"خلّي عندك أمل"

هذه الوصفة الروحية المعنوية تقال للمريض عندما تتملّكه حالة اليأس من شفائه.

وتقال للأمّ التي يئست من انتظار ولدها المفقود أو البعيد منذ سنين. وتقال للتاجر الذي خسر أمواله، وللفقير عندما ييأس من دنياه.

وكم هم كثيرون من يحتاجون إلى الأمل.

أما الأمل فهو الذي يملأ النفس حباً للحياة، ويعزّز من الإرادة للمضي قدماً لبلوغ أعلى مراتب المجد، ويدفعها إلى العطاء بلا كلل، والاجتهاد بلا ملل، وعزماً أكيداً على الوصول إلى القمة ما أمكن.

فنحن بحاجة ماسة إلى الأمل أكثر من أجل وطننا للسير قدماً نحو غدٍ أفضل. وعندي أمل أنكم لن تخذلوني يا أبناء وطني، وأننا سنعيش أفضل مما عشناه في الماضي. لا أعلم على ماذا رسمت هذا الأمل، ولكنني أراه في وجوه الشباب الذين يجمعون قواهم المبعثرة ليُخرجوا منها العملاق المكبّل كي يستوي على قدميه ويفتح كل قفل صعب فكاكه.

إذاً، فليبقَ الأمل يملأ نفوسنا ويضيء طريقنا مبدداً كل ما يصادفنا من مصاعب ومعوقات، واضعين نصب أعيننا قول الشاعر الطغرائي:

أعلّل النفس بالآمال أرقبها

ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل...