الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

القمّة العربيّة الـ30 بدأت أعمالها في تونس: القضيّة الفلسطينيّة والجولان وترامب

المصدر: "رويترز- أ ف ب"
القمّة العربيّة الـ30 بدأت أعمالها في تونس: القضيّة الفلسطينيّة والجولان وترامب
القمّة العربيّة الـ30 بدأت أعمالها في تونس: القضيّة الفلسطينيّة والجولان وترامب
A+ A-

اتفق القادة العرب، المنقسمون منذ فترة طويلة بفعل الصراعات الإقليمية، اليوم على إدانة اعتراف الولايات المتحدة بسيادة #إسرائيل على هضبة #الجولان السورية، وقالوا إن السلام في الشرق الأوسط مرهون بإقامة دولة فلسطينية.

في المقابل، ظهرت انقسامات بين القادة العرب الذين جمعتهم قمة في العاصمة التونسية بشأن نفوذ إيران في الشرق الأوسط، وخلاف مرير بين دول الخليج العربية وضغوط دولية بسبب الحرب في اليمن واضطرابات في الجزائر والسودان. لكنهم وجدوا سببا لتوحيد موقفهم ضد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تمثل في قراره توقيع إعلان الأسبوع الماضي بالاعتراف بالجولان جزءا من إسرائيل التي ضمت الهضبة عام 1981 بعد الاستيلاء عليها من سوريا في حرب عام 1967.

وقد جاءت خطوة رامب بعد أقل من أربعة أشهر على اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، وهو القرار الذي قوبل بإدانة عربية. ويريد الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة لدولة يسعون الى إقامتها في المستقبل بالضفة الغربية وقطاع غزة.

وفي كلمته إلى الملوك والأمراء والرؤساء ورؤساء الحكومات العرب، أكد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز رفض بلاده "القاطع" لأي إجراءات من شأنها المساس بالسيادة السورية على الجولان. واتفقت كلمته مع ما قاله مسؤولون عرب كبار قبل القمة التي تختتم في العادة ببيان توافق عليه الدول الأعضاء.

وقد بدأت #القمة_العربية الثلاثين اعمالها في #تونس، بمشاركة نحو عشرين بلداً ممثلة على مستوى كبار القادة أو كبار المسؤولين.

وبين المشاركين العاهل السعودي الذي وصل الخميس الى تونس، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي "غادر القمة بعدما شارك في الجلسة الافتتاحية"، وفقا لما اوردت وكالة الانباء القطرية، و"من دون ان يلقي كلمة في الجلسة"، وفقا لتقارير اعلامية. 

وتوافد السبت كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والعاهل الأردني عبد الله الثاني، والرئيس اللبناني ميشال عون، ورئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج وغيرهم.

وقرّر الرئيس السوداني عمر البشير الذي تتّهمه المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور، والذي يواجه حركة احتجاجية في بلاده، عدم المشاركة. وقد طلبت منظمة حقوقية دولية من تونس توقيفه في حال مجيئه الى البلاد.

وكان وزراء الخارجية العرب شددوا في اجتماع القمة التحضيري الجمعة، على سيادة سوريا على الجولان، رافضين قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بسيادة اسرائيل على الهضبة المحتلة. 

الافتتاح 

وأكد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، في كلمة افتتاح القمة، أن القمة ينبغي أن تؤكد أهمية إقامة دولة فلسطينية لتحقيق الاستقرار الإقليمي.

ورأى انه "من غير المقبول ان يبقى الوضع على ما هو عليه، وتستمر المنطقة العربية في صدارة مؤشرات بؤر التوتر واللاجئين والمآسي الانسانية والارهاب. كذلك، من غير المقبول ان تدار قضايانا العربية المرتبطة مباشرة بأمننا القومي خارج أطر العمل العربي المشترك". ودعا الى "استعادة زمام المبادرة في معالجة أوضاعنا بأيدينا"، وذلك "بتجاوز الخلافات وتنقية الأجواء العربية وتنمية أواصر التضامن الفعلي بيننا".

ورأى أن المطلوب من القادة العرب "إبلاغ رسالة واضحة إلى كل أطراف المجتمع الدولي (تفيد) أن تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، بل في العالم بأسره، يمر حتما عبر إيجاد تسوية عادلة وشاملة" للقضية الفلسطينية. وشدد على وجوب ان "تضمن التسوية حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، وتؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس".

العاهل السعودي

بدوره، ذكّر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بان "القضية الفلسطينية في طليعة الاهتمامات"، داعيا "الميليشيات الحوثية الى وقف ممارساتها العدوانية التي تسببت بمعاناة الشعب اليمني وتهديد أمن المنطقة واستقرارها". ورأى ان "السياسات العدوانية للنظام الإيراني انتهاكات صارخة لكافة المواثيق والمبادئ الدولية".

 وأكد رفض السعودية رفضا "قاطعا" لاعتراف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان التي احتلتها من سوريا في حرب عام 1967. وقال: "نجدد تأكيد رفضنا القاطع لأي إجراءات من شأنها المساس بالسيادة السورية على الجولان".

ابو الغيط

من جهته، رأى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن تدخلات إيران وتركيا في شؤون عدد من الدول العربية، فاقمت الأزمات فيها وأبعدتها عن الحل.

وقال في افتتاح القمة: "التدخلات من جيراننا في الاقليم، وبالأخص من إيران وتركيا، فاقمت من تعقد الأزمات وأدت الى استطالتها واستعصائها على الحل، ثم خلقت أزمات ومشكلات جديدة على هامش المعضلات الأصلية. لذلك، فاننا نرفض كافة هذه التدخلات وما تحمله من أطماع ومخططات".

وشدد على ان "التعدي على التكامل الاقليمي... أمر مرفوض عربيا"، مؤكدا ان "لا مجال لان تكون لقوى إقليمية جيوب في بعض دولنا، تسميها على سبيل المثال، مناطق آمنة".

غوتيريس 

والقى بدوره الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس كلمة امام القمة اعتبر فيعا أن أي حل للصراع السوري يجب أن يضمن وحدة أراضي سوريا، بما في ذلك هضبة الجولان المحتلة.

وشدد على أن حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني أمر "ضروري". ورحب بالجهود الرامية لانتقال سلمي وديموقراطي في الجزائر، "يهدئ مخاوف الشعب في التوقيت المناسب".

امير الكويت

من جهته، ذكر أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إن أي ترتيبات سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لا تستند إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية "ستكون غير واقعية".

وقال في كلمته إن "العالم واستقراره سيبقى يعاني صداما وتدهورا ما لم تتحقق التسوية العادلة في القضية الفلسطينية، والتي تفضي إلى إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية".

وأضاف: "أي ترتيبات لعملية السلام في الشرق الأوسط لا تستند الى تلك المرجعيات، ستبقى بعيدة عن أرض الواقع، ولا تحقق الحل العادل والشامل".

السيسي

بدوره، قال الرئيس السيسي إن "لا مخرج من الصراع مع إسرائيل إلا بتحرير جميع الأراضي العربية". وأضاف في كلمته إن لا مخرج نهائيا من الصراع "إلا بحل سلمي شامل وعادل يعيد الحقوق إلى أصحابها، بحيث يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه في الدولة المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، وتعود الجولان إلى سوريا وتتحرر جميع أراضي الدول العربية المحتلة".

عباس

كذلك، قال الرئيس عباس إن الفلسطينيين يتطلعون للزعماء العرب لنصرة القضية الفلسطينية. وأضاف في كلمته: "نتطلع إليكم لنصرة فلسطين... قضية العرب الأولى".

وانتقد الدعم الأميركي لإسرائيل قائلا: "ما تشهده فلسطين من ممارسات قمعية ونشاطات استيطانية وخنق للاقتصاد الفلسطيني ومواصلة إسرائيل لسياستها العنصرية والتصرف كدولة فوق القانون ما كان له أن يكون لولا دعم الإدارة الأميركية للاحتلال الاسرائيلي".

وتابع: "في ظل غياب حل سياسي يستند الى الشرعية الدولية، دعونا الى عقد مؤتمر دولي للسلام لإنشاء آلية دولية متعددة الاطراف" لرعاية المفاوضات. 

عون

من جهته، قال الرئيس عون في كلمته: "‏تسع سنوات مرت على بدء الحروب الإرهابية في الدول العربية، سقط فيها مئات آلاف الضحايا وتشرد الملايين، ناهيك عن الآلاف المؤلفة من المعوقين والجرحى، وأيضا المفقودين. أنظمة تهاوت، ورؤساء غابوا، مدن بكاملها دمرت، وثروات تبددت، ومعالم ضاعت، وشعوب تمزقت. وخسر الجميع. ‏اليوم خفت أزيز الرصاص ودوي الانفجارات وخفّ نزف الدم، ولكن الجراح التي خلفتها هذه الحروب حفرت عميقا في الوجدان العربي وفي المجتمعات العربية، فزادتها تمزقا وزادت شروخها شروخا".

وأضاف: "‏الحرب هدأت أو تكاد، لكن نتائجها لم تهدأ. فإلى متى الانتظار للبدء بترميم ما تكسر وإزالة التداعيات المؤلمة؟ ‏الأخطر من الحرب هو المشاريع السياسية والصفقات التي تلوح في الأفق، وما تحمله من تهديد وجودي لدولنا وشعوبنا، فشرذمة المنطقة والفرز الطائفي يمهدان لمشروع إسقاط مفهوم الدولة الواحدة الجامعة لصالح كيانات عنصرية طائفية وفرض واقع سياسي وجغرافي جديد يلاقي ويبرر اعلان إسرائيل دولة يهودية".

ورأى ان "‏اعتراف ترامب بسيادة إسرائيل على الجولان واعترافه قبل ذلك بالقدس عاصمة لها، ينقضان جميع القرارات الدولية، بما فيها البند 4 من المادة 2 من ميثاق الأمم المتحدة، بحيث يتعهد أعضاء الهيئة "الامتناع عن التهديد باستعمال القوة أو استخدامها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأي دولة".

ونبه الى أن "قرار ترامب لا يهدد سيادة دولة شقيقة فحسب، انما أيضا سيادة الدولة اللبنانية التي تمتلك أراض قضمتها إسرائيل تدريجيا، لا سيما في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم الشمالي من بلدة الغجر". وأكد ان "الملكية اللبنانية لهذه الأراضي مثبتة بالوثائق والخرائط المعترف بها دوليا". 

قطر

من جهة اخرى، غادر أمير قطر القمة، بعدما "شارك في الجلسة الافتتاحية"، على ما ذكرت وكالة الانباء القطرية، ولكن من دون ان يلقي كلمة في القمة"، وفقا لقناة "العربية". وتعدّ هذه القمة من المناسبات القليلة التي كان فيها امير قطر مع العاهل السعودي في مكان واحد، منذ اندلاع الأزمة بين البلدين. 

وقد بعث أمير قطر "ببرقية إلى الرئيس التونسي أعرب فيها عن خالص شكره وتقديره على ما قوبل به من حفاوة وتكريم خلال وجوده في تونس"، معرباً عن تطلعه إلى أن "تساهم نتائج (القمة) في دعم وتعزيز العمل العربي المشترك من أجل مصلحة الشعوب العربية".

ولم يصدر أي موقف رسمي يشرح سبب مغادرة أمير قطر القمة. غير انه لوحظ انه غادر القاعة خلال إلقاء ابو الغيط كلمته التي انتقد فيها تدخل كل من إيران وتركيا في الشؤون الداخلية للعرب الداخلية.  وقال مسؤول تونسي لوكالة "فرانس برس" طالبا عدم الكشف عن اسمه إن أمير قطر غادر مقر القمة "وغادر تونس".

تظاهرة

من جهة اخرى، دعا بضع عشرات من المدافعين عن حقوق الانسان والنقابيين من تونس والمغرب ومصر، خلال القمة، قادة دولهم الى مكافحة الفساد والبطالة.

وقال نقيب الصحافيين التونسيين ناجي البغوري لـ"فرانس برس": " الوضعية في العالم العربي تدعو الى القلق، أكان على المستوى السياسي ام على مستوى حقوق الانسان والحريات عموما... الهدف هو تحريك المياه الراكدة في الدول العربية ودعوة النخب العربية الى ان تتخلص من الخوف".

وأصدرت كل من نقابة الصحافيين التونسيين والاتحاد الدولي للصحافيين واتحاد الصحافيين العرب وثيقة بعنوان: "اعلان حرية الاعلام في العالم العربي"، مطالبة القادة العرب بتبنيها ودعمها. وجاء فيها: "نداء عاجل" لكل الدول العربية التي تعتقل صحافيين او تسجنهم بسبب عملهم المهني، وبسبب التعبير عن آرائهم، لاطلاقهم

وجاء فيها ايضا أن "المنظومة التشريعية والتنظيمية لقطاع الاعلام في مجملها لا تزال مقيدة لحرية الصحافة وحقوق الصحافيين المهنية".

كذلك، نظم نحو مئة شخص من الموالين للأحزاب اليسارية في تونس تظاهرة في شارع الحبيب بورقيبة، مرددين هتافات "الشارع ملك الشعب"، و"قمة العار"، و"سلمان انت حليف أميركا"، في أشارة الى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.

ورفع بعضهم صورا للرئيس السوري بشار الأسد، مطالبين بعودة سوريا الى جامعة الدول العربية.

وتمركزت تسعة صفوف من قوات الأمن في الطريق المؤدية الى قصر المؤتمرات، مقر انعقاد القمة، لمنع المتظاهرين من الوصول الى المكان.



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم