الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

الوحي الإلهيّ وخلاص الإنسان

المطران كيرلس بسترس
المطران كيرلس بسترس
Bookmark
الوحي الإلهيّ وخلاص الإنسان
الوحي الإلهيّ وخلاص الإنسان
A+ A-
بين الله والإنسان علاقة كيانيّة. فالإنسان لا يستطيع أن يصل إلى الله إن لم يكشف الله ذاته للإنسان. هذا هو الوحي. فالوحي لا يقوم على إبلاغ حقائق عن الله، بل على كشف الله ذاته للإنسان كمصدر وجوده وعمق كيانه. ليست هناك حقائق إلهيّة نستطيع الوصول إليها بإمكاناتنا الطبيعيّة وعقلنا البشريّ وحقائق أخرى تصلنا بالوحي. هذا الفصل بين نوعين من الحقائق لا يعطي الصورة الحقيقيّة عن الوحي. الوحي هو أوسع وأشمل بكثير من كشف حقائق. إنّه الكشف عن عمق الذات الإلهيّة وفي الوقت عينه عن عمق الحياة الإنسانيّة. بالوحي يعرف الإنسان الله، ويعرف الإنسان نفسه أنّه من الله أتى وإلى الله يعود. وبعيدًا عن الله يبقى الإنسان في تغرّب وضياع. التغرّب والضياع كلمتان لمفهوم واحد تردان كثيرًا في الفلسفة المعاصرة للتعبير عن حالة الإنسان الذي يعيش غريبًا عن ذاته وعن الآخرين، ضائعًا في عالم وُجِد فيه من دون أن يعرف من أين أتى وإلى أين يذهب.عن هذا التغرّب يقول شارل مالك: "غريب هو الكائن الإنسان – غريب في امتلائه سرًّا وغرابة. وغريب هو في كونه متغرّبًا – غريب متغرّب. وسرّ أسراره يكمن في ذلك...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم