تقطعت بهم السبل في منتصف الطريق ... و انشطرت أمامهم سنوات عمرهم شطران ... الأول يريد أن يرجع من حيث أتى و الثاني لا يدري أين هو ... وحين علقت شبكة أحلامهم بفريسة الوقت و تسارعه ... كانت النهاية مكتوبة على ورقة المستقبل الغائب ... الذي لطالما حمل معه أغنياتهم اليتيمة ... و أسمائهم العاجزة عن تحقيق الممكن و المستحيل ... تجدهم يلومون الشيب و يسألون متى اكتسح خصال شعرهم الملونة بألوان الربيع ... و يستنكرون تجاعيدهم التي تمحورت حول ملامحهم من دون إذن ... و لا ينسوا أن يتمردوا على شهيق و زفير في داخلهم أصبح يتكرر كل حين من شدة التعب الذي رافقهم ... و فوق كل هذا مكتوب على جبينهم عناوين البؤس التي قست على سطور فرحتهم ... و شاركتهم تعابير جسدهم المرهق ... فسلام على شحوب أعينهم و صفحاتها المطويه ... و سلام على أيديهم الملطخة بغبار الايام المنسية.... فهذا ما يسمى بطور عجز الجسد والقيود الإدراكية!!