الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

آخر علاجات سرطان الكبد... حالات متقدمة تماثلت للشفاء

المصدر: "النهار"
ليلي جرجس
ليلي جرجس
آخر علاجات سرطان الكبد... حالات متقدمة تماثلت للشفاء
آخر علاجات سرطان الكبد... حالات متقدمة تماثلت للشفاء
A+ A-

يثير مرض السرطان، الذي بات موجوداً في كل بيت، تساؤلات كثيرة حوله. متعدد الوجوه والدرجات، أصبح اليوم الهاجس الأكبر عند الجميع، مُخلِّفاً وراءه خسائر بشرية مخيفة. دقت المنظمات والجمعيات العالمية والمحلية ناقوس الخطر نتيجة تزايد الإصابة بالسرطان، لكن في مقابل هذا الواقع يواجه الطب بمختلف اختصاصاته تحدياً وحرباً شرسة مع "هذا الخبيث" للقضاء عليه بأي ثمن.

يحتل سرطان الكبد المرتبة الثانية في قائمة السرطانات الأكثر شيوعاً وفتكاً حيث تسبب في العام 2005 وفق منظمة الصحة العالمية الى وفاة أكثر من 788 الف شخص. وبالرغم من انه المسبب الثاني في الوفيات، يحاول الطب جاهداً ايجاد علاجات متطورة وحديثة نجحت حتى الساعة في الحدّ من انتشار هذه الأورام السرطانية وإطالة عمر المريض.

لا يُخفي الاختصاصي في الأشعة التداخلية الدكتور قبلان يمين ما يشهده "القطاع الصحي من تطور ملحوظ في علاجات الأورام السرطانية في الكبد، سواء العلاج الدوائي او علاج الشعاعي او العلاج الجراحي او العلاجات الحديثة والمتطورة والتي تُسمى Locoregional Therapy.

لكن للبحث في العلاجات، علينا اولا ان ندرس مدى انتشار هذه الأورام ( أورام منتشرة- أورام محدودة- أورام منتشرة في اماكن محددة). فنحن نجابه مرضاً خبيثاً متعدد الأنواع والخطورة".

لذلك يقسّم يمين سرطان الكبد الى نوعين:

* النوع الأول: حيث ينشأ السرطان في الكبد primary cancer

النوع الثاني: انتشار الأورام الى الكبد حيث تنتشر الأورام وتصيب الكبد اولاً.

ولكن في ظل الميزانية المحدودة للأبحاث الطبية، نجد صعوبة في الوصول الى نتائج فعّالة ومحسومة، صحيح انه توصلنا الى اطالة عمر المريض لكن هناك حالات كثيرة لم تُشف ولم ننجح في إنقاذها من الموت".

مما لا شك فيه ان ما يشهده الطب من تطور تكنولوجي وتقني ساهم بشكل كبير في تحسين نوعية العلاج وتطويره، ولا سيما في مجال الأشعة، إذ ترتكز الأشعة التداخلية ومن ضمنها الأشعة التداخلية لعلاج الأورام بشكل رئيسي على التطور التكنولوجي والتقنيات الحديثة المساعدة. وقد لمسنا ان أكثر الأمور التي أحدثت فرقاً كانت بعلاج سرطان الكبد.

يشرح الاختصاصي في الأشعة التداخلية ان "نوع السرطان يحدد نوع العلاج، مثلاً في النوع الأول من سرطان الكبد (اي عندما ينشأ السرطان في الكبد) يجب ان يعرض الملف على جراح كبد مناسب لأن خيار الجراحة قد يكون العلاج الأفضل. ليس هناك دور كبير للعلاجات الكيميائية لأنها غير فعالة، ويكون التركيز الأساسي على الجراحة وعلى الأشعة التداخلية في العلاج.

أما المرضى الذين لا خيار جراحياً لهم، فهناك خيارات حديثة ومتطورة. 

وفق يمين "تتعدد العلاجات في الأشعة التداخلية:

* العلاجات عبر القسطرة: نتوجه الى شرايين الكبد لإيصال العلاج مباشرة للورم. Targeted) therapy).

* chimio embolisation: نعمل في هذا النوع من العلاج على منع نمو الورم وتغذيته، من خلال إيصال العلاج الكيميائي الى الورم للبقاء فيه والقضاء عليه.

* Radioembolisation : اجتاز الطب مرحلة متقدمة في تطوير العلاجات حيث شهدنا أخيراً على تطوير في الأدوية التي باتت تحتوي على مواد مشعّة وتقنيات حديثة تسمح لنا برؤية الورم والوصول اليه بطريقة أفضل للقضاء عليه بشكل أسرع.

* علاج ablation radio: يعتبر من العلاجات الحديثة في سرطان الكبد وهو كناية عن حقن تستهدف الورم مباشرة.

* كذلك نشهد اليوم على تطور أكبر يكمن بعلاج radiofrequency ablation حيث تنطلق الطاقة الكهربائية من الحقنة باتجاه الورم للقضاء عليه فوراً من دون ان تتضرر المناطق المجاورة من الكبد.

ويشدد يمين على أهمية "البحث في قائمة هذه العلاجات واختيار الأنسب للمريض. لم نعد نتحدث اليوم عن نوع واحد في علاج السرطان، بات خيار الدمج او اعتماد أكثر من علاج الأسلوب الأكثر اعتماداً لمواجهة السرطان".

يسترجع يمين حالة أحد المرضى الذين تابعهم لتوضيح فكرته أكثر، فيقول: "كان لدي مريض يعاني من سرطان كبد أولي منذ العام 2010 -2011. هذا النوع من السرطان تكون فيه عادة نسبة الحياة ضئيلة، وقد نجحنا في إطالة حياته من أشهر الى 10 سنوات تقريباً. ان التحدي في مواجهة سرطان الكبد وابقاء المريض على قيد الحياة لم تكن مهمة سهلة. بداية خضع المريض للعلاج الجراحي لاستئصال الورم (ورم محدود) ولكن عاوده السرطان في مناطق متفرقة في الكبد في العام 2013. في هذه المرحلة خضع المريض الى علاج chimio embolisation وradio embolisation (في العام 2016) بالإضافة الى العلاج الدوائي. هو اليوم ما زال على قيد الحياة، لقد نجحنا في إطالة عمره وتأمين الرعاية الصحية الأنسب له".

ولكن ما كان لأي طبيب ان ينجح بعلاج المريض بمفرده، نحن في حلقة مغلقة تتطلب تبادل الخبرات والرؤيا والتعاون يداً بيد لمصلحة المريض. لذلك من المهم ان يكون هناك تعاون بين الاختصاصي في الأشعة التداخلية والاختصاصي في جراحة الاورام والطبيب المعالج للبحث ومناقشة نوعية العلاج الأفضل للمريض بحسب حالته ونوع الورم...

ويختم حديثه "علينا ان نعرف أن ليست هناك قاعدة ذهبية في علاج السرطان، لأن كل مريض هو حالة استثنائية مختلفة عن غيره. لذلك علينا دراسة حالة كل مريض على حدة لمعرفة ما هو الأفضل لصحته، ولن ينجح الأمر دون ان يكون هناك تعاون وتنسيق بين مختلف الاختصاصيين في طب الأورام والأشعة والجراحين لإيجاد العلاج الأنسب والأفضل له".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم