الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

"هيدا هوّي الحرامي": ثعبان أسود "طوله 9 أمتار"... وإليكم التّفاصيل

المصدر: "النهار"
هالة حمصي
هالة حمصي
"هيدا هوّي الحرامي": ثعبان أسود "طوله 9 أمتار"... وإليكم التّفاصيل
"هيدا هوّي الحرامي": ثعبان أسود "طوله 9 أمتار"... وإليكم التّفاصيل
A+ A-

"يا لطيف، شو هاي؟"، "شي مرعب"! إنها صورة ثعبان. والثعبان أسود، مهيب، كبير، "كبير جداً"، وفقاً لما تظهره اللقطة. وقد وُجِد في إحدى قرى الشوف، وفقاً للزعم المرفق بها. منذ انتشار الصورة في وسائل التواصل الاجتماعي، تفاعلت التعليقات والمشاركات. "يا ساتر"، "واوووو"... على ما يعلّق بعضهم. ولكن هل الثعبان حقيقي، أم تم التلاعب بالصورة؟ وهل الطول "9 امتار ونصف المتر"، وفقاً للزعم المرفق بها؟

"النهار" دقّقت وسألت من أجلكم

النتيجة: نعم، صورة الثعبان الأسود حقيقية، ولا تلاعب فيها. وقد التقطت له في مزرعة أبقار في منطقة تسمى "جهنم" في دميت الشوفية، "قرب قن للدجاج". وفي الرواية كما تقصتها "النهار" من مصدرها، أن "عاملاً في المزرعة فوجىء بالثعبان، وأطلق عليه النار. وحصل ما حصل". بالنسبة الى طوله، فإن الزعم انه يتجاوز 9 أمتار "فيه مبالغة"، علما أن احداً "لم يقس الثعبان"، بتأكيد صاحب المزرعة. كذلك، "لا يتجاوز عادة طول الحنش الاسود 3 امتار أو 3 أمتار ونصف المتر، وذلك وفقاً للعينات العالمية المتوافرة عنه"، على قول الخبير في الزواحف والبرمائيات الدكتور رياض صادق لـ"النهار".

الوقائع: صورة واحدة، والاهتمام بها كبير. ما يظهر فيها ثعبان اسود، كبير، بلا حراك، فاغراً فمه. ميت. "منذ لحظات، في خراج بلدة دميت في الشوف . الطول 9 أمتار و30 سنتيمترا"، وفقاً للشرح المرفق بالصورة. خلال الأيام الماضية، تشاركت حسابات وصفحات لبنانية بكثافة في الصورة، حاصدة تعليقات وفيرة. "الله ينجينا"، "معقول؟"... "كان الأفضل تركه حياً. هذا النوع من الثعابين يقتات على الفئران والحشرات وغيرها...".

التدقيق:

-نعم، الصورة حقيقية، ولا تلاعب فيها، بتـأكيد صاحب المزرعة الذي وُجِد فيها الثعبان، لـ"النهار". المكان: منطقة تسمى "جهنم" في خراج بلدة دميت الشوفية. التاريخ: "بعد العاصفة الكبيرة التي شهدناها خلال آذار"، على ما يتذكر. لا يوم محدداً، "انما كان يوماً مشمساً. وقد ظهر الثعبان في مزرعة الابقار هناك، حيث شهدنا انهياراً كبيراً في الارض، بعرض نحو 15 متراً، وبطول نحو 100 متر"، على ما يروي.

ليست المرة الاولى التي تُشاهَد ثعابين سوداء مماثلة في محيط المزرعة، وهي عادة "بطول مترين ونصف المتر، أو 3 امتار"، على قوله. "الامر طبيعي". وفي الصيف، تكون "حركتها سريعة"، و"تهرب مثل الصاروخ"، على ما يضيف.

هذا النوع من الثعابين يسميه اهالي المنطقة "حيّة سوداء". وهي "ليست مؤذية، اذ تأكل الجرذان والفئران"، على ما يفيد. ما حصل يومذاك هو ان احد العمال في المزرعة كان متوجها الى قن الدجاج في المزرعة للاطمئنان اليها، بعدما لاحظ في الفترة الاخيرة ان "عددها يتناقص". وهناك "فوجىء بالحية". "بينها وبينه، 5 امتار. ويبدو انها كانت تشعر بالبرد، لان حركتها كانت بطيئة. وكانت ايضا جائعة. لو كان الطقس دافئا، لكانت توارت بسرعة عن الانظار".

طلق ناري... وانتهى الامر. وارسل العامل الصورة الى صاحب المزرعة، ليعلمه "باننا اكتشفنا الحرامي يللي عم يسرق الدجاجات". ويتدارك: "اعتقدتُ انه كان ثعلبا. واذ بي أشاهد صورة ثعبان". يومذاك، ارسل الصورة الى احد الاصدقاء، ليفاجأ بانتشارها الواسع في وسائل التواصل الاجتماعي في غضون ساعات قليلة.

ماذا حلّ بالحية الميتة؟ اختفى أثرها كلياً، بعدما القى بها العامل في واد قريب. "لدينا خنازير برية وثعالب. واذا القينا بقرة هناك، "ما بيطلع عليها الضو"، بتعبيره، "لان الخنازير والثعالب تكون أجهزت عليها كلها".

ماذا عن الطول المزعوم للثعبان؟ في حقيقة الامور، لم يقسه أحد يومذاك، على ما يؤكد. "نعتقد ان طوله لا يتجاوز 7 امتار او 7 امتار ونصف المتر"، وليس كما "يُزعم في البوستات ان طوله تجاوز الـ9 امتار". "هذه مبالغة"، وفقا له.

- ورداً على اتصال "النهار"، يقول رئيس بلدية دميت بسام طربيه أن "الثعبان ظهر بعد انزلاقات كبيرة للتربة في المنطقة، اثر العاصفة القاسية التي شهدناها". في تقديره، حصلت الواقعة "منذ نحو اسبوعين". صحيح، "نوع هذا الثعبان ليس مؤذياً. وكان على الارجح يشعر بالبرد، ويفتش عن طعام في المزرعة، اذ وجده عامل فيها قرب قن الدجاج. ولخوفه منه، تعامل معه بقسوة". وحصل ما حصل.

ثعابين بهذا الحجم والطول شاهدها صيادون في منطقة "بعيدة قليلاً عن المزرعة"، على ما يفيد. ومع تأكيده حرص الأهالي على عدم التعرض للثروة الحيوانية البرية في المنطقة، يشير الى ان "قتل هذا الثعبان مرده الى خوف شعر به العامل يومذاك، بحيث فقد رباطة جأشه، وفعل ما فعله".

-ماذا يُعرف عن الحيّة السوداء؟ يشرح الدكتور رياض صادق، استاذ علم البيئة في قسم الاحياء في الجامعة الاميركية في بيروت، والباحث في الزواحف والبرمائيات، أن "هذا الصنف من الثعابين يسمى الحنش الاسود. وطوله قد يصل عادة الى 3 امتار او 3 امتار ونصف المتر، وليس أكثر، وذلك وفقاً للعينات العالمية المتوافرة لدينا عنه".

الزعم ان طول الثعبان في الصورة هو 9 امتار ونصف المتر "أمر مبالغ جدا فيه"، في رأيه. "ما يشاهد في الصورة قد يكون احياناً خادعاً للعين، اذ ان الامر يتعلق ايضا بالزاوية التي التقطت منها الصورة". ويقول: "لا يمكن جزم شيء. اذا لم تكن لدينا الحية بين ايدينا وقسناها شخصيا، لا يمكن ان نقتنع كعلماء بما نشر عن طولها".

الحنش الاسود من الثعابين المستوطنة في لبنان. "يعيش بين الصخور، ويختبىء بين الحجارة. وقد نجده ايضا على الاشجار، بحثا عن الدفء واشعة الشمس". في الكلام العلمي على فوائده، "من ليس لديه حنش اسود في ارضه، فليحضر منه، لانه لا يؤذي الناس، وليس سامّا اطلاقا، ويقتات من القوارض في الارض"، على ما يفيد. 

ما يجب معرفته في هذا الشأن هو ان "معظم انواع الحيّات في لبنان ليست سامة، ولا ضرورة للخوف منها"، على ما يشرح. "الافاعي السامة تصطاد في الليل. ولدينا منها نوعان معروفان نجدهما في مناطق عدة ريفية، ونوع ثالث مستوطن في اعالي الجبال غير المأهولة بعيدا من الناس"، مشيرا الى ان "10% من الأفاعي في العالم سامة فقط، وهذه هي تقريبا النسبة في لبنان ايضا". 

ظهور الحنش الاسود في هذه الفترة من السنة يربطه صادق ببدء "فصل الربيع، بحيث يميل الطقس أكثر الى الدفء، مما يدفع العديد من انواع الحيات الى الخروج بحثا عن اشعة الشمس، استعداداً لبدء فترة التزاوج بينها في هذا الفصل".

ملاحظة علمية اخرى يشدد على اهميتها: "كعلماء، نرجو ان يميّز الناس بين الافعى السامة، والثعبان غير السام. وبالتالي، نفضل استخدام تعبير ثعبان، وليس افعى". "الثعبان اجمالا ليس ساما"، للتذكير والتنبيه، "مع التشديد على ان هذا التمييز ينطبق على حيات لبنان، لأن في مناطق العالم الأخرى قد يكون هناك ما نعتبره ثعبانا ساما بالفعل".

النتيجة: نعم، صورة الثعبان الأسود حقيقية. وقد التقطت له في مزرعة أبقار في منطقة جهنم في دميت الشوفية، كما جاء في البوست المتناقل. أما الزعم أن طوله يتجاوز 9 امتار، "ففيه مبالغة"، علماً ان احداً "لم يقس الثعبان"، بتأكيد صاحب المزرعة. كذلك، "لا يتجاوز عادة طول الحنش الاسود 3 امتار أو 3 امتار ونصف المتر، وذلك وفقاً للعينات العالمية المتوافرة عنه"، على قول الدكتور صادق.

[email protected]


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم