الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

أرديرن... تعاطفٌ وصلابة بحجم مذبحة نيوزيلندا

المصدر: "النهار"
أرديرن... تعاطفٌ وصلابة بحجم مذبحة نيوزيلندا
أرديرن... تعاطفٌ وصلابة بحجم مذبحة نيوزيلندا
A+ A-

غطت أرديرن مع نيوزلنديات أخريات رؤوسهن بمناديل سود، تماماً كما فعلت في الساعات الأولى التي أعقبتت المذبحة البشعة، عندما هرعت للوقوف الى جانب ذوي الضحايا في محنتهم ومواساتهم بفقدان أحباء وأقارب. ويومها سألها الرئيس الاميركي دونالد ترامب كيف يمكنه المساعدة، فأجابت بلا تتردد بـ "تعاطف وحب لجميع المسلمين".

ونالت الزعيمة الشابة اعجاب العالم، بردها الاستثنائي على المذبحة الابشع تشهدها تلك البلاد النائية، وقت كانت خطوة ناقصة منها كفيلة باثارة ردود فعل غاضبة دموية في بلادها وحول العالم. ملامحها الحزينة وهي تواسي ذوي الضحايا جابت العالم وأشاعت الطمأنينة بين أناس مفجوعين، وقرارها السريع حظر الاسلحة نصف الالية، أكد صلابتها. .

وفي افتتاحية نشرتها صحيفة "نيوزيلندا هيرالد" هذا الاسبوع، كتبت الصحافية كلير تريفيت: "لم يكن ممكتاً حصول رد رمزي أقوى على الرعب الذي لحق بأشخاص يصلون في المسجد، من صور رئيسة الوزراء المحجبة ووجها المليء بالحزن الى أجانب أفراد من الجالية المسلمة في كريستشرتش".

وكتبت سوشيل آرون، الصحافية التي تتخذ من نيوزيلندا مقراً لها ، في مقال نشر في مجلة "تايمس" أن "أرديرن أصغر رئيسة وزراء في العالم وضعت معايير عالية للقيادة خلال هذه الأزمة".

عملياً، نجحت أرديرن بردها لا بطمأنة مسلمي بلادها فحسب، وإنما أيضاً بنأي نيوزيلندا عن الدوافع العنصرية التي تبناها من باتت يعرف بسفاح المسجدين برنتون تارانت، الشاب الاوسترالي الذي أزهق أرواح 49 من المصلين وجرح آخرين وأثار الخوف في قلوب الملايين من خلال بثه وقائع جريمته مباشرة على "فايسبوك".

وبعد الهجوم بأربعة أيام، عادت أرديرن لتوجه رسالة حب جديدة الى المسلمين، مفتتحة خطابها أمام البرلمان بتحية "السلام عليكم". وقالت: "إنهم (المسلمون) نحن".

وصفت حادث اطلاق النار بأنه ارهابي، ورفضت ذكر اسم المنفذ. وقالت: "هو ارهابي ...مجرم، متطرف. ولكن عندما أتحدث سيكون نكرة".

وناقضت خطتها لتغييرات سريعة في ما يتعلق بقانون الاسلحة التردد الكبير حيال خطوة كهذه في الولايات المتحدة حيث توقع جرائم اطلاق النار مئات القتلى سنوياً.

وكانت أرديرن جذبت الأضواء قبل حادث المسجدين، ولكن بظروف مختلفة. فهذه المرأة التي صارت أماً للمرة الأولى عام 2018، لم تتوان عن حمل طفلها معها الى الجمعية العمومية بنيويورك في أيلول 2018 . وفي حينه لاقت مبادرتها كثيراً من الاحترام والاعجاب.

وقبل ذلك بأشهر، لفتت الأنظار في قمة الكومنولث عندما أطلت أمام الملكة إليزابيت الثانية برداء الماوري التقليدي.

هي ابنة شرطي نشأت على عقيدة المورمون قبل أن تنبذها بسبب مواقفها من الكنيسة.  في شبابها عملت كدي جي (DJ ) التحقت بحزب العمال النيوزيلندي في سن الـ17. وبعد زيارة لحكومة رئيس الوزراء الأسبق طوني بلير، صارت عام 2008 أصغر برلمانية نيوزيلندية في عمر الثمانية والعشرين.وبعد ذلك بأقل من عشر سنوات، صارت زعيمة حزب العمال. وعندما فاز حزبها في الانتخابات في أيلول 2017، صارت في عمر السابعة والثلاثين رئيسة للوزراء

ولم يتأخر زعماء العالم عن الاقرار بجرأتها وقراراتها الصائبة. وكتب الناطق باسم الحكومة الباكستانية محمد فيصل إنها "فازت بقلوب الباكستانيين لتعاطفها وقيادتها".

وذكر رئيس بلدية لندن صادق خان بزيارة لها للندن العام الماضي ركزت خلالها على "أهمية الشمولية والمساواة في المجتمع".

وحتى السياسية النيوزيلندية جوديت كولينز المنافسة لحزب أرديرن، وصف ما قام به رئيسة الوزراء بأنه "ممتاز"، ونوهت بوضعها غطاء على رأسها، قائلة: "إنها علامة احترام...أعتقد إنه عمل صائب".

وتمنت صحيفة "النيويوك تايمس" لأميركا زعيماً بكفاءة جاسيندا أرديرن. وقالت: «على العالم أن يتعلَّم من الطريقة التي استجابت بها رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن للحادث الفظيع».

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم