الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

رجل خدع زوجته 62 عاماً مدّعياً أنّه أصمّ وأبكم؟ هنا القصّة الحقيقيّة

المصدر: "النهار- Snopes"
رجل خدع زوجته 62 عاماً مدّعياً أنّه أصمّ وأبكم؟ هنا القصّة الحقيقيّة
رجل خدع زوجته 62 عاماً مدّعياً أنّه أصمّ وأبكم؟ هنا القصّة الحقيقيّة
A+ A-

الخبر الغريب يجول ويصول منذ ايام على وسائل التواصل الاجتماعي، بالانكليزية والفرنسية... ومنذ ساعات بالعربية، مستقطبا اهتماما واسعا على حسابات وصفحات لبنانية واجنبية. "الزوجة اكتشفت ان زوجها لم يكن أصمّ وأبكم بعد 62 سنة من الزواج به". "الزوج ادعى طوال هذه السنوات انه أصمّ ليتجنب الاستماع الى ثرثرتها". نعم، "حدث في أميركا"، وفقا لبوستات متناقلة، و"سيدة اوسترالية ترفع على زوجها دعوى طلاق..."، وفقا لأخرى. والتعليقات اشتعلت، نظرا الى غرابة الخبر و"طرافته" بالنسبة الى كثيرين.

هل غشّ رجل زوجته طوال 62 عاما بالادعاء انه أصمّ وأبكم ليتجنب الاستماع الى "ثرثرتها المزعجة"؟ الجواب: لا، هذا الخبر كاذب، مفبرك. وقد استعان بصورة لزوجين اميركيين خلال مثولهما امام محكمة في بالم بيتش، من اجل تقسيم ممتلكاتهما الهائلة بينهما.

منذ ساعات، تكثّف تناقل الخبر. في احد البوستات، كُتِب: "تزوجت به وهو أخرس (أبكم)، وتعلمت لغة الاشارة من اجله. واستمر زواجهما 62 سنة، أنجبت منه اولادا، والأولاد صاروا آباء وامهات، لتكتشف في النهاية انه كان يكذب، وأنه كان يمثل طيلة هذه المدة، وهو ليس بأخرس، بل كان قادرا على التكلم! دخلت عليه ذات يوم فجأة، وكان سكران، فاقد الوعي، ورأته يغني! رفعت عليه دعوى طلاق، وقال الرجل في افادته للقاضي: "لم اقصد خداعها، فانا احبها. كل ما في الامر أنني انسان هادئ، واحب الهدوء. أما هي، فثرثارة ومزعجة، فاضطررت الى التمثيل".

وفي بوست آخر، "سيدة اوسترالية ترفع دعوى طلاق، لأنها اكتشفت، بعد 62 سنة زواج، أن زوجها لم يكن أصم وأخرس، وأنه كان يدعي ذلك كي يتجنب الاستماع اليها". وقد ارفقت البوستات بصورة مزعومة للزوجين.

في حقيقة الامور، بدأ انتشار هذا الخبر في آذار 2019، انطلاقا من الموقع الالكتروني World News Daily Report -WNDR. وفي تفاصيله، ان "رجلا من واتربري في ولاية كونيتيكت الاميركية يواجه دعوى طلاق رفعتها عليه زوجته لاكتشافها انه لم يكن اصم وابكم، وانه ادعى انه أبكم واصم طوال اكثر من 62 سنة ليتجنب الاستماع اليها. ووفقًا لأوراق الطلاق، لم يقل باري داوسون، البالغ 84 عامًا، كلمة واحدة أمام زوجته دوروثي البالغة 80 عامًا، خلال العقود التي عاشاها معًا. وقد تعلمت السيدة داوسون لغة الإشارة، لتتمكن من التواصل مع زوجها. لكنها تقول إنه لم يكن يتواصل بالفعل معها". وللزوجين "ستة اولاد وثلاثة عشر حفيدًا. وكانوا جميعًا مقتنعين أيضًا بأن السيد داوسون كان أصمّ".

عندما كان السيد داوسون في المنزل، "كان هذا الوغد يدعي انه اصم"، على ما ينقل الخبر عن السيدة داوسون. وقد اكتشفت حقيقة الامر عندما "شاهدت فيديو له على اليوتيوب وكان يغني خلال امسية كاريوكي في حانة، بينما كان من المفترض أن يكون في اجتماع لجمعية خيرية. وفهمت كل شيء". ويتضمن الخبر ايضا تصريحا لمحامي الزوج، "روبرت سانشيز"...

في الواقع، كل هذه القصة من اختراع موقع WNDR. القصة خيالية، والموقع يعلن بوضوح انه ينشر "اخبارا ساخرة، وخيالية". ويكتب: "كل الشخصيات التي تظهر في المقالات المنشورة في هذا الموقع - حتى تلك القائمة على أناس حقيقيين- خيالية بالكامل. وأي تشابه بينها وبين أي شخص، اكان حياً أم ميتاً أم غير ميت، معجزة بحتة".

وغالبًا ما تكون المقالات المنشورة على الموقع مصحوبة بصور مقتطعة من مقالات إخبارية حقيقية نشرت على مواقع أخرى. في هذه الحالة، استخدم موقع WNDR صورًا لزوجين فعليين في فلوريدا، متزوجين منذ 67 سنة. وقد استحقت دعوى الطلاق بينهما عام 2017 نشر مقالات عنها بسبب الممتلكات العقارية الهائلة التي توجب على المحكمة تقسيمها بينهما، والتي قدّرت قيمتها بـ550 مليون دولار.

الصورة التي يتم تناقلها حاليا على انها للزوجين داوسون المزعومين، نشرت في 13 تموز 2017، وتعود للزوجين بورت ولوسيل هاندلسمن Burt & Lucille Handelsman.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم