الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

لحظات الرعب التي عاشها سكان مبنى النبعة... ليل طويل وترقُّب وأمل

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
A+ A-

ليل طويل مرّ على سكان مبنى #النبعة الذي شهد في الأمس تصدّعات كبيرة قبل سقوط واجهة الطبقة الأولى منه، منذ الصباح الباكر حضرت بعض العائلات لأخذ ما يمكنها من حاجات، بعدما اضطرت للخروج على عجل من منازلها، لكنها منعت من الدخول من قبل عناصر البلدية، خوفا من انهيار المبنى ووقوع الأسوأ.

على الرصيف المقابل اتخذ خضر الشامي وزوجته، إضافة إلى جاره كميل عازار وزوجته، مكاناً للجلوس، حيث كانوا يتأملون المبنى الذي سكنوه لسنين طوال، وفي لحظة وجدوا أنفسهم خارجه. مئات الأفكار كانت تراودهم، وعلى الرغم من خشيتهم من نتائج الكشف الذي سيجرى لمعرفة إن كان صالحاً للسكن من عدمه، إلا أن أملهم كبير بأن الأمر لا يتعدى سوى الحاجة إلى إعادة ترميم بسيطة.

لحظات الرعب

خضر الشامي الذي انتقل من جبيل الى النبعة وسكن في المبنى منذ سنة 1979، تحدث لـ"النهار" عن اللحظات الصعبة التي عاشها في الأمس، فقال: "عدتُ بعد الظهر من مستشفى ضهر الباشق بعد أن جرى تأجيل عملية لعيني إلى الشهر المقبل. تناولت الغداء مع زوجتي، لأفاجأ بعدها بعناصر البلدية يطالبوننا بمغادرة المبنى. لم أستوعب بداية حديثهم وحديث الجيران عن أن المبنى قد ينهار. وبالفعل بعد ربع ساعة من وقوفنا على الطريق حصلت الكارثة، لا كلمات يمكنها وصف المشهد، ومع ذلك نحمد الله على أن الأمر اقتصر على الماديات ولم يصب أي إنسان".

أمضى خضر ليلته مع زوجته في منزل شقيقه، لكن كما قال: "لم أستطع إخراج سوى القليل من الحاجات، والآن أنا هنا علهم يسمحون لي بالصعود إلى منزلي الكائن في الطبقة الثالثة لجلب المزيد". وعما إن كان السكان على علم بتصدع المبنى منذ فترة أجاب: "كلا، كان هناك نشّ للمياه بسبب الخزانات الموجودة على السطح، طلبنا من الجيران إصلاحها من دون أن تلقى مطالبنا آذاناً صاغية حتى وصلنا إلى الكارثة". يقاطعه جاره كميل عازار الذي يمتلك شقة في الطبقة الرابعة منذ سنة 2005 قائلا: "أنا لم يتسنّ لي حتى تبديل ملابسي، انظري منذ الأمس وأنا بملابس النوم، كنت على الشرفة متفاجئا بالجيران متجمّعين في الحي ويطلبون مني النزول، أخبروني أن المبنى سينهار، كنت وحدي في الشقة. سارعت من دون أخذ أي غرض، لتقع بعدها المصيبة، وأمضي الليل في منزل قريبة زوجتي".

وعن لحظات الرعب التي عاشها، شرح: "في البداية بدأ البحص والأتربة تتساقط من المبنى، وما هي سوى دقائق حتى انهارت الشرفات". وأضاف: "لم نكن نتوقع أن نعيش تلك اللحظات، كم هو مؤلم أن يجبر الإنسان على ترك منزله من دون أن يعلم متى يعود إليه". لافتا إلى أن "أيام الحرب تعرّض المبنى لعدد كبير من الرصاص، وعند بناء المبنى المجاور قام المقاول بترميمه من أجل المنظر العام، لنواجه بعدها مشكلة نش المياه التي تسببت بالكارثة".

توضيح والخطر كبير

من جهته، أكد رئيس بلدية برج حمود مارديك بوغوصيان أن "شكاوى عدة وصلت إلى البلدية من السكان والجيران تتعلق بالمبنى، وقبل يوم من الكارثة قصد رئيس الشرطة المبنى ووضع إشارة لإخلائه، لم يتم التجاوب معه، الأمر الذي دفعه إلى إخراج السكان بالقوة في الأمس قبل انهيار الشرفات بدقائق. وعلى الرغم من أن عمر المبنى 65 سنة، إلا أنه لم يخضع للصيانة خلال كل تلك الفترة. وبعد الذي حصل قام عناصر البلدية بإزالة الأحجار والأتربة، ويوم الاثنين القادم ستبدأ شركة بإجراء فحص الأساسات والأحجار والأتربة، حيث يُفترض أن تُصدر تقريرها خلال عشرة أيام لمعرفة إن كان صالحاً للسكن من عدمه، كما سيتم منح كل عائلة من العائلات الست عشرة التي تسكنه مبلغ مليون ونصف مليون ليرة".

وعن سلامة الأبنية في نطاق بلدية برج حمود قال: "نحو 50 إلى 60 بالمئة منها في دائرة الخطر، هي بحاجة الى كشف وتوجيه إنذارات لاسيما في النبعة وأراكس، لكن الأمر يحتاج إلى مخصصات مالية لا طاقة للبلدية عليها". موضحاً: "المباني قديمة، لم تتم صيانتها بسبب الخلافات بين المالكين والمستأجرين، لا بل بين الورثة المالكين أنفسهم، ومع ذلك سنبدأ بهذه الخطوة ونوجه إنذارات إلى الأبنية المهددة، وسنتعاون مع القوى الأمنية من أجل حماية أرواح السكان".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم