النواب البريطانيون يواجهون ماي: تصويت على "بريكست" من دون اتفاق

يصوّت النواب البريطانيون، اليوم، على خروج فوضوي محتمل للمملكة المتحدة من الإتحاد الأوروبي من دون اتفاق بعد 16 يوماً، غداة رفض المشرعين بغالبية ساحقة اتفاق #بريكست المعدل.

ويتوقع أن يصوت مجلس العموم برفض الانسحاب دون اتفاق، رغم أنّ ذلك الاحتمال لا يزال خياراً تلقائياً في 29 آذار الجاري ما لم يتم التوصل لبديل.

ورفض النواب، أمس الثلثاء، للمرة الثانية اتفاقاً تم التوصل إليه بين بروكسيل ورئيسة الحكومة تيريزا ماي رغم حصولها على ضمانات في اللّحظة الأخيرة من مسؤولي الاتحاد الأوروبي بشأن نقاط شائكة.

ويسعى بعض المشككين في مؤسسات الإتحاد الأوروبي لإنهاء عضوية لبريطانيا عمرها 46 عاماً في الإتحاد الأوروبي دون اتفاق.

بدورها، أعلنت لندن أنها ستلغي رسوماً على ما نسبته 87 في المئة من السلع المستوردة، ولن تقوم بعمليات تفتيش جمركي على الحدود مع إيرلندا في حال غادرت بريطانيا الكتلة الأوروبية دون اتفاق.

وتهدف الخطة الموقتة إلى تفادي ارتفاع أسعار الواردات من الإتحاد الأوروبي وتعطّل خطوط التموين فور مغادرة بريطانيا الإتحاد.

وسيتم فرض رسوم جمركية، لكن مخفضة، على بعد المنتجات الزراعية، مثل لحم البقر والخنزير ومشتقات الحليب لحماية المنتجين البريطانيين.

وفي حال صوت النواب بالموافقة على الخروج من دون اتفاق، تعتزم الحكومة دعوة مجلس العموم لتصويت آخر غداً الخميس بشأن طلب إرجاء بريكست.

من جهتها، حذرت ماي النواب قائلة أنّ "التصويت برفض المغادرة دون اتفاق وإرجاء (مهلة بريكست) لا يحلان المشكلات التي نواجهها".

وأضافت "الإتحاد الأوروبي يريد معرفة كيف سنستفيد من إرجاء كهذا، وعلى هذا المجلس أن يرد على ذلك السؤال"، متسائلةً: "هل يرغب (البرلمان) في إبطال المادة 50؟"، في إشارة إلى البند الذي أطلق عملية بريكست. وأضافت: "هل يريد إجراء استفتاء ثان، أو يريد المغادرة باتفاق غير هذا الذي تم التوصل إليه؟"، مؤكّدةً أنّها "خيارات لا يُحسد عليها ولكن... لا بد من مواجهتها الآن".

وستقدم مجموعة من المشرعين مقترحاً بديلاً لإرجاء بريكست حتى 22 أيار المقبل، وإبرام عدد من الاتفاقات الموقتة مع الاتحاد الأوروبي تستمر حتى 2021.

إلّا أنّ كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي في ملف بريكست ميشال بارنييه أشار إلى أنّ "بروكسيل فعلت كل ما بوسعها وعليها الآن الاستعداد لاحتمال خروج فوضوي"، مغرّداً على موقع "تويتر": "المأزق يمكن حله فقط في المملكة المتحدة".

وبعد أن تطلع حكومتها على الخطوات التالية، من المتوقع أن ترد ماي على أسئلة البرلمان، ويلي ذلك إطلاع وزير المالية فيليب هاموند البرلمان على تطورات الميزانية السنوية.

وسيتضمن الإعلان المتعلق بالميزانية آخر التوقعات لنمو المملكة المتحدة، ويتوقع أن يتم تخفيضها وسط الشكوك المرتبطة ببريكست ورياح معاكسة للاقتصاد العالمي.

بدورها، دعت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل "النواب البريطانيين إلى عدم اختيار الخروج من الإتحاد الأوروبي دون اتفاق"، معتبرةً أنّ "بريكست منظّم من مصلحة الجميع ويبقى الهدف المرجو".

وأكّدت ميركل، خلال مؤتمر صحافي خلال زيارة نظيرها من لاوس، أنّه "من مصلحتنا المشتركة التوصل إلى خروج منظم لبريطانيا" من الإتحاد الأوروبي.

من جهةٍ أخرى، سجل الجنيه الإسترليني ارتفاعاً طفيفاً بعد خسائر حادة أمس الثلثاء، كما سجلت أسهم بورصة لندن هبوطاً لدى بدء التداول اليوم، اذ خسر مؤشر فوتسي-100 ما نسبته 0,3 بالمئة ليسجل 7,131.23 نقطة مقارنة بالإغلاق.

وكان النواب، رفضوا في كانون الثاني الماضي اتفاق بريكست المكون من 585 صفحة بفارق تاريخي بلغ 230 صوتاً.

ورغم أنّ بعض المشككين بالإتحاد الأوروبي غيروا رأيهم، إلّا أنّ ماي فشلت في إقناعهم بإدخال تغييرات جوهرية على الإتفاق، وكانت الهزيمة فادحة بالأمس أيضاً، إذ بلغ الفارق في الأصوات 149 صوتاً.

وفي حال صوت النواب مجدداً برفض الإنسحاب من دون اتفاق وأرادوا إرجاء بريكست، فإنّ على الأعضاء الآخرين في الإتحاد وعددهم 27 دولة، أن يوافقوا على ذلك. إضافةً إلى أنّ قمتهم المقبلة مقررة في 21-22 الجاري، وأنّ أي إرجاء لبريكست قد يكون لفترة قصيرة.

من جهته، قال رئيس المفوضية الأوروبي جان-كلود يونكر أنّ بريكست "يجب أن ينجز قبل الانتخابات الأوروبية" نهاية أيار المقبل.