السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

رواندا تحيي الذكرى الـ25 للإبادة الجماعيّة: كاغامي يدعو "الجيل الجديد إلى مواصلة العمل"

المصدر: "أ ف ب"
رواندا تحيي الذكرى الـ25 للإبادة الجماعيّة: كاغامي يدعو "الجيل الجديد إلى مواصلة العمل"
رواندا تحيي الذكرى الـ25 للإبادة الجماعيّة: كاغامي يدعو "الجيل الجديد إلى مواصلة العمل"
A+ A-

بعد ربع قرن، تتذكر #رواندا اليوم #الإبادة_الجماعية عام 1994، والتي قتل فيها 800 الف شخص على الاقل، معظمهم من اتنية التوتسي، خلال مائة يوم، في مأساة غيّرت وجه البلاد الى الأبد.

واشاد الرئيس الرواندي #بول_كاغامي اليوم بقوة شعبه الذي خرج من الهاوية ليصبح "عائلة متحدة اكثر من اي وقت مضى".

وقال كاغامي (61 عاما)، الرجل القوي في البلاد منذ 1994: "عام 1994، لم يكن ثمة أمل. كانت ثمة ظلمات فقط. اليوم، يشعّ النور من هذا المكان. كيف حصل ذلك؟ عادت رواندا عائلة".

وكان يتحدث خلال مؤتمر في مركز المؤتمرات بكيغالي، رمز الحداثة في العاصمة الروندية والتجدد الحاصل في البلاد خلال 25 عاما. واضاف: "شعبنا حمل ثقلا كبيرا من دون ان يشكو"، مؤكدا أن "ذلك جعلنا افضل وأكثر اتحادا من اي وقت مضى".

ووعد بأنه "لن يكون هناك أي شيء على الإطلاق قادرا على تأليب الروانديين على بعضهم. هذه القصة لن تتكرر. هذا التزامنا الثابت".

ودعا كاغامي الجيل الجديد- يشكل الذين تقل أعمارهم عن 25 عاما 60% من السكان- الى مواصلة العمل. وقال: "تقع على عاتقهم مسألة تحمل مزيد من المسؤولية، والمشاركة في بناء رواندا التي نريدها ونستحقها".

خلال عشرة أعوام، أعادت رواندا بناء نفسها، سياسيا واجتماعيا واقتصاديا. لكن ذكرى الإبادة الجماعية الأخيرة في القرن العشرين، لم تمح. وما زالت آثار الصدمة واضحة على أولئك الذين عاشوها، وعلى الشبان أيضا.

وكان كاغامي (61 عاما) دشن نصب جيسزي في كيغالي، حيث دفن أكثر من 250 ألفا من ضحايا الحملة. وانحنى كاغامي الذي رافقته زوجته، أمام إكليل أولا، قبل أن يضرم النار في شعلة. ووقف بجانبه رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي، ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر.

وستقود مسيرة للذكرى، كاغامي ومدعويه، إلى ستاد أماهورو (السلام باللغة الكينيارواندية)، حيث تقام سهرة احتفالية.

وهذا الستاد الذي لجأ إليه عام 1994 آلاف التوتسي للنجاة تحت حماية الأمم المتحدة من المجازر، غالبا ما يشهد أزمات ناجمة عن صدمات مؤلمة، تسمى "إيهاهاموكا" لدى الناس المضطربين الذين يعيشون المأساة من جديد.

بتحريض من نظام الهوتو المتطرف الذي كان في السلطة آنذاك، أسفرت الإبادة الجماعية بين نيسان وتموز 1994، عن مصرع 800 الف شخص على الأقل، وفقا للأمم المتحدة، خصوصا من أقلية التوتسي، والهوتو المعتدلين، 

وقد تسبب باندلاع الإبادة الجماعية اغتيال الرئيس الرواندي جوفينال هابياريمانا، وهو من الهوتو، مساء 6 نيسان 1994. وفي اليوم التالي، أعطت القوات المسلحة الرواندية وميليشيات الهوتو المتطرفة، الأمر بارتكاب المجازر.

وبتشجيع من السلطات و"وسائل إعلام الكراهية"، بما فيها إذاعة "الف تلة" الشهيرة، ساهم قسم من الشعب ينتمي الى كل الطبقات الاجتماعية، في الإبادة، بالهراوات أو المناجل، والتي استهدفت الرجال والنساء والأطفال في جميع أنحاء البلاد.

وتعرض للقتل أيضا أفراد من الهوتو رفضوا المشاركة في عمليات القتل، أو المشتبه في تعاطفهم مع التوتسي. ولم تتوقف المجزرة إلا بعد دخول التمرد التوتسي للجبهة الوطنية الرواندية إلى كيغالي في 4 تموز، بقيادة زعيم عسكري شاب يبلغ 36 عاما هو بول كاغامي.

وحضر المراسم، أمام النصب التذكاري، رؤساء التشاد ادريس ديبي، والكونغو دينيس ساسو نغيسو، وجيبوتي اسماعيل عمر غله، والنيجر محمد ايسوفو، ورئيس الوزراء الإثيوبي أحمد أبيي، ورئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل الذي جاء للتعبير عن دعم القوة الاستعمارية السابقة، وهو الوحيد غير الأفريقي.

وبعدما اعترف بأخطاء الأسرة الدولية عام 1994، أكد أنه يتحدث "باسم بلد يريد أن يتحمل في شكل واضح جزءا من المسؤولية حيال التاريخ".

ولا يحضر رؤساء أي دول أخرى، ما يعكس العزلة النسبية التي لا تزال تعانيها رواندا.

وتعذر على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي تلقى دعوة أيضا، الحضور لأسباب تتعلق بجدول أعماله، على ما أعلن رسميا.

وأثار تغيبه خيبة للروانديين الذين كانوا يأملون في رؤيته يعبّر عن اعتذار فرنسا عن دورها عام 1994. وتتهم السلطات الرواندية فرنسا بالتواط مع نظام الهوتو المسؤول عن الإبادة الجماعية، إن لم يكن بالمشاركة فعليا في المجازر، وهذا ما نفته باريس باستمرار.

ويسمم هذا الجدل منذ سنوات العلاقات بين البلدين، وإن باتت أفضل منذ انتخاب ماكرون في 2017. وقام رئيس الدولة الفرنسية بخطوات رمزية حيال كيغالي.

فقد أرسل أولا لتمثيله النائب ايرفيه بيرفيل، اليتيم الرواندي من التوتسي الذي تبنته عائلة فرنسية عام 1994. وأعلن الجمعة فتح "كل المحفوظات الفرنسية" للجنة من المؤرخين حول الفترة 1990-1994، وهو التزام تم تعهده في ايار 2018 بعد اجتماع مع كاغامي.

وأعلن ماكرون اليوم أنه يريد أن يجعل السابع من نيسان "يوما لإحياء ذكرى حملة إبادة التوتسي" عام 1994 في رواندا.

وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان إن "رئيس الجمهورية يحيي جهود الاستذكار التي يقوم بها الناجون. وعبّر عن رغبته في أن يصبح السابع من نيسان يوما لإحياء ذكرى إبادة التوتسي".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم