الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

لاجئة كرديّة قد تغيّر حياتنا جميعاً في المستقبل!

جاد محيدلي
لاجئة كرديّة قد تغيّر حياتنا جميعاً في المستقبل!
لاجئة كرديّة قد تغيّر حياتنا جميعاً في المستقبل!
A+ A-

تكرّمت فانيا اسماعيل من قبل مؤسسة "ابتكارات المملكة المتحدة"، بعد فوزها بجائزة "النساء المبتكرات" في المملكة المتحدة لعام 2019، لابتكارها طلاءً خاصاً بالأكواب الورقية لجعلها قابلة للتدوير وللتخلص من الأكواب البلاستكية التي تستخدم لمرة واحدة فقط. وثبُت أنه في حال تعميم هذه التقنية ستتخلّص بريطانيا، ولاحقاً العالم، من معضلة التلوث البيئي الذي تسبّبه نفايات الأكواب البلاستيكية، والتي يتجاوز عددها في المملكة وحدها 90 مليون في العام الواحد. وبالتالي تكون فانيا قد حلّت مشكلة لا بل كارثة تهدّد العالم. وفي هذا الإطار، منحتها المؤسسة مبلغ 50 ألف جنيه إسترليني، إلى جانب حزمة من البرامج واللوازم بغية مساعدتها في السير قدماً في ابتكارها، كما تعاقدت المؤسسة مع جميع مدارس المملكة المتحدة، لنشر الدرع البنفسجي الذي يرمز لإنجازات المرأة، من أجل تحفيز الشابات في بريطانيا على الابتكار والإبداع وتشجيعهن على الاقتداء بها من أجل المساهمة في الاختراع وخاصة في المجال العلمي. فمن هي فانيا؟

هي فانيا اسماعيل، عمرها 48 عاماً، أنهت دراستها الجامعية في جامعة صلاح الدين في مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، حيث نشأت وترعرعت. درست الكيمياء هناك وتخرجت بتفوق عام 1992، ثم لجأت مع عائلتها بعد حرب الخليج عام 1993 إلى المملكة المتحدة عندما كانت في عمر الـ 24. وتنحدر فانيا من عائلة متعلمة مكوّنة من أربع أخوات وخمسة إخوة، وكان والدها من أوائل أبناء الإقليم الذين درسوا الشريعة الإسلامية في الأزهر بمصر. وتقول فانيا لـBBC: "زواجي وإنجابي لثلاثة أبناء لم يمنعني من متابعة مسيرة طموحاتي في الكيمياء، وفي الوقت نفسه، لن يشغلني طموحي عن قيامي بمهامي وواجباتي كأمّ، ولن أتوقف عن التفكير في تحويل أفكاري إلى شيء عملي. المسألة ببساطة هي خلق توازن بين الواجبات العائلية والواجبات المهنية".

وفي تفاصيل الإختراع، ابتكرت فانيا اسماعيل، الرئيسة التنفيذية والمؤسسة لشركة Coating and Advanced Material Sol-Gel، مركّباً جديداً، وهو عبارة عن محلول كيميائي ينتج جزئيات صغيرة تدخل في صناعة الأكواب الجاهزة في درجة حرارة الغرفة. وتُدعى هذه التكنولوجيا "Sol-Gel" وهي تجعل أكواب القهوة الجاهزة مقاومة للماء دون الحاجة إلى إدخال مادة البلاستيك في صناعتها. يشار إلى أن كميات هائلة من مخلّفات البلاستيك تتراكم في البحر المتوسط، ونحو ألف طنّ من المواد البلاستيكية تطفو على سطح البحر، معظمها بقايا زجاجات وحقائب وأغلفة وأكياس. كما عُثر مؤخراً على مواد بلاستيكية في بطون الأسماك والطيور والسلاحف والحيتان والمحار، وبلح البحر الذي ينمو على سواحل شمال أوروبا. ولكن يمكن لهذه التكنولوجيا الجديدة أن تخلّص البيئة من التلوّث في المستقبل.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم