الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

نيوزيلندا رفعت الأذان ووقفت دقيقتي صمت في مراسم وداع ضحايا مجزرة المسجدين

نيوزيلندا رفعت الأذان ووقفت دقيقتي صمت في مراسم وداع ضحايا مجزرة المسجدين
نيوزيلندا رفعت الأذان ووقفت دقيقتي صمت في مراسم وداع ضحايا مجزرة المسجدين
A+ A-

رُفع الآذان في ارجاء نيوزيلندا أمس في خطوة استثنائية أعقبها الوقوف دقيقتي صمت في ذكرى مرور أسبوع على مقتل 50 مسلماً في مجزرة نفّذها متطرف يؤمن بتفوّق العرق الأبيض في مسجدين بمدينة كرايستتشيرش. ومع بث الآذان في ارجاء البلاد، وقف الآلاف بينهم رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن والناجون المصابون، في حديقة قبالة المسجد الذي بدأت فيه المجزرة المروعة. ولا تزال الجزيرة الصغيرة الهادئة مصدومة على وقع الاعتداء الدامي الذي نفّذه الأوسترالي برينتون تارانت (28 سنة) الذي سعى إلى الترويج لحرب طائفية من طريق اعتدائه.

لكن النيوزيلنديين تفاعلوا مع الاعتداء بالتعبير عن المحبة والتضامن مع اعضاء الطائفة المسلمة الصغيرة، واحتضن كثيرون جيرانهم المسلمين الجمعة في مشاهد مؤثرة في عدد من مدن البلد الواقع في جنوب المحيط الهادئ.

كما شارك عدد من السكان الأصليين من قبائل الماوري بملابسهم التقليدية في مراسم التأبين الجمعة.

ورفع مؤذن يعتمر غطاء أبيض للرأس الآذان الساعة 1:30 ظهراً بالتوقيت المحلي (00:30 بتوقيت غرينيتش)، فيما كان آلاف المحتشدين في حديقة "هاغلي بارك" أمام مسجد النور ينصتون إلى هتاف "الله أكبر" يدوي في المكان.

وأعقبت ذلك دقيقتا صمت في أنحاء البلاد، مع تنظيم تجمعات عامة في مدن أوكلاند وويلينغتون وغيرهما.

وفي أوستراليا المجاورة، وقف الناس في الشوارع والمحال تكريما لضحايا الاعتداء.

وندد إمام مسجد النور جمال فودة الذي وقف خلف منصة في الحديقة بـ"الايديولوجية الشريرة لتفوق العرق الابيض" وأشاد بدعم النيوزيلنديين لطائفته المكلومة. وقال: "نظرت ووجدت الحب والعاطفة في أعين آلاف النيوزيلنديين والبشر في ارجاء العالم". وأضاف: "سعى الإرهابي إلى تمزيق أمتنا بايديولوجية شريرة... ولكن عوض ذلك أظهرنا أن نيوزيلندا لا يمكن كسرها".

ولا يزال مسجد النور المنكوب مقفلاً إذ يتولى عمال إصلاح جدرانه المنخورة بالرصاص وتنظيف أرضيته الملطخة بالدماء. وبعد الصلاة، اقترب غير المسلمين من المسجد ووضعوا أمامه باقات الزهور واحتضنوا المسلمين والتقطوا صور السيلفي" معهم. ونقلت شبكات التلفزيون والإذاعة والمواقع الإخبارية الإلكترونية وقائع الحداد الوطني ودقيقتي الصمت.

وخصّت كبرى الصحف في نيوزيلندا الضحايا بالتكريم، وصدرت الصفحة الأولى لصحيفة "كرايستتشيرش" اليومية بكلمة "سلام" باللغة العربية وأسماء الضحايا الخمسين.

وقال رئيس اتحاد الرابطات الإسلامية في نيوزيلندا مصطفى فاروق مستهلّاً الصلاة: "نحن سعداء جداً بان هذه الصلاة ستذاع على العالم كله حتى يتمكن كل شخص من أن يكون جزءاً منها".

واعتمر عدد كبير من النساء في ارجاء البلاد غطاء للرأس تضامناً مع المسلمات.

وقالت كريستي ويلكنسون التي حضرت إلى "هاغلي بارك" مع صديقتين وقد وضعن غطاء رأس رمزياً: "يمكنني أن اخلع الحجاب إذا شعرت بالخوف، هن (المسلمات) لا يستطعن". وأضافت: "الرسالة التي أريد ان أوجهها هي أنّ الكراهية لا تستطيع أن تفوز". واستغل تارانت قوانين حيازة السلاح الفضفاضة في نيوزيلندا للحصول على أسلحة نصف آلية وتنفيذ مجزرته التي راح ضحيتها 50 شخصاً تراوح أعمارهم بين 3 و77 سنة. وكشفت الشرطة الجمعة أنها التقت تارانت في تشرين الأول 2017 في منزله وأجرت "فحصاً أمنياً" له كجزء من عملية الموافقة على الترخيص بسلاحه.

كما اعلنت الشرطة أن أكثر من 1000 شخص بدأوا الجمعة تسليم أسلحتهم التي باتت محظورة بموجب قرار حكومي صدر هذا الأسبوع. وفي غضون ذلك، تواصلت عمليات دفن الضحايا.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم