الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ما أبرز الأسماء والرموز التي كتبها تارانت على أسلحته؟

المصدر: "النهار"
جورج عيسى
A+ A-

موسيقى و "مانيفستو"

حين كان تارانت يقود سيّارته قبل ارتكابه الجريمة، كان يستمع إلى أنغام موسيقيّة أفادت وسائل إعلاميّة أوستراليّة أنّها تحاكي تلك التي استُخدمت خلال التطهير العرقيّ في حرب البلقان، بينما ذكرت أخرى أنّه كان يستمع إلى موسيقى عسكريّة بريطانيّة تعود إلى القرن السابع عشر. قبلها، عمد تارانت إلى نشر بيان أو "مانيفستو" "عدم الاستبدال" على صفحته عبر "تويتر".

من خلال البيان الممتدّ عبر أكثر من سبعين صفحة، زعم أنّ اعتداءه "سيظهر للغزاة أنّ أراضينا لن تكون أرضهم أبداً وأنّ أوطاننا هي لنا، وأنّه طالما لا يزال الرجل الأبيض حيّاً، لن يغزوا أبداً أراضينا ولن يستبدلوا أبداً شعبنا". وكتب أيضاً أنّه سيشنّ الهجوم "للانتقام من الغزاة بسبب مئات آلاف القتلى الذين تسبّب بهم الغزاة الأجانب في الأراضي الأوروبية على مرّ التاريخ" ومن أجل "الانتقام من استعباد ملايين الأوروبيين الذين أخِذوا من أراضيهم على يد المستعبدين الإسلاميّين". وأضاف أنّه أراد الانتقام لآلاف الأرواح التي أزهقت خلال الهجمات الإرهابيّة التي طالت أوروبا.



نفى تارانت أن تكون أفكاره قد تأثّرت بأصدقائه ذاكراً أنّ محيطه كان متحمّساً فقط في قضايا حقوق الحيوان والبيئة والضرائب. وأشار أيضاً في بيانه أنّه كان لديه "تواصل قصير" مع بريفيك وقد حصل على "البركة" لشنّ اعتدائه من مرتبطين به.

أفكاره

عرّف تارانت عن نفسه بأنّه "قوميّ إثنيّ إيكو فاشيّ" يعتقد ب "الاستقلال الإثنيّ لجميع الشعوب مع تركيز على الحفاظ على البيئة والنظام الطبيعيّ". وركّز كثيراً على جذوره الأوروبيّة فيما بالكاد ذكر أنّه من مواليد أوستراليا التي رأى فيها "مستعمرة أوروبّية" مشيراً إلى أنّ "جذور لغتي أوروبيّة، ثقافتي أوروبيّة، معتقداتي السياسيّة أوروبيّة، معتقداتي الفلسفيّة أوروبيّة، والأهمّ، دمي أوروبّيّ". وأشاد تارانت بالرئيس الأميركيّ دونالد ترامب لأنّه "رمز للهويّة البيضاء المتجدّدة". هذا التركيز على التاريخ الأوروبّي كان واضحاً عبر استحضار أسماء شاركت في الحروب الصليبيّة وخصوصاً في المعارك ضدّ السلطنة العثمانيّة.

أسماء ورموز


كتب تارانت الكثير من الأسماء على بنادقه الحربيّة ومخازن الذخيرة والحقائب التي حملها فيها. من بينها، اسم ألكسندر بيسونيت (27 عاماً) الذي اعتدى على المركز الإسلامي في كيبيك سنة 2017، فقتل ستّة أشخاص وجرح 19 آخرين. وذكر اسم لوكا ترايني، مطلق نار على مجموعة من المهارجين الأفارقة في إيطاليا في شباط 2018 وقد جرح ستة منهم.



عاد تارانت بالزمن أكثر من ألف سنة إلى الوراء حتى وصل إلى القرن الثامن ميلادي عندما أتى على ذكر معركة تور سنة 732، والمعروفة أيضاً باسم معركة شهداء البلاط. خيضت هذه المعركة في فرنسا بين تشارلز مارتيل (مذكور اسمه بشكل منفصل أيضاً على أسلحته) والجيش الأموي الذي قاده والي الأندلس عبد الرحمن الغافقي، وانتهت بانتصار الأوّل ومقتل الثاني. وذكر أيضاً حصار عكّا سنة 1189 خلال الحرب الصليبيّة الثالثة.

من بين من استحضرهم تارانت من غياهب التاريخ أيضاً، الفارس الصربيّ ميلوس أوبيليتش الذي يُعتقد أنّه قتل السلطان مراد الأوّل خلال معركة كوسوفو سنة 1389 ضدّ العثمانيّين. وكان اسم مخدوم أوبيليش، الأمير الصربيّ لازار هريبيليانوفيتش الذي قُتل في تلك المعركة، مذكوراً أيضاً. كذلك، أورد اسم باجو بيفليانين الذي قُتل خلال الحرب الخامسة بين البندقية والسلطنة العثمانية في القرن السابع عشر.

ولم ينسَ ذكر الأمبراطور الروماني سيجيسموند من لوكسمبورغ (حكم بين 1433 – 1437) الذي واجه العثمانيّين في معركة نيكوبوليس في بلغاريا سنة 1396 لكنّه خسر أمامهم. وأضاف إليه ماركو أنطونيو براغادين، وهو قائد عسكريّ في جمهوريّة البندقيّة انتقل إلى قبرص ليواجه العثمانيّين لكنّه قُتل سنة 1571 وكذلك مارك أنطونيو كولونا، أرستقراطيّ إيطاليّ كان نائب الملك في صقلية وشارك في معركة ليبانتو 1571 ضدّ العثمانيّين.

كانت معركة فيينا سنة 1683 والتي هُزم فيها العثمانيّون حاضرة أيضاً إضافة إلى اسمي القائد العسكريّ البولوني الذي شارك فيها فيليكس كازيمييرز بوتوكي وإرنست روديغر فون ستارهبرغ، الذي كان حاكمها العسكريّ.

دميتري سينيافين: أدميرال بحري روسيّ (1763 – 1831) أشرف على بناء قاعدة بحريّة في سيفاستوبول وشارك في المعارك ضدّ العثمانيّين. ورُفع له نصب تذكاريّ في الميناء نفسه الواقع في شبه جزيرة القرم، منذ حوالي خمس سنوات.

إدوارد كودرينغتون، أدميرال بحريّ بريطانيّ (1770 – 1851) شارك في حرب الاستقلال اليونانيّة التي هزم فيها البريطانيّون والفرنسيّون والروس العثمانيّين سنة 1827.

بالعودة إلى العصر الحديث، كتب تارانت اسم جوزويه إستيبانيز دي لا هيا، جنديّ إسبانيّ كان متوجّهاً إلى مظاهرة قوميّة، وقع في إشكال مع متظاهرين مناهضين للفاشيّة فقتل أحد الشيوعيّين وجرح آخرين في تشرين الثاني 2007 فحُكم بالسجن لمدّة 26 عاماً. وذكر أيضاً الرقم 14 وهو رمز يستخدمه العنصريّون البيض لجملة مؤلّفة من أربع عشرة كلمة بالإنكليزيّة ومفادها: "يجب علينا أن نؤمّن وجود شعبنا ومستقبلاً للأطفال البيض".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم