السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

ولا تسأل محبّ... لماذا أحببت!!

المصدر: النهار
نورهان البطريق
A+ A-

كانت الفتيات ينظرن إليه نظرة الفتى الغني الذي يستطيع أن يحقق لهنّ أحلامهنّ، بينما هي كانت تطيل النظر إليه لتبحث عن نصفها الآخر، والتى سرعان ما عثرت عليه عندما تطلعت به لأول مرة، فأخذت تتفحصه جيداً وتدقّق به النظر بإمعان، فهي لم تكن تفتّش عن وسامة أو جمال، إنما كانت تنبش عمّا في داخله، لتؤكّد لقلبها أن المدة التي قطعتها في السفر إلى وطنها لم تضع هباء، إنما كانت تستحق كل هذا العناء لكي تصبو إلى الوطن الذي لطالما حلمت أن يضمّها، وتسكن في كنفه.

القصر الذي يرمز إلى الحشم والخدم لم يكن يشغلها،لا الجاه ولا المال يلفتها، إنما كانت تملك له نظرة أبلغ من فخامة القصر بكثير، وأعمق من هيبته وعظمته، فقد كان بالنسبة إليها الجنّة التي تتلهّف أن تكون حور عين به يوماً ما. وأخذت تدعو الله أن يحقّق لها حلمها، ويجمعها بحبيبها، حتى وإن دلفت إليه كخادمة، فهي تعلم أنه ما يلبث أن يكتشف جوهرها واختلافها عن الأخريات، لأنها تعي جيداً أن قصرها الحقيقي بقلبه، وأنه على شغف حتى تأتي لتسكنه، فهو خاصتها وحدها... وحدها فحسب.

بينما هو، فكانت له نظرته التي تختلف عن بقية الرجال، فهم يعتبرونها امرأة عادية، تملك جمالا متواضعاً، يقتبسون من مفاتنها إلى أن تأتي أخرى تفوقها جمالاً فتجذب أعينهم مدبرين النظر عنها، أما هو فكانت نظرته حقاً نظرة أمير إلى محبوبته. كان يراها امرأة نادرة، يندر وجودها في هذا الزمان، فريدة في حسنها، ومتميزة بجمالها. فلا متّسع يمكنه أن يقدّر الأشياء النادرة والثمينة سوى المتاحف للحفاظ عليها، ولا يوجد متحف أجمل من قلب الحبيب للاعتناء بملكته المتوّجة بحبه لها.

وحدها نظرة الحبيب التي يمكنها أن تراك بمنظور مختلف عن منظور الآخرين، فالحب ما هو إلا قدر، فهو يشبه اسمك، ليس لك فيه حرية الاختيار، كذلك قلبك، فإنك ليس بوصيّ عليه، فما عليه إلاّ أن يخفق بين ضلوعك، وما عليك إلاّ أن تمتثل لهواه. فثمة نبضة لن تشبه مثيلاتها، فإنها تُفقد قلبَك توازنه، وتقلب موازينه، إلى أن تتفقّد تلك العيون التي أحدثت تلك الربكة، فتجد ضالتك، ويعود إليك صوابك مجدداً.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم