الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

إختتام اللقاء المسكوني العالمي في بيروت

إختتام اللقاء المسكوني العالمي في بيروت
إختتام اللقاء المسكوني العالمي في بيروت
A+ A-

توّج اليوم الثالث من اللقاء المسكوني العالمي للشبيبة الذي تستضيفه كنائس لبنان ومجلس كنائس الشرق الأوسط بالتعاون مع جماعة Taizé المسكونية الفرنسية في واجهة بيروت البحرية" Sea Side Arena" باحتفال مسيحي – إسلامي للمرة الأولى منذ إعلان عيد بشارة السيدة العذراء مريم عيدا وطنيًا جامعًا للبنانيين. الاحتفال الذي تعاونت في تنظيمه مؤسسة أديان أضفى على العيد هذه السنة بعدًا روحيًا مختلفًا كرّم خلاله الشباب والشابات الذين فاق عددهم ١٦٠٠ شاب وشابة مريم العذراء نظرا للمكانة التي تحتلها في قلوب الجميع مسيحيين ومسلمين وكتعبير صادق عن التلاقي بينهم حول تكريم السيدة العذراء.

وفاجأ رئيس الحكومة دولة الرئيس سعد الحريري الشباب بحضوره ممثلًا بوزير الدولة لشؤون التكنولوجيا عادل أفيوني، وحضرت وزيرة الدولة لشؤون تأهيل الشباب والمرأة فيوليت خيرالله الصفدي، السفير البابوي في لبنان المونسينيور جوزيف سبيتيري، سيادة المطران جورج أبو جودة، سيادة المطران سيزار يسايان، الخوراسقف أنطوان سيف ممثلًا غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، الأب العام لجماعة تايزيه المسكونية الفرنسية الأخ ألوييز، الأمينة العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ثريا بشعلاني، سماحة الشيخ إياد عبدالله، سماحة الشيخ محمد علي الحاج، سماحة الشيخ محمد قازم، الشيخ دانييل عبد الخالق، الشيخ محمد حيدر، الشيخ محمد قاظم، الشيخ محمود حميّد، وجمع كبير من الٱباء الكهنة والأخوات الراهبات ورجال الدين وفعاليات وإعلاميين ومؤمنين.

بدأ الاحتفال بكلمة عريف الحفل الاعلاميين ماجد بو هدير وأماني جحا عن أهمية هذا العيد ومكانته عند المسيحيين والمسلمين، تلاها دقيقة صمت عن نفس ضحايا العنف حول العالم.

ثم كلمة للأخ ألوييز قال بدأها بالتحية "السلام عليكم!" وتابع "ليتنا نتبادل هذه التحيّة كمن يتمنّى البركة المتبادلة. أجل، إنّها لبركة عظيمة أن نجتمع في 25 آذار/مارس يومَ يعيّد المسيحيّون والمسلمون لمريم معًا، هنا في لبنان.

فللطرفَين كليهما، مريم مثال المؤمن. لقد سلّمت أمرها بثقة تامّة إلى مشيئة الله. ومنها نتعلّم اتخاذ مثل هذا الموقف من التسليم لله. وأودّ أن أعبّر لرفاقي المسلمين الحاضرين معنا عن إعجابي بتراثهم الروحيّ العظيم، حيث هذا العطش إلى الإسلام لله.

منذ بضع أعوام، بدأنا نخوض في تايزيه حوار مودّة ما بين المسلمين والمسيحيّين. بالنسبة إلينا، إنّما نودّ الدخول في هذا الحوار باسم إيماننا نفسه. فإنّه واضح في الإنجيل كم تخطّى يسوع من الحواجز الحضاريّة والاجتماعيّة والدينيّة في زمانه لكي يتواصل مع أشخاص

غرباء عن شعبه، وعن إيمانه.

كيف اتخاذ هذا الموقف المنفتح بالعمق الذي نراه فاعلاً في حياة يسوع؟ أظنّ ازدهار حياتنا الداخليّة يتيح تقبّل اختلاف الآخر بثقة ونيّة صالحة.

ويكمن ثمر هذا الموقف الداخلي في التآخي الصادق مع من حولنا. منذ عدة عقود، يختبر إخوة من رهبنتنا هذه الصداقة في مجموعات صغيرة تتوزّع على القارّات. ففي الأحياء التي تسكنها غالبية مسلمة من بنغلاديش والسنغال، أقاموا صداقات حقيقيّة.

ونحن إذا تكلمنا عن الأخوة، فذلك لإيماننا بأن الله أبٌ للبشريّة جمعاء. أمّا نحن المسيحيين، فبحياة يسوع وموته وقيامته نكتشف محبّة الله غير المشروطة هذه.

وإنّ نموّ الأخوّة والصداقة يفترض احترام الآخر في اختلافه. في أي حوار حقيقي بين الأديان، يجب أن يمنعنا موقف الاحترام من إجبار الآخر على التفكير مثلنا. الصداقة الحقيقيّة ممكنة مع الذين يختلفون عنّا في التفكير، حتى في الموضوعات الأساسيّة!

طبعًا هذه الصداقة هي أيضًا، بلا شك، عنصر من عناصر الألم، لأنّ الآخر لا يمكنه أن يتلقّى كنز إيماني أو يشاركني إيّاه كاملاً. إنّ مصدر فرحي الغامر قد يبقى بعيد المنال بالنسبة إليه.



ولكن حاشا أن يمنعنا ذلك من التحاور! فحتى في هذا الإطار الغامض، نحن مدعوون دائمًا إلى محبّة الآخر واحترامه كما هو، والسعي إلى معرفة ما يؤمن به ويحيا بفضله.

في هذا الزمن، حيث غالبًا ما يتمخّض عالمنا بأعنف الأحداث، من الضروريّ أن نبذل كل جهدٍ للتعبير عن رفض الأديان للعنف، وتأكيد سعيها لنشر السلام والصداقة والإخاء بين البشر أجمعين.

أتمنى أن يتيح هذا العيد المشترك لنا جميعًا خبرة توسيع القلب. أجل، هيّا نستضيف بعضنا بعضًا، هيّا نسمح للآخر أن يستضيفنا – هذا الشخص الذي أمامي، هذا الغريب، المختلف عني."

أعقب ذلك، شهاداتي حياة من شابة مسيحية وشاب مسلم استعرضا خبرة حياتهما الروحية. ومن ثم، صدحت أصوات الفرح بعيد البشارة وتعانقت جوقات الفيحاء والمبرّات الخيرية مع جماعة الدير الخفي ومرشدية الصمّ وصدحت من عبيرها الترانيم والأناشيد لتؤكد أن لبنان الذي يتميز بتركيبته وموقعه ما زال مركزا دائمًا للحوار بين مختلف الحضارات والديانات والأعراق.

وأعقب الترانيم، دعاء مشتركا أكد في مضامينه أن العذراء مريم جعلت من لبنان رسالة سلام ومحبة الى العالم.

كما جرى عرض فيلم قصير عن عيد البشارة الوطني المشترك في لبنان، وٱخر عن ميزات التعددية بين المسيحيين والمسلمين في بناء السلام في مصر.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم