السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

القدس والجولان، مجرد عقار آخر

سمير عطاالله
Bookmark
القدس والجولان، مجرد عقار آخر
القدس والجولان، مجرد عقار آخر
A+ A-
جاء العسكريون الى الحكم في العالم العربي باعتبارهم المؤهلين لغسل الهزيمة في فلسطين. لذلك، قالوا للناس، انسوا ترف الحرية الآن، ودعوا جانباً أمر الكفاية، واكتفوا بالعلم مما يتوافر محلياً، وتقشفوا، وتعودوا ثقافة السجون. واتركوا لنا الطريق السريع الى فلسطين. قبل الانطلاق نحو فلسطين، كان هناك عائق آخر لا بد من ازاحته: الرجعية العربية! ونفط العرب للعرب. فجأة، تذكّر كل عربي في المشارق والمغارب، المنطقة التي يسميها الصحراء ولا يجد إليها طريقاً، ويأنف من مصافحة بدوانها واعاريبه. إن هذه الأرض المتدفقة بالزيت الأسود، هي مُلكه، لا مُلك اولئك الذين تحمّلوا رمالها وجفافها وقحطها وحرها آلاف السنين. وصار المثقفون في رأس بيروت، يتوزعون على المقاهي، ويرسمون خطط المبادلة: هاتوا نفطكم وخذوا منا حيفا ويافا، ومعهما افادة موقتة بعروبتكم.كثيرون من أهل البادية طاب لهم العرض: لقب ثوري مقابل نكران الأصول والسخرية من الجذور. عبد الرحمن منيف بنى مجده الأدبي على تحميل الصحراء مسؤولية ما فقده العرب المتحضرون. وماذا فقد العرب المتحضرون، وماذا لم يفقد العرب المتحضرون.لكن مثقفي العرب ومفكريهم وحضارييهم، وجدوا أنفسهم يسيرون خلف الخوذ والقبعات. وللخوذ والقبعات قاموس قليل الكلمات، فلا وقت للإضاعة في الطريق الى الجبهة. أي لا نقاش ولا مشورة. فجر العسكريون الثُكَن بعضهم في وجه البعض. وتوزع "الضباط الاحرار" المنافي وبلدان التشرد، فيما تنتقل السلطة من كتف الى كتف. وبهتت الجامعات والمعاهد من اجل الكليات الحربية. ولا حرب.إتّهمت الانظمة العربية البرلمانية...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم