عرسُ اللّقاءِ

في انفجارٍ كونيّ أودى بزمانِ الشّمس، جعل منها نصفين، طار كل نصف إلى مكان في الزمان نفسه. قد يكون النّصف الأوّل سبق النصف الثاني... عايش النصفان أوجاعًا مختلفة. نضج النّصف الثاني قبل أوانه، ظنّ أن في نقصه كمالاً، بينما كان النّصف الأول يظن أن في كماله نقصاً. كانا يومضان ويخفتان في أزمنةٍ متباينة، فضاعا... كان النّصف الأول يبحث ويحاول أن يدرك؛ والنصف الثاني يتعجب، يحاول أن يسأل. وفي هذا الضياع كان اللّقاء خيوطاً تداخلت في دهاليز الظلام لتصنع منه نورًا... ثم ماذا؟

ثم اتفقت النجوم على أن تجمع بين النصفين، فانفصالهما ضيّع العالم. وبعد رحلة من الشقاء بين الومضة التاسعة عشرة والومضة السابعة عشرة لبس الكون ثوبه الأبيض احتفاءً بعرس اللقاء. ذاب نقص كل منهما بالآخر وفاض الكمال... فاض

إلى شمسي الروميّة...