الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

#النهار_جامعة: تلوث الهواء في لبنان... سرطانا المثانة والثدي من أبرز التداعيات

المصدر: "النهار"
Bookmark
#النهار_جامعة: تلوث الهواء في لبنان... سرطانا المثانة والثدي من أبرز التداعيات
#النهار_جامعة: تلوث الهواء في لبنان... سرطانا المثانة والثدي من أبرز التداعيات
A+ A-
في ظل ارتفاع درجة حرارة الأرض وتزايد النمو السكاني، لا تزال الانبعاثات السامة الناتجة من محركات سياراتنا تلوّث الهواء الذي نتنفسه، علمًا أن نصف بلدان العالم لا تملك سبل الوصول إلى موارد الوقود النظيفة أو التكنولوجيا الحديثة الصديقة للبيئة. من هنا، فإن نسبة التلوث في الهواء تتصاعد بشكل خطير. في الآونة الأخيرة، أشارت بحوث أجرتها منظمة الصحة العالمية إلى أن 9 من أصل 10 أشخاص يستنشقون نسبًا عالية من الملوثات. وكشفت الأرقام الأخيرة لمعدل الوفيات أن 7 ملايين شخص في العالم يلقون حتفهم سنويًا بسبب تلوث الهواء في الجو وفي المنازل.إن تلوث الهواء بات أزمة لا مفر منها وذلك بصرف النظر عن تفاوت المستوى المعيشي بين منطقة وأخرى. فالتلوث يحيط بنا أينما كنا. ويمكن الملوثات المجهرية في الهواء أن تخترق دفاعاتنا الحيوية لتصل إلى جهازنا التنفسي ونظام الدورة الدموية ما يؤثر سلبًا على أداء الرئتين والقلب والدماغ. لتلوث الهواء آثار خطيرة على الصحة، فربع حالات الوفاة من جراء السكتة الدماغية وسرطان الرئة وأمراض القلب ناجمة عن تلوث الهواء. ولا نبالغ بقولنا إن آثار تلوث الهواء على الصحة تعادل آثار التدخين وتفوق ضررًا تناول نسبة كبيرة من الأطعمة الغنية بالأملاح. وتجدر الإشارة إلى أن أكثر من 90 بالمئة من حالات الوفاة المرتبطة بتلوث الهواء تقع في البلدان المنخفضة إلى متوسطة الدخل ولا سيما في قارتيّ آسيا وأفريقيا، تليهما البلدان المنخفضة إلى متوسطة الدخل في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا والقارة الأميركية. حتى لو لم يكن الأمر مرتبطًا ارتباطًا مباشرًا بتلوث الهواء، فلا بدّ من التساؤل عن سبب تصدّر لبنان دول العالم من حيث أعلى نسب إصابة بسرطان المثانة بحسب الإحصاءات الأخيرة الصادرة عن الوكالة الدولية لبحوث السرطان. كذلك تصاب النساء اللبنانيات بسرطان الثدي في سن مبكرة عند الخمسين كمعدل متوسط وذلك بالمقارنة مع البلدان الغربية حيث المعدل المتوسط للإصابة بسرطان الثدي يلامس سن الـ63 (El-Saghir et al., 2007). يعرض هذا المقال البحوث والدراسات التي أجراها كلّ من د. وهبه فرح (من جامعة القديس يوسف في بيروت) ود. نجاة ع. صليبا ود. عصام لقيس والسيد عبد القادر بعيون والسيد وائل عيتاني وأعضاء آخرين من فريق الأبحاث (من الجامعة الأميركية في بيروت) إلى جانب المحامي جورج شماس. ونشرح في هذا المقال أولاً كيف قمنا بقياس معدلات الجزيئات الصلبة في بيروت خلال السنوات العشر الأخيرة ولغاية الآن، يلي ذلك قائمة بأبرز مصادر تلوث الهواء. ونختم بمراجعة للقوانين والسياسات الحالية المتعلقة بمولدات الوقود. وقامت كبيرة الباحثين المساعدين في مركز حماية الطبيعة في الجامعة الأميركية في بيروت السيدة غنى شماس بجمع مساهمات الباحثين في هذا المقال وتنسيق صياغتها.المعدّلات السنويّة للجزيئات الصلبة في منطقة بيروت(د. وهبه فرح) تلوث الهواء هو مزيج من المواد الكيميائية والمواد الجسيمية والمواد البيولوجية التي تتفاعل بعضها مع بعض لتشكيل جزيئات صلبة صغيرة. وتعتبر هذه الجزيئات الصلبة مؤشرًا رئيسيًا لجودة الهواء نظرًا لأنها أكثر ملوثات الهواء شيوعًا التي تؤثر على الصحة على المدى القصير والطويل. تشمل الأعراض القصيرة المدى الناتجة من التعرض لتلوث الهواء حكّة في العينين والأنف والحنجرة والصفير أثناء التنفس والسعال وضيق التنفس وألماً في الصدر والصداع والغثيان والتهابات الجهاز التنفسي العلوي. كما أنه يفاقم الربو وانتفاخ الرئة. الآثار الطويلة الأجل تشمل سرطان الرئة، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة، وتطور الحساسية. يرتبط تلوث الهواء أيضًا بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.ويمكن أن تصنف هذه الجزيئات الصلبة إلى جزيئات خشنة (PM10)، ذات القطر الأقلّ من 10 ميكرومتر، وجسيمات ناعمة دقيقة (PM2.5) ، ذات القطر الأقلّ من 2.5 ميكرومتر، غير ان صغر حجمها يسمح لها بالوصول إلى عمق أكبر في الجهاز التنفسي.توصي إرشادات جودة الهواء لمنظمة الصحة العالمية بألا يتجاوز متوسط تركيزات PM2.5 السنوي 10 ميكرومتر / متر مكعب و20 ميكرومتر / متر مكعب لـPM10.لقد اشارت الدراسات التي اقيمت في بيروت من العام 2009 حتى العام 2016 من قبل جامعتَي القدّيس يوسف والأميركيّة في بيروت وتحت رعاية المجلس الوطني للبحوث العلميّة الى أنّ المعدّلات السنويّة للجزيئات الصلبة تتخطّى المعدّلات القصوى السنويّة المسموح بها من منظّمة الصحّة العالميّة، كما هو مبين في الرسم البياني ادناه، بنسب تراوح ما بين 100 إلى %185 للجزيئات الصلبة الأقلّ من 10 ميكرومتر وبنسبة 50 الى %200 للجزيئات الصلبة الأقلّ من 2.5 ميكرومتر.من جهة أخرى، إنّ تنوّع مكوّنات هذه الجزيئات الصلبة التي قيست في بيروت أظهرت أنّ المكوّن الأساسي لها ناتج من مصادر وسائل النقل من جهة ومن مجموعات "الهـواء العابـرة" ذات المصادر البعيدة ناقلة معها الغبار من جهة أخرى. إنّ الإستنتاجات الأوّليّة تُظهِر اليوم بوضوح أنّ السبب الرئيسي لهذا التلوّث في بيروت هو حقل النقل.كما تناولت الدراسات التى اجريت في بيروت الارتباط بين حالات الطوارئ التي تدخل المستشفيات لامراض لها صلة بالجهاز التنفسي وأمراض القلب والأوعية الدموية والحساسية وتلوث الهواء، وكشفت هذه الدراسات وجود آثار ملحوظة للجزيئات الصلبة على هذه الحالات.وفي ما يتعلق بالمخاوف البيئية، فان تلوث الهواء بالجزيئات الصلبة يؤدي الى تحمّض المياه مما يؤثر على التنوع البيولوجي من جرّاء تدهور الغطاء النباتي. كما أن النتاج الزراعي بدوره قد يتأثر من جرّاء التحمض، وذلك على المستوى الكمي (خسارة المحاصيل) والنوعي (انخفاض الجودة) على حد سواء.قطاع النقل البري (السيد وائل عيتاني باشراف د. نجاة ع. صليبا ود. عصام لقيس) وضع التعاون لدراسة الهواء الجوي والمستنشق الحجر الأساس في مقاربة معضلة النقل البرّي والآثار المترتبة على البيئة في ما يتعلق بتلوث الهواء. فقد عمد باحثون من الجامعة الأميركيّة في بيروت ووزارة البيئة إلى تأسيس...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم