاقتصادية في البلد، معروف بحبه لعائلته وإحسانه لوالدته، فكان يسكن بالقرب من منزلها مكرّساً حياته لخدمتها. أطبق عينيه للأبد حارماً إياها واحداً من أحنّ أبنائها عليها، لذلك أتمنى لها ولعائلة الفقيد وعموم أهالي بلدة ببنين الصبر، وأتمنى أن تجري معالجة أسباب الموت على طرق عكار التي نهشها الإهمال والحرمان". وأضاف: "نعم المصاب كبير على الجميع، سواء أهل الضحية أو سائق الباص الذي حضرت عائلته وأدت واجب العزاء، ومع هذا أؤكد أن الحادث قضاء الله وقدره".

بلدية ببنين العبدة نعت مصطفى النابوش بالقول: "بمزيد من الحزن والأسى نعى رئيس بلدية ببنين العبدة الدكتور كفاح الكسار وأعضاء المجلس البلدي الشاب مصطفى النابوش، الذي توفي إثر حادث سير وقع اليوم على طريق عام العبدة".

لوضع الخوذة

سبق أن شدّد الخبير في السلامة المرورية كامل إبرهيم في حديث لـ"النهار" على ضرورة وضع الخوذة التي كما قال: "شيء أساسي جداً لحماية رأس سائق الدراجة. لذلك شدّد عليها في قانون السير الجديد. ومن لا يضع خوذة معرّض للموت بنسبة أكبر بكثير ممن يضعها، لكون أي ضربة على رأسه ستقتله، مع العلم أنه تنبغي مراعاة مواصفات الخوذة، لا الاعتماد على المقلّدة منها التي يجب منع بيعها في السوق". إبرهيم شرح المادة 18 من قانون السير الجديد، رقم 243، التي تحظر على سائقي الدراجات الآلية والدراجات الهوائية ومرافقيهم، القيادة من دون اعتماد خوذة واقية تحدّد مواصفاتها بقرار يصدر عن وزير الداخلية والبلديات، مربوطة بإحكام تقيهم الصدمات أثناء القيادة.

أما المخالفة فتقع ضمن جدول مخالفات الفئة الثالثة وهي: عدم ارتداء الخوذة، عدم ربطها بإحكام، خوذة غير قانونية، في حين أنّ غرامتها تراوح ما بين 200 و350 ألف ليرة لبنانية. وعن ملاحقة قوى الأمن مخالفات الدراجات النارية، قال: "الأمر مرتبط بآلية عملهم، فيتم التشدد في مناطق أكثر من أخرى". وختم مطالباً سائقي الدراجات النارية عدم الاستهتار بأرواحهم وارتداء الخوذة، كما طالب القوى الأمنية التشدّد بتطبيق القانون، "لا سيما بعد خسارتنا العديد من شبابنا على طرق لبنان، وأيّ حادث مكلف ليس فقط على الضحية، بل على شركائه في المأساة".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم