الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

3 موظفين يُنقذون شاباً من الموت... توقف قلبه في المباراة "بس رجع نبضو رجعتلنا الحياة"

المصدر: "النهار"
ليلي جرجس
ليلي جرجس
3 موظفين يُنقذون شاباً من الموت... توقف قلبه في المباراة "بس رجع نبضو رجعتلنا الحياة"
3 موظفين يُنقذون شاباً من الموت... توقف قلبه في المباراة "بس رجع نبضو رجعتلنا الحياة"
A+ A-

ما شهدته قاعة "شارل هوستلر" في الجامعة الأميركية في بيروت، في 18 كانون الأول، مختلف عن باقي الأيام. حادثة صادمة وقعت فجأة، أثناء مباراة كرة السلة بعد سقوط أحد اللاعبين على الأرض نتيجة توقف قلبه. كل شيء مرّ بسرعة، الوقت كان عدو الموجودين هناك، لكن بفضل التدريب وسرعة البديهة نجح 3 موظفين في إنقاذ ابن الـ 19 عاماً لتكتب له حياة جديدة.

ليس سهلاً ان تشهد على حادثة كهذه، الشاب وقع أرضاً بعد ان خذله قلبه خلال المباراة. يصعب استيعاب ما جرى بغضون ثوان، عليك ان تفكر بسرعة وتتحرك أسرع، الوقت ضدك وعليك ان تُسرع في إنقاذه قبل أن يسبقك الموت. لم يكن الموظفون في قاعة "شارل هوستلر" في أرض الملعب لكنهم سمعوا بالحادثة وتحركوا فوراً. عملية إنقاذ تستحق الوقوف عندها، فهي أكبر دليل على انه يمكننا القيام بشيء قبل ان نخسر احداً نتيجة توقف القلب شرط وجود جهاز مزيل الرجفان القلبي أو ما يُعرف بالـ AED .

في تلك القاعة الرياضية التي تحضن كل المواهب والرياضيات، تعرّفتُ إلى هؤلاء الشباب الذين أنقذوا زميلهم من الموت بعمل بطولي نفتخر به جميعاً. يتحدث كل من ربيع مكوك، يحيى شهاب والياس نغيوي عما جرى في ارض الملعب قائلين لـ"النهار" إن "كان لكل منا دوره الخاص، كان علينا ان نفكر ونتحرك بسرعة لأنه وكلما تأخرنا دقيقة تقلّ نسبة النجاة 10%. لم نتحدث مع بعض، كان كل واحد منا بعيداً من الآخر، لنجد انفسنا معاً حول الشاب نعمل على انقاذه".

كان ربيع في الملعب المجاور لمعلب كرة السلة، يقول: "ركضتُ مسرعاً اليه بعدما وجدته مستلقياً على الأرض. بدأ لونه يميل الى الازرقاق، وكان نبضه ضعيفاً جداً. وبينما كنتُ الى جانب الشاب، كان يحيى يحمل الـAED متوجهاً إلينا. بدأنا إجراء إنعاش القلب الرئوي او الـCPR وتركيب جهاز الـAED على جسم المريض لإعطائه صدمات كهربائية".

يشرح الشابان يحيى وربيع انه "كنا ننادي الشاب باسمه، ننتظره وندعو ان يعود نبضه، كان نفسنا مقطوعاً معه كنا نعيش معه لحظة بلحظة الى حين عودة النبض من جديد. عندها توقفنا عن استخدام الـAED وأكمل ربيع الـCPR الى حين وصول سيارة الإسعاف في المستشفى. لم تستغرق عملية الإنقاذ من لحظة وصول جهاز الـAED الى حين البدء بالـ CPR أكثر من دقيقة ونصف دقيقة.

يروي الشابان انه "كنا نقول له "يلا قوم" وعندما عاد النبض كلمة واحدة ترددت على شفاهنا جميعاً "الحمدلله". لا يمكن ان نصف لك الشعور، ويعود الفضل الى التدريبات التي خضع لها الموظفون في الجامعة الأميركية في بيروت لإنقاذ حالات توقف القلب المفاجىء. عملية الإنقاذ كانت ثمرة عمل وجهد منذ سنوات، واكبر دليل على انه يمكننا المحاولة وقد نستطيع إنقاذ احدهم في حال وجد الجهاز في المكان شرط أن يعرف الشخص كيفية استخدامه".

بالنسبة اليهما "ان اهم خطوة في مثل هذه الحالات تكون في اول ردة فعل، لقد نجحنا في انقاذه بفضل السرعة والثقة في عملنا ومعرفتنا بالجهاز وحالة توقف القلب المفاجىء".

من جهته، يشير الاختصاصي في الطب الرياضي الأول والاختصاصي في العلاج الفيزيائي الدكتور طارق غربال الى ان "هذه الحادثة ليست الاولى في الجامعة الأميركية، لقد شهدنا على 3 حالات مماثلة واحدة في العام 2011 و2012 في ملعب كرة السلة وأخرى في النادي الرياضي والثالثة عملية انقاذ في البحر. انا مسؤول عن الحالات والإصابات التي يتعرض لها اي من الطلاب في هذا النادي الرياضي. لذلك أتابع كل ما يتعلق بالتدريب الموظفين والتجهيزات والأدوات الطبية الموجودة بالإضافة الى اجراء فحص كهرباء القلب عند اللاعبين للتأكد من صحة قلبهم بالتعاون مع جمعية CHAMPS FUND كل سنتين للاعبين القدامى وكل سنة نجري الفحص للاعبين الجدد".

ويتابع قائلاً: "لدينا حوالى 23 فريقاً رياضياً يمارسون 16 نوع رياضة، اي حوالى 500-600 لاعب. لذلك نحرص على اجراء فحص الـEKG الأمر الذي ساعد في نشر التوعية حول توقف القلب المفاجىء وفحص الـEKG. "والحمدلله" انقاذ هذا الشاب شكّل نقطة تحوّل وايجابية في هذا الموضوع، التمس الناس حقيقة أهمية هذا الجهاز والتدريبات التي بإمكانها ان تُنقذ شخصاً من الموت".

[[embed source=annahar id=4183]]

وفق غربال "نعتبر اننا محظوظون في الجامعة لأننا نملك 4 أجهزة AED واحدة منها محمولة، وقد درسنا جيداً كيفية توزيعها لتكون قريبة من الأماكن المكتظة التي قد تشهد على اي انتكاسة او عارض صحي. لقد دققنا في كل التفاصيل الصغيرة، لأن الوقت هو القاعدة الذهبية لإنقاذ الشخص في غضون دقيقة ونصف دقيقة".

انتقل الشاب الى المستشفى، وهو اليوم في صحة جيدة. الشباب الذين أنقذوه زاروه في المستشفى "لم يكن يذكر شيئاً من الحادثة، المشهد الأخير في ذاكرته انه كان يلعب كرة السلة في الملعب ليستيقظ فيجد نفسه في المستشفى".

[[embed source=annahar id=4185]]


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم