الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

محمود حجيج في غاليري "أجيال": لبنان الـ10452 كلم2 "عن جد" موجود؟

المصدر: "النهار"
هنادي الديري
هنادي الديري https://twitter.com/Hanadieldiri
محمود حجيج في غاليري "أجيال": لبنان الـ10452 كلم2 "عن جد" موجود؟
محمود حجيج في غاليري "أجيال": لبنان الـ10452 كلم2 "عن جد" موجود؟
A+ A-

وَضع يده بعزم في مُنحنى هذه القصّة الجليلة، ولم يَسمح للتفاصيل (أو للمُنعطفات المَحتومة في الطريق) أن تُحبطه. أراد في الدرجة الأولى أن يكتشف حدوده الشخصيّة، وسُرعان ما فهم أن هذا الاكتشاف المُفزع قليلاً والمُذهل في آن يتطلّب رحلة طويلة "زكيّة الرائحة" داخل "قطار الروح"، وسطرها الأول يبدأ في معرفة الحدود الجغرافيّة. حُدودنا الشخصيّة، إذاً، تَنجلي ثوباً زاهياً أمام أعيننا ما إن نتعرّف إلى حُدود بلدنا؟

بالنسبة إلى الفنان المُتعدّد الموهبة محمود حجيج، لنفهم هذه المسألة، لا بدّ من العودة عبر التاريخ، "تقريباً لميّة سنة لورا" عندما التقى دبلوماسيّان يُمثلان إمبراطوريّتين، سرّاً، واتفقا على تقسيم الشرق الأوسط بينهما. كلاهما لم يعرف أن الخط الذي رسماه على الرمال لم يخلق الأمم والقوميّات والجنسيات فحسب، ولكنه خلق أيضاً صراعات وتوترات استمرّت حتى يومنا هذا وستستمرّ من دون أدنى شكّ لسنوات عدة.

مُلخّص صغير لفهم البحث المُستمر. فصل واحد تتفتّح منه عشرات الفصول. مشروعه في اكتشاف الحدود الجغرافيّة لينطلق منها نحو حدوده الشخصيّة، انطلق منذ 3 سنوات. وها هو يعرض اليوم في غاليري AGIAL القائمة في شارع عبد العزيز في الحمرا، عشرات الصور الممزوجة بمختلف الوسائط (Mixed Media) في سعيه ليفهم. ففي هذه الرحلة التي لم تنتهِ بالرغم من المعرض المستمر حتى السادس من نيسان بعنوان Undocumented، يجب علينا اجتياز العديد من الامتحانات قبل الوصول إلى نتيجة. أو أقلّه إلى صورة أكثر وضوحاً.

يقول لـ"النهار" في دردشة صباحيّة، "بالنسبة لألنا بيروت هيّي لبنان. ما عنّا علاقة بالحدود، إلا الناس بالضيع. قبل ما إفهم حدودي الشخصيّة، خلّيني روح شوف هالحدود". وبطبيعة الحال، كانت نقاط الأمن العام (أو النقاط الحدوديّة) بالنسبة إلى حجيج هي المعلم الذي ننطلق منه. واكتشف في رحلته "الجغرافيّة" هذه (والروحيّة أيضاً؟)، أن خلال الـ100 عام الماضية لم يعرف أحد فعلياً الحدود بين لبنان وسوريا، و"بتصيري تفهمي طبيعة العلاقة بين البلدين. بتكتشفي، وشي بيضحّك، أنّو عن جد ما في حدود. يعني ما فيكي تعرفي هيدي الشجرة بلبنان أو بسوريا؟ هالجبل؟ في الجنوب، الحدود واضحة من خلال الجدار الذي بناه أبناء إسرائيل. ولكن في الحقيقة، وعلى سبيل المثال، هذا القبر نصفه هنا ونصفه الآخر هناك".

أمّا بالنسبة إلى حدود محمود حجيج الشخصيّة، فهو يبحث عنها ويكشف النقاب عن تعابير وجهها من خلال تأليفه كتاباً وإخراجه فيلمًا. وسيكون لنا معه لقاءات أخرى. فمن هذه القصّة ولدت قصص أخرى، ربما تداخلت حوادثها (وحدودها؟).

و"يعني منفهم" أن الشاب الحائز شهادة دكتوراه في وسائل الإعلام والفلسفة من سويسرا ينطلق في الحقيقة من حدوده الشخصيّة ليعرف حدود بلده وحدود العالم بأسره "مش العكس"؟

من الأفضل أن يُكوّن زائر هذا المعرض الرائع فكرته الشخصيّة حول الموضوع. لكل وجهة نظره. لكل حدوده.

لكن، "هالكمشة" التراب التي تحضنها الأواني الزجاجيّة في إحدى زوايا الغاليري، هل تُجسّد لون بشرة كل واحد منّا؟ وإذا اخترنا الأقرب إلينا، هل سنعرف حدودها؟ أم هي المسلك إلى اكتشاف حدودنا؟

"هالكمشة" التراب، هل ستُقرّبنا بضع خطوات من بلدنا؟ 

أم من حدوده؟

 بالنسبة إلى حجيج، فإن "الأرض تعرف أصحابها حقاً وأبداً".

[email protected]



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم