لبنان هو الحل وليس المشكلة

خلق لبنان لكي يكون مساحة لقاء وليس ساحة تهديدات. خلق للأيدي الملتقية وليس لتلك المرتفعة بالإنذارات، ولا للأصابع الموجهة إلى كل من ليس من رأي أصحابها.خلق لبنان لكي يكون نقيض ما جرى في نيوزيلندا، حيث رفض الإرهاب وجود الآخر، ذاك الذي لا يشبهه في اللون أو المعتقد أو العرق. منذ البدء، أي منذ تدفق مجرى التاريخ في تآلف المجموعات البشرية على طول قرون، وُجد لبنان لكي يكون مميزاً. لكي يكون دعوةً إلى كل باحثٍ عن نفسه التي لن يجدها إلا في صورة الآخر. لكي يكون لعالم اليوم. إذ مَن غير لبنان، من مثله، أعطى المثال منذ قرون على أن تآلف المعتقدات هو أمرٌ ممكن، وأصبح اليوم ضرورياً للعالم كله فظهر ذلك الكيان إلى العلن في وسط الشرق، على أبواب الشرق وأمام الغرب. كيانٌ كانت قضيته ولا تزال أن يبقى بمنأًى عن العواصف والتهديدات على أنواعها. وهو سبق له أن إختار، وخياراته أصبحت واضحةً امام العالم كله.من منطق "داعش" الذي حاول القضاء على معالم الحضارة في الشرق العربي كله، حضارة التنوع قبل حضارة المعالم، إلى سفاح نيوزيلندا، الموضوع هو ذاته. فالذي قتل خمسين مصلياً في مسجدين في "كريستتشيرش"...