الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الناس ليسوا سعداء

المصدر: "النهار"
عقل العويط
عقل العويط
الناس ليسوا سعداء
الناس ليسوا سعداء
A+ A-

الناس ليسوا سعداء، يا فخامة الرئيس.

لا بدّ أن تكون هذه الحقيقة الجارحة والمؤلمة مهمةً بالنسبة إليك. لأنكَ رئيس للجمهورية، ومؤتمن على الدستور.

أعتقد أنك يجب أن تعرف هذه الحقيقة، إذا كنتَ لا تعرفها. أكرّر: الناس ليسوا سعداء يا فخامة العماد ميشال عون.

الشيء نفسه أقوله لحزبك "التيار الوطني الحر"، وأقوله خصوصاً، ولا سيما، لرئيسه النائب الوزير جبران باسيل، الذي يستخدم منصبكَ ومكانتكَ وتحالفاتكَ، لفرض رؤية متصلفة أحادية ومستعلية في ممارسة الشأن العام.

يجب أن يعرف رئيس مجلس النواب رئيس حركة "أمل" الأستاذ نبيه بري أن الناس ليسوا سعداء البتة. وأنه هو أيضاً مسؤول عن عدم سعادتهم، بصفته رئيساً للسلطة التشريعية مراتٍ متتالية، ورئيساً لحركة "غير محرومة" البتة.

يا دولة رئيس مجلس النواب، الناس يائسون، وأنتَ أيضاً مسؤولٌ عن ذلك!

ولا بدّ من أن أقول الشيء نفسه إلى رئيس مجلس الوزراء زعيم "تيار المستقبل" الأستاذ سعد الحريري، الذي تشرف حكومته نظرياً وعملياً على الخير العام، وتوزيعه بالتكافؤ والمساواة على الناس أجمعين.

يجب أن يعرف رئيس الحكومة أن حكومته لا تفعل ذلك، وأن سياستها، شأن سياسات الحكومات السابقة، تجوّع الناس، وتفقّرهم، وتضع الخزينة الوطنية في وضعٍ مرعبٍ من العجز والمديونية.

الناس ليسوا سعداء، يا دولة الرئيس.

لن أتردد في قول ذلك، وبقوة، وبإلحاح، وبتكرار، إلى الأمين العام لـ"حزب الله"، السيد حسن نصرالله. الإلحاح والقوة والتكرار، في القول الموجَّه إلى السيد حسن وحزبه، سببه الرئيسي ملكيته السلاح الذي يجب أن يكون حصراً في يد الدولة وتحت إمرة قواها العسكرية. وبأثرٍ من هذا السلاح، يُمارَس الاستكبار على الناس، وتُفرَض سياسات ومواقف وقرارات، بالتحالف مع "العهد"، تجعل الناس يعيشون مرارةً ما بعدها مرارة، وذلك من شأنه أن يعزّز الكراهية والبغضاء والأحقاد ومشاعر الخوف والغبن والمظلومية.

وأقول أيضاً لرئيس "حزب القوات اللبنانية" الأستاذ سمير جعجع إن الناس ليسوا سعداء يا دكتور. ليسوا سعداء، ولا أيّ أثر للسعادة في حياتهم. وأعتقد أن تحالفاتك السياسية، ومساهمتكَ في الإتيان بهذا "العهد"، من جملة أخطاء أخرى، هي جزءٌ من الأسباب التي تجعل الناس غير سعداء.

وأقول الشيء ذاته لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، الأستاذ وليد حنبلاط. يجب أن يعرف هو أيضاً أن الناس ليسوا سعداء، وأنه مسؤولٌ عن عدم السعادة هذه.

وأقوله أيضاً لرئيس "تيار المردة" الأستاذ سليمان فرنجية، وللحزب السوري القومي الاجتماعي، ولحزب الكتائب اللبنانية برئاسة الشيخ سامي الجميل، ولـ"حزب التوحيد” بزعامة الأستاذ وئام وهاب، ولـ"الحزب الديموقراطي" بزعامة الأمير طلال إرسلان، ولـ"اللقاء التشاوري"، ولكل المسؤولين الذين تعاقبوا على السلطة أو على المشاركة فيها. وبلا استثناء.

يجب أن يعرف هؤلاء جميعاً أن الناس ليسوا سعداء. لأنهم جعلوهم مطايا لهم ودمى لمصالحهم الفئوية ولولاءاتهم الإقليمية.

إن هؤلاء الناس، الذين يتحملون، هم مباشرةً، مسؤولية مفجعة وكبرى في عدم سعادتهم، لأنهم راضخون خانعون، قابلون، مستسلمون، وقطعان...، إن هؤلاء الناس ليسوا سعداء أيها المسؤولون!

إنهم غير سعداء، ولبنان خصوصاً غير سعيد، فكيف تنامون على مخداتكم... سعداء؟!

[email protected]

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم