السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

مخطط أم فشل؟ زيارة إلى تونس

المصدر: ترجمة نسرين ناضر
إدوارد مورتيمر
Bookmark
A+ A-
ننشر في ما يلي هذا التقرير الهام عن الوضع في تونس بالتنسيق مع كاتبه إدوار مورتيمر. الكاتب كان عضوا في وفد بحثي من جامعة أوكسفورد زار تونس مؤخراً وتجوّل في مناطقها وقابل قياداتها وممثلي قطاعات من المجتمع.لا نشاهد الكثير عن تونس في الإعلام البريطاني في هذه الأيام. الاستثناء الوحيد الذي لاحظته حتى تاريخه هذا العام كان تقريراً مقتضباً بثّته شبكة "بي بي سي" في الثامن من شباط، عندما حُكِم على سبعة رجال بالسجن المؤبّد لضلوعهم في الهجوم الإرهابي على فندق على شاطئ سوسة عام 2015، والذي أسفر عن مقتل 30 مواطناً بريطانياً كانوا يمضون عطلتهم هناك. لقد أتاح ذلك التقرير لشبكة "بي بي سي" تذكيرنا بأن وزارة الخارجية البريطانية توقّفت، منذ صيف 2017، عن التحذير من السفر بالمطلق إلى تونس، مع أنها تستمر في إصدار التحذير الآتي: "لا يزال هناك احتمالٌ كبير جداً بأن يحاول إرهابيون شنّ هجمات في تونس، بما في ذلك ضد مصالح بريطانية وغربية. تُحافظ القوى الأمنية على حالة تأهّب مرتفعة في العاصمة تونس وأماكن أخرى. يجب توخّي الحذر في مختلف الأوقات، بما في ذلك حول الأماكن الدينية وفي المهرجانات".ما خلا ذلك، لا يؤتى على ذكر تونس إلا للإشارة، من حينٍ لآخر، إلى أنها تُجسّد حكاية النجاح الوحيدة المتبقّية، أو أقلّه الناجية الوحيدة في "الربيع العربي". فهل نجرؤ على الاستنتاج أن غياب تونس عن الأنباء هو نبأٌ سار؟ كان اهتمامي بالإجابة عن ذلك السؤال قوياً بما فيه الكفاية لأبادر إلى انتهاز فرصة الدعوة التي وجّهها إلي صديقي آدم روبرتس، الاختصاصي المرموق في العلاقات الدولية في جامعة أكسفورد ورئيس الأكاديمية البريطانية سابقاً، للانضمام إلى فريق من ستة أشخاص من جامعة أكسفورد توجّهوا إلى تونس في كانون الثاني الماضي لمناقشة الخلاصات التي وردت في كتاب بعنوان "المقاومة المدنية في الربيع العربي: الانتصارات والكوارث" (Civil Resistance in the Arab Spring: Triumphs and Disasters) (مطبعة جامعة أكسفورد، 2016)، والذي ساهمنا في وضعه وتُرجِم إلى اللغة العربية.في حين أجرينا بعض النقاشات البالغة الأهمية حول هذا الموضوع مع أساتذة وطلاب في كليتَي الحقوق والعلوم السياسية في جامعتَين تونسيتين (تونس - قرطاجة وصفاقس)، كانت الزيارة ذات تنظيم جيد جداً تولاّه وليد حدوق (باحث تونسي مستقل، وناشط في المجتمع المدني، ومستشار سابق لدى الرئيس التونسي المنصف المرزوقي الذي تسلّم سدّة الرئاسة من 2011 إلى 2014)، بحيث تحوّلت، فعلياً، جولة أفق موجَّهة في المشهد السياسي السائد راهناً في البلاد.ومن الأشخاص الذين استقبلونا في تونس الناطق باسم الحكومة (والمستشار المقرّب لرئيس الوزراء)؛ ورئيسة "هيئة الحقيقة والكرامة" التي هي بمثابة النظير التونسي لـ"لجنة الحقيقة والعدالة" في جنوب أفريقيا؛ وعلي العريض (رئيس الوزراء 2013-2014)، وقياديون آخرون في الحزب الإسلامي الرئيسي "النهضة"، الذي غالباً ما يُقارَن بجماعة "الإخوان المسلمين" المصرية – مع العلم بأننا لم نتمكّن من لقاء المرشد الأعلى راشد الغنوشي الذي كان موجوداً في دافوس خلال ذلك الأسبوع (!)؛ وكاتب الدولة المكلّف بالبحث العلمي؛ والرئيس المرزوقي (الذي استقبلنا باتّضاع شديد، فسكب لنا الشاي بنفسه، في منزله في سوسة)؛ ورئيس لجنة الدفاع والأمن النيابية؛ وكمال مرجان الذي يتولى راهناً منصب وزير الوظيفة العمومية على الرغم من أنه كان وزيراً للدفاع والخارجية في عهد الديكتاتور المخلوع زين العابدين بن علي.إلى جانب تلك الاجتماعات الرسمية، عقدنا لقاءات ذات طابع أكثر اجتماعية مع أشخاص على غرار رئيس المجلس التأسيسي سابقاً، ورئيس الاتحاد التونسي للصناعة (إشارة إلى أن الاتحاد كان جزءاً من رباعية الحوار التي فازت بجائزة نوبل للسلام لعام 2015 "لمساهمتها الحاسمة في بناء ديموقراطية تعدّدية في تونس في أعقاب ثورة الياسمين لعام 2011")؛ والرئيس السابق...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم