الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

"ارسم لي أرزة"... 56 فناناً وكثير من الفن والحب والشغف من أجل لبنان

المصدر: "النهار"
"ارسم لي أرزة"... 56 فناناً وكثير من الفن والحب والشغف من أجل لبنان
"ارسم لي أرزة"... 56 فناناً وكثير من الفن والحب والشغف من أجل لبنان
A+ A-


المرور في المكان أشبه برحلة في عالم فني-بيئي ملؤه الايمان بلبنان.

جمعية Green Cedar Lebanon أحيّت بطريقة مبتكرة معرضاً بعنوان "أرسم لي أرزة" Dessine moi un Cèdre، تكريما للشجرة- الرمز المكرسة شعاراً للعلم اللبناني، والمهددة بالانقراض بسبب التغيرات المناخية.

تضمن المعرض الذي أقيم نادي اليخوت بالزيتونة باي (24-26 آذار)، مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية لـ 56 فنانة وفنانا استوحوا أعمالهم من شجرة الارز، يعود ريعها لتشجير مساحة أرض جرداء في منطقة كفردبيان في جبل لبنان، كرسها المجلس البلدي لكفردبيان بهدف تحويلها إلى غابة ارز يطلق عليها تسمية "غابة الفنانين" بحيث تخصص لكل فنان شجرة بإسمه.

لارا دبس، إحدى مؤسسات الجمعية، تحدثت لـ"النهار" عن شعورها بالفخر للسرعة التي أنجز فيها العمل ولردود الفعل "الايجابية جداً". وتقول: "بحثنا عن الفنانين البارعين ولكن أيضاً منحنا فرصة للمبتدئين الذي لاقت أعمالهم استحساناً".

وتشير الى ان "كثيراً من الأعمال بيعت والاقبال رائع"، منوهة بدور مصرف لبنان الداعم للمبادرة. وركزت على أهمية تسليط الضوء على الأرزة في هذه اللحظة الوطنية المليئة بالصعاب، فهي "رمز لبنان والشموخ والوطن في الصميم".

نجاح المعرض القياسي قد يدفع الجمعية الى نقل فكرته الى الخارج حيث الانتشار اللبناني والحنين الى بلد الأرز والرغبة في مساندته ولو من بعد، وفق الدبس. أما لماذا اختيار كفرذبيان دون غيرها، فالأمر يعود الى أن "بلديتها وافقت على المشروع الذي يتضمن تكفل البلدية بتسييج غابة الفنانين". 

الفنانة نايلة رومانوس ايليا تعرض منحوتة الأرزة وقد صنعتها من بقايا قذيفة، وتتحدث لـ"النهار" عن هذا العمل الجميل قائلة، "اعتدت في مسيرتي وأعمالي عن "شجرة الحياة" أن أصنع من أي شيء يملك دلالة سلبية، تحفة جميلة برسالة ايجابية، وكانت الأرز موضوعاً مثالياً هذه المرة، لذلك لم أتردد في تلبية الدعوة حين وجهت لي". وتختم "نحاول أن نبقى ايجابيين والأرز رمز الشموخ".

من جهتها، الفنانة راوية زنتوت عبّرت عن الأرزة كما تراها "قوية، مليئة بالحياة والعز، نابضة وجاذبة للأنظار". وتقول "طُلِب مني أن أرسم الأرزة، وكانت فرصة جيّدة لأطبق رؤيتي لهذه الشجرة برمزيتها ووضع هذه المفاهيم داخل اللوحة". استخدمت زنتوت الاكريليك وصنعت اللوحة من 12 طبقة ألوان. اللوحة كانت من أوائل الأعمال التي بيعت، وتؤكد زنتوت أن عمل فنانين كثر على فكرة واحدة يجعل التحدي كبيراً وشغوفاً.

المصورة كلارا جبران جمعت ملصقات معامل أقفلت في زمن الحرب، لتصنع منها لوحة للأرز وعبرة، وتقول لـ"النهار": قبل تهديم معمل جلاد، جمعت ملصقات بيرة وقررت ان أصنع منها لوحة فنية يوماً ما، وحين دعيت الى المعرض فكرت أن الوقت بات مناسباً لاستخدامها ولأروي قصتها.

المصمم العالمي ايلي صعب أنجز حقيبة طبعت عليها أرزة، وبدوره قدم المصمم ربيع كيروز تصميماً لثوب طرزت على ظهره أرزة.

المصممة نيلي شقير زيدان أنجزت قمصاناً طبعت عليها عبارة surf in cedars بالتعاون مع مشروع عالمي، وتعبّر لـ"النهار" عن سعادتها لنفاد القمصان المعروضة وذهاب ريعها الى قضية التشجير.


رئيسة الجمعية باسكال شويري سعد عبّرت في حفل الافتتاح مساء الأحد عن ايمانها بأن "كل مبادرة في أي مجال يمكن أن تحدث تغييرا إيجابيا. لذلك نطلق معكم مبادرة جديدة اجتمع فيها ستون فنانا لبنانيا وأجنبيا للاحتفال بأرزة لبنان من خلال إقامة معرض يعود ريعه بالكامل إلى زرع عشرة آلاف متر مربع في جبل كفردبيان بشجر الأرز الخالد بالتعاون مع جمعية AFDC حيث ستحمل هذه الأرض اسم "غابة أرز الفنانين"، علنا بهذه المبادرة نؤسس لغابة أرز جديدة يحتضنها جبل لبنان وبلدة كفردبيان التي نحيي رئيس بلديتها بسام سلامة".

ونوّه الوزير السابق زياد بارود في كلمة له بأهمية هذه المبادرة، مستذكراً كيف التقى مؤسسات جمعية Green Cedar Lebanon اللواتي قلن له "نعمل اليوم حتى نتمكن من أن ننظر مباشرة في عيون أطفالنا وأحفادنا، ونقول لهم إن الارث الذي نتركه لهم ورمز وطنهم- الأرزة ليس مجرد رمز وإنما هو قوة حياة".

وأضاف: "هكذا تدعونا باسكال شويري ولارا حنا الدبس في مستهل كتاب، كله دعوة إلى نفض الغبار عن سياسات عتيقة ونفض غبار الحرائق، لننظر إلى أجمل صور لبنان المشرق، لبنان الأخضر الباقي، بل ربما الآتي من خلف رماد، بل من تحته. يذكر بأسطورة طائر اتخذ من الأزرق حدودا، من الأخضر مرتعا، من أجل أن يبقى هذا الكتاب يخبر حقيقة نفرح بها لا تاريخا نبكي عليه".

وقال نائب حاكم مصرف لبنان سعد العنداري ان "المصرف يقوم منذ زمن بإطلاق المبادرات والتحفيزات في مجال التسليف لتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في القطاعات ذات المردود الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، وزيادة خلق فرص العمل. وقد التزم مصرف لبنان بدعم الجهد الوطني من أجل تحسين البيئة التي نعيش فيها، خاصة أننا بأمس الحاجة لذلك، بسبب ما نتعرض له من اعتداء بيئي يهدد صحة اللبنانيين والمناخ في لبنان وكذلك اقتصاده".


وأضاف العنداري: "شكلت حوافز مصرف لبنان فرصة لإطلاق مشاريع، تحافظ على بيئة قليلة التلوث والمخاطر، وما لذلك من منافع على صحة المواطن، فضلا عن مشاريع الطاقة البديلة، التي لا تقتصر إيجابياتها على صحة المواطنين فحسب، بل لها منفعة اقتصادية، كونها تؤمن وفرا بكلفة الطاقة، على ميزانية الأسر والمؤسسات والدولة"، افتا إلى أن "هذا الموضوع في غاية الأهمية، لأن كلفة استيراد الطاقة في لبنان، لا تقل سنويا عن 6 مليار دولار، علما أنه بالإمكان توفير ما بين 10 و 20 في المئة، من هذا المبلغ، إذا استخدمت التقنيات الحديثة".

وشدد وزير البيئة فادي جريصاتي على "أهمية المحميات الطبيعية في لبنان"، إضافة إلى جهوزيته "للقيام بشراكة مع مصرف لبنان، بقيادة حاكم المصرف المركزي رياض سلامة، من أجل حماية البيئة، التي يلتزم مصرف لبنان بدعمها".

وقال: "أنا أعرف كم يمكن لأياديكم البيضاء، أن تنجز في هذا المجال، فتحية لكم على ما أنجزتموه في الماضي، وعلى أمل أن نستمر في الإنجاز سويا في المستقبل"، متوجها بالشكر إلى "رئيسة وأعضاء جمعية Green Cedar Lebanon، على ما يقمن به من أجل البيئة منذ سنوات لغاية اليوم"، وقال: "أنتن مثال للالتزام اللبناني، لأن كل ما قمتن به فعلتموه من أجل الوطن وليس لجمعية".

وتوجه بالتحية إلى "الفنانين الذين شاركوا بأعمالهم وريشتهم وإزميلهم بالمعرض"، وقال: "أنتم وجه لبنان الجميل، وجه لبنان الذي سنحافظ عليه. أنتم الذين تجعلون أشخاصا بينهم زوجتي يبقون في هذا البلد"، داعيا "الفنانين الذين سافروا إلى كل أنحاء العالم، ألا يتركوا بلدهم، لأن لبنان بحاجة إلى أياديكم البيضاء، ولأن الارزة بحاجة إلى أن تبقوا ترسمونها وتدافعون عنها"، مقدما "ألف شكر لكل من ساهم في هذا الحدث الجميل، الذي يعود ريعه إلى غرس غابة أرز في كفردبيان، التي نحيي رئيس بلديتها الموجود معنا اليوم، والذي نأمل معه البدء بعملية تغيير تشمل بلديات أخرى".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم