الأربعاء - 17 نيسان 2024

إعلان

صرخة بلدية بقاعية بوجه إستفحال عصابات السرقة وحوادث السير على طريق شتورا- المصنع

المصدر: زحلة- النهار:
صرخة بلدية بقاعية بوجه إستفحال عصابات السرقة وحوادث السير على طريق شتورا- المصنع
صرخة بلدية بقاعية بوجه إستفحال عصابات السرقة وحوادث السير على طريق شتورا- المصنع
A+ A-

تخيلوا، بل صدقوا، أن افراد عصابات مسلحة قادرون أن يقطعوا البقاع من شماله الى أوسطه، سالكين طرقات دولية، بسيارات رباعية الدفع بزجاج داكن ومن دون لوحات، ويعودوا أدراجهم بسيارة مسروقة ومخطوف هو صاحب السيارة، فيما المواطن ما عاد يجرؤ ان يسلك ليلاً، هذه الطرقات التي هي طريق بيته، إن كان يقتني سيارة رباعية الدفع، لانه فريسة محتملة لهذه العصابات، التي تعترضه وسط الطريق، ينتحل افرادها صفة عسكرية، ويخفون وجوههم تحت أقنعة، ليقتادوه وسيارته، على مرأى من عابري الطريق، قبل ان يرموه في مكان ما ما بين النبي شيت، طليا وبريتال في قضاء بعلبك، بعد ان يجردوه من كل ما في حوزته.

تخيلوا أن يترافق خروج أحد من ذويكم، يومياً إلى عمله، إلى جامعته، مع قلق ينتابكم الى حين عودته، من أن يتعرض لحادث سير، بعضها قاتل، لان الطرقات الدولية، التي هي طريق البيت، تتوافر فيها كل العناصر المسببة للحوادث، أضف إليها سوء تطبيق قانون السير وعدم إحترامه.

ولأن كل من يعبر طريق شتورا – المصنع قد يكون ضحية محتملة لحادث سير أو لعصابات الخطف بقصد السرقة التي تنشط منذ مدة ليلاً على هذا الطريق، نزل 8 رؤساء بلديات: مجدل عنجر، عنجر، الخيارة، سعدنايل، بوارج، قب الياس، كفرزبد ومكسه، ومعهم اعضاء إختياريين ومسؤولين في "تيار المستقبل" الى الطريق، وأعتصموا في الموقع الذي شهد قبل نحو أسبوعين حادث سير قاتل، أودى بحياة الطالب الجامعي علي سعد الدين الميس، وفي المحلة التي شهدت اكثر من عملية خطف بقصد السرقة لهذه العصابات ليعلنوا لمن يعنيهم الامر بان "السكوت عن الامر لم يعد ممكناً"، ويطلقوا صرخة بوجه الدولة علّها تستفيق. وكان آخر عمليات الخطف بقصد السرقة، حصلت بعيد التاسعة من ليل الثلثاء - الاربعاء، على طريق تعنايل- بر الياس، ضحيتها عبد الرحمن عبد الفتاح من بلدة مجدل عنجر، ووفق السيناريو نفسه، إعترضه مسلحون، وسلبوه سيارته من نوع "جيب انفنيتي"، وأقتادوه معهم، قبل ان يتركوه في سهل بلدة طليا قضاء بعلبك، بعد أن جردوه من كل ما كان بحوزته.

خاطفو عبد الفتاح "إنتحلوا صفة وزارة الدفاع" على ما روى مختار مجدل عنجر صلاح ابو زيد، الذي كان مشاركاً بالاعتصام، "مقنّعون، يرتدون سترات مخابرات الجيش، قطعوا الطريق فوصل السير الى شتورا، والاجهزة الامنية كانت غائبة". ويضيف "لا أعرف إذا كان هذا الغياب مقصوداً (...) هذا الامر يتكرر كل اسبوع بوقت الذروة وليس بوقت متأخر". ملاحظة المختار القاسية تجاه الاجهزة الامنية تأتي من حقيقة أن حادثة خطف المواطن عبد الرحمن عبد الفتاح وسرقته، هي الثامنة على الاقلّ منذ مطلع السنة، وجاءت بعد أسبوع من خطف المهنس ربيع حدشيتي وسرقته بالطريقة نفسها، بعد أن كانت العصابة قد فشلت في الليلة نفسها من الايقاع برئيس بلدية المنصورة السابق إبرهيم بدران، وتمكنها من عسكري في الجيش، لولا أنها قررت لسبب ما ألا تواصل عمليتها وتتركه وسيارته بعد تجريده مما كان بحوزته.

وأمام هذا التفلت للعصابات يضحي سؤال المختار ابو زيد للقيمين على السلطات مشروعاً: " أتريدوننا أن نقيم أمناً ذاتياً ام ماذا؟ لقد صرنا امام خيارين احلاهما مرّ، فلتقل لنا الدولة ما هو الخيار، إن لم تكن قادرة على تأمين الامان، فلنقم أمننا الذاتي".

من جهته يؤكد رئيس بلدية مجدل عنجر، منسق "تيار المستقبل" في البقاع الاوسط سعيد ياسين: "مني وجرّ" إذا رأيت دورية امنية أخاف أن أتوقف لأني بتّ أشك بانها دورية وليست شركاً. على النواب والوزراء الامنيين إعلاء الصوت، لانه ما عاد بالامكان أن نسكت، والا فإن المواطن سيستوفي حقه بيده".

ولم يتحفظ رؤساء البلديات في توصيف هذه العصابات ونشاطاتاها، "أفراد يأتون من شمالي بعلبك يخطفون اولادنا يسلبونهم سياراتهم وما يحملونه" على ما يقول ياسين مطالباً في المقابل باسم "كل مواطن في البقاع، سواء البقاع الاوسط أو البقاع الغربي أو البقاع الشمالي، لان حتى أهالي شمالي البقاع لا يرضون بما يحصل، الاجهزة الامنية أن تتحمل مسؤوليتها وتقوم بواجباتها امام مواطنيها".

ويقول رئيس بلدية سعدنايل حسين شوباصي: "سنوات ونحن نطالب الدولة أن تكون قوية، ونحن لا نريد الا الدولة، الملاحظ بأن ليس الدولة التي تقوى، بل الدولة تتقلص والعصابات هي التي تتمدد، لم يسبق ان كانت العصابات تصل الى هذه المنطقة". عازياً سبب نشاط هذه العصابات الى"المعابر غير الشرعية، هي التي توفر سوقاً لهذه السيارات المسروقة، وتشكلّ خطراً على المواطنين". مطالباً ان "تأخذ الدولة دورها بأكمله لحماية المواطنين الاوادم، والا سيسود الزعران فقط بالبلد".

مثله يلفت رئيس أتحاد بلديات البقاع الاوسط، رئيس بلدية بوارج محمد البسط الى ان السيارات المسروقة "تذهب الى منطقة معينة، وقد يكون يتم نقلها الى دول مجاورة، عبر معابر غير شرعية". مستهجناً كيف أنهم ينفذون "عملاً ارهابياً ويغادرون"، موضحاً: "نحن لا نقول أن الدولة لا تلاحقهم، لكن نريدها أن تكثف الرقابة على هذا الطريق، والمتابعة والاضاءة على الجهة الفاعلة، وهؤلاء المجرمين الذين يعرضون حياة الناس للخطر أن يكشفوا ويلاحقوا، وأن يشعر الاهالي بالامان بوجود الدولة".

هذه العمليات، التي تتكرر وفق السيناريو عينه، مقوضة هيبة الدولة، والبزة العسكرية، متخذةً مسرحاً لها شرياناً حيوياً يربط اطراف البقاع ببعضها، ويربطه بباقي المناطق اللبنانية، كما يربط عاصمتين ببعضهما، تدفع الى الريبة حول فعل إجرامي، يتخطى المطامع المالية لمرتكبيه، الى ضرب لسمعة منطقة البقاع الاوسط، وليس في أمنه فحسب بل أيضاً في إقتصاده. لذلك فان هذه "الصرخة بمثابة إنذار" لرؤساء بلديات بقاعية، تعني "أمن لبنان وإقتصاده"، إذ يسأل رئيس بلدية قب الياس جهاد المعلم: "إن لم يكن هذا الشريان الحيوي مصاناً أمنياً، عن أي إقتصاد نتحدث، وعن أي منطقة صناعية ومنطقة حرة نطالب بظل هذا الفلتان الامني على الطرقات العامة؟"

ولأن طريق شتورا- المصنع أو "طريق الموت" على ما وصفه رئيس بلدية مجدل عنجر، بات ليس فقط مصيدة لضحايا العصابات، بل أيضاً شركاً لحوادث السير، يقول العضو في المجلس السياسي ل "تيار المستقبل" وسام ترشيشي "حوادث السير مأساة يومية تتكرر، وتحتاج الى اكثر من وقفة احتجاج واكثر من اعتصام. لا نحتاج فقط الى مؤتمرات للاقتصاد، بل الى مؤتمرات للسلامة المرورية ودراسات علمية. الطريق من المديرج الى المصنع لا توجد عليه لمبة، ولا إشارة سير، المقاطع بين المسالك والطرقات غير مدروسة. بحسب الاحصاءات 83 قتيلا سقطوا بحوادث السير في غضون شهرين، الا يحتاج الامر الى أن نتوقف عنده وندرس أسباب وفاة هؤلاء الناس؟" مطالباً "إدارة السير في قوى الامن الداخلي تسيير دوريات يومية ليليلة الى حين انجاز هذه الدراسة، من اشارات سير واضاءة من المديرج الى المصنع".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم