الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

التنمّر ورم خبيث متفشّ

التنمّر ورم خبيث متفشّ
التنمّر ورم خبيث متفشّ
A+ A-

  من منّا لم يتعرّض في حياته لمضايقة أو أذية من شخص أو مجموعة متسلّطة ومؤذية، سواء في المدرسة أو الحيّ أو مكان العمل؟ من منّا لم يترك التنمّر أثراً سلبياً في حياته؟ لا أحد، ذلك لأنّ التّنمّر ورم خبيث يصيب المجتمع ويتفشى بين الأجيال بسرعة، وهو آخذ بالتطور مع تقدم العصور.

دعونا نتعرّف إلى معنى التنمّر وأشكاله لنتمكّن من محاربته قبل التفشي أكثر فأكثر.

التنمّر هو شكل من أشكال الإساءة والإيذاء موجّه من قبل فرد أو مجموعة نحو فرد أو مجموعة تكون أضعف (في الغالب جسدياً). وتنتشر هذه الظاهرة بشكلٍ أكبر بين طلّاب المدارس، بحيث أصبحت ورماً خبيثاً بات العالم كله يشتكي منها ويعاني من ويلاتها نظراً لتعدد أشكالها، فهناك:

• الإساءة اللّفظيّة أو الخطيّة: مثل استخدام أسماء أو ألقاب الأفراد كنكات، أو عرض ملصقات مسيئة للآخرين.

• استخدام العنف: يشمل كذلك التهديد بالعنف.

• التّحرش الجنسي: يعتبر سلوكاً غير مرحب به ومزعجاً جداً، ويُسبب الخوف والإهانة للضحيّة، وقد ينتج عنه جريمة ما.

• التمييز العنصري: الذي ينطوي على معاملة الناس بشكل مختلف حسب هويّتهم.

• التسلّط الإلكتروني: وذلك باستخدام الإنترنت أو الهاتف للتهديد أو الإجبار.

ولكن يبقى السؤال: كيف يمكن للأهل أو المعلّم أو المدرسة أن يدركوا أنّ هذا الطّفل يتعرّض للتّنمّر؟

• تحوّل الطالب لشخص عدواني وافتعاله للشجارات.

• التراجع الأكاديمي.

• الوحدة، أو يتمّ استبعاده من مجموعات الصداقة في المدرسة.

• الشعور بالخوف أو عدم الأمان في المدرسة.

• عدم الاستعداد للمشاركة الصفيّة، والتعرّض لاستهزاء وسخرية الآخرين.

• التغيّر في أنماط النوم والأكل، والدموع المتكرّرة.

• وجود الكدمات غير المبرّرة والخدوش.

• فقدان الممتلكات الخاصّة أو جلبها للمنزل بصورة مدمرة.

• سرقة المال من المنزل.

• التردّد في استعمال الإنترنت، وهذا في حال التعرّض للتسلّط الإلكتروني.

• الاضطراب بشكل واضح عند استخدام الهاتف أو الكمبيوتر، واللّجوء إلى إخفاء الهاتف أو إغلاق الأجهزة عند دخول أحد إلى الغرفة.

• قضاء ساعات طويلة على الإنترنت وتلقي الرسائل والبريد والاتصالات المشبوهة.

كل هذه علامات تدلّ على تعرّض الطّفل للتّنمّر، ويجب اتّخاذ التّدابير اللاّزمة بحقّ المتنمّر بأسرع وقت حتى لا يولد متنمّر آخر. من هنا يجب على المدرسة أن تعمل جاهدة للحدّ من انتشار هذه الظّاهرة وذلك بمعاقبة المتنمّر عقاباً حازماً، ليس بطرده من المدرسة، بل بتأهيله نفسيّاً واجتماعيّاً بمساعدة الأهل والإختصاصي النّفسي وإشراكه بأعمال خيرية تنمّي فيه روح الرّحمة واحترام الغير. وللأهل دور مهم أيضاً في معالجة مشكلة التنمّر، فإن كان ولدهم هو الذي يتعرّض للتّنمّر عليهم تعليمه كيفية مواجهة المتنمّر وليس الخوف منه. أمّا إذا كان ولدهم هو المتنمّر، عليهم الجلوس معه لمعرفة سبب تصرّفه العدوانيّ والتعاون مع المدرسة في إشراكه بنشاطات تنمّي فيه روح المحبّة والرّحمة وليس معاقبته بالضرب أو العزلة.

فبتأهيل المتنمِّر نستأصل ورماً بإمكانه أن يسبّب آفة اجتماعية وضرراً على الآخرين.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم