السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

من الشارع- مأساة أمٍ أرملة

المصدر: "النهار"
مروى حدرج
من الشارع- مأساة أمٍ أرملة
من الشارع- مأساة أمٍ أرملة
A+ A-

تجلس فاطمة يومياً على الرصيف، ومعها أربعة أطفال وتبيع أكياس المحارم الورقية، إنها امرأة في الثلاثينات من عمرها، ولديها أربعة أيتام، أكبرهم يبلغ السابعة وأصغرهم يبلغ الرابعة من عمره، توفي زوجها بفعل المرض، وبقيت وحيدة ليس لها من معيل يمكن أن تلجأ إليه، تعيش وأولادها في غرفة مستأجرة مقابل 350 ألف ليرة شهرياً، إضافة الى أن أحد أولادها مصاب بمرض الربو و يحتاج الى علاج دائم.

كي لا تكون عالة على المجتمع وكي لا تتسول وكي لا ترى أبناءها يتضورون جوعاً أمام ناظريها، وكي تحفظ كرامتها وتعيش بشرف، لجأت إلى وسيلة تحقق من خلالها أبسط مقومات العيش الكريم، نراها تجلس يومياً تحت جسر في الضاحية الجنوبية من الصباح حتى وقت متأخر من النهار.

ملتحفة بالسواد، تجلس تحت حر الشمس وأبناؤها الصغار يحيطون بها، تبيع علب المحارم للمارة وتبقى هي وأولادها طيلة النهار في هذا المكان. وعند المساء توضب محارمها على عربة صغيرة وهي تمسك بأيادي أولادها الصغار وتذهب إلى غرفتها التي تعيش فيها، المارة ربما بعضهم يشتري علبة محارم ويدفع ما يتيسر، وربما بعضهم يدفع لها دون أن يأخذ المحارم لإدراكه بحاجتها، هذه الأم بما تجمعه يومياً تحاول أن تعيش هي وأولادها دون أن تحتاج لأن تمد يدها إلى أحد. وفي آخر الشهر عندما يستحق دفع إيجار البيت تعيش معاناة كيفية جمع هذا الإيجار، ممكن أن تبقى بعض الأيام هي وأولادها من دون أكل لكي تؤمن ايجار الغرفة، تعيش على هذا الحال، ولا يكفي ما تعانيه من آلام نفسية جراء هذا الوضع، فإن عناصر شرطة البلدية يسألونها ترك الأماكن التي تجلس فيها.

أين هي مسؤولية الدولة والمجتمع وأين هو #التكافل_الاجتماعي؟ أين هي مسؤولية الجمعيات الخيرية المعنية بمساعدة المحتاجين؟ وأين هي مسؤولية القوى السياسية المعنية بالأمن الاجتماعي؟ ليس هناك من يسأل أو يهتم، هذا نموذج من المعاناة و المظلومية التي تعيشها الأم الأرملة التي ليس لديها معيل أو من يعينها في بلدنا وفي مجتمعنا.

[email protected]

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم