الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

بصورة مرسومة... سبعينية تبحث عن ابنها منذ 35 عاماً (فيديو وصور)

المصدر: "النهار"
المنيا-مصر- أحمد علم الدين
بصورة مرسومة... سبعينية تبحث عن ابنها منذ 35 عاماً (فيديو وصور)
بصورة مرسومة... سبعينية تبحث عن ابنها منذ 35 عاماً (فيديو وصور)
A+ A-

إذا حاولت أن تزور صعيد مصر مستقلًا سيارة، متخذاً الطريق الزراعي للوصول إليها، حتماً ستمر بمحافظة المنيا وتحديداً قرية "أبيوها"، تلك القرية الكائنة على الطريق الزراعي القاهرة – أسوان. فعلى جانبي الطريق تخطف ناظريك بعض الأمتعة في جوار مسجد القرية، تتوسطها سيدة سبعينية نائمة هائمة تحلم بعودة شخص اسمه عبدالرحيم، حاضنةً صورته المدوّن عليها "ابني عبدالرحيم" ، فإذا حاولت الاقتراب منها تفزعك بسؤالها "ما شفتش صاحب الصورة دي؟".

"النهار" اقتربت منها لترصد رواية أم ظلت تبحث عن نجلها قرابة 35 عاماً بين شوارع وأزقة محافظات الصعيد.

"نفسي أشوفه قبل ما أموت". بتلك العبارات الحزينة بدأت تسرد ليلى محمد السيد مأساتها: "لست من أبناء محافظة المنيا وإنما من مواليد 1949... ولدت بمحافظة قنا، تزوجت فى سن العشرين من فلاح بسيط لم يملك من حطام الدنيا شيئاً سوى رزقه، فكان مزارعاً بالأجرة. في الشهر الأول من زواجي زفتني قابلة البلد بنبأ حملي، تحملت الصعاب، فكنت مصابة بالضغط والسكر حينذاك، وبعد 9 أشهر أكرمني الله بعلي الابن الأكبر.  وبعد مرور 7 سنوات توفي زوجي وكنت فى هذا التوقيت حاملاً في ابنى عبد الرحيم... توفي زوجي ولم يترك لي سوى الديون. عاماً تلو آخر تراكمت قيمة إيجار الشقة. اتخذت من الشارع ملجأً لي ولطفلي عبدالرحيم الذي كان قد أكمل السنة الثالثة من عمره. في ذلك التوقيت بدأ نجلي الأكبر ابن العشر سنوات يسير على خطى أصحاب السوء، واتخذ طريقاً غير مشروع لجمع المال، فأصبح طفلي عبد الرحيم هو ونيسي الوحيد في الدنيا".

"احتفلت بعيد ميلادي الثلاثين أنا ونجلي عبد الرحيم على أرصفة شوارع محافظة قنا. وذات ليلة اقترب مني رجلان وأنا جالسة في الشارع واقترحا عليّ أن أضع عبدالرحيم فى مكان أشبه بملجأ، مؤكدين أن الطفل يحتاج إلى رعاية من نوع خاص، وهناك سيتلقى جميع أنواع الاهتمام من مأكل وملبس ومشرب، وبين وقت وآخر تأتي إلينا وتطمئني عليه. بالفعل اقتنعت بحديثهما وتوجّهت معهما وأخذا مني عبدالرحيم ، وكنت بين الحين والآخر أتوجّه لرؤيته، وذات يوم لم أجد عبدالرحيم هناك".

"جن جنوني. فين عبدالرحيم... وديتوا ابني فين. ابني يا ناس"، لم أدرِ بما كنت أصرخ به في وجههم، كل ما كنت أسعى إليه معرفة طريق عبدالرحيم. هنا كانت الصدمة حينما ردّ أحدهم: "راح عند ناس تربيه أحسن تربية وتعلمه فى أحسن المدارس. لم أشعر بجسدي حين سقط على الأرض من هول الحديث. حاولت أن أستعيد وعيي لكي أعلم أين ذهب نجلي".

"خرجت من المؤسسة وأحمل بين يدي عنواناً مبهماً "الزمالك القاهرة"، استغلوا عدم إدراكي، ركبت قطاراً وتوجّهت إلى القاهرة، من شخص إلى آخر وصلت إلى المنطقة، ولم أعلم أين تسكن تلك العائلة المجهولة. بعد شهر تقريباً عدت إلى قنا، وفوجئت بأنّ المؤسسة مغلقة ولا يعلم أحد أين ذهبوا. من هنا أخذت على عاتقي رحلة البحث عنه التي استمرت 35 عاماً من مركز إلى آخر، ومن قرية إلى أخرى. ومن محافظة إلى محافظة. اتخذت من أرصفة الشوارع والأزقة والحواري مسكناً لي، وذات ليلة أكرمنى الله تعالى بأحد الشباب الجامعيين فى أسيوط وقام برسم صورة لعبدالرحيم، وفق الأوصاف التي سردتها له، وبالفعل رسم الصورة وهي تشبه عبد الرحيم وحتى الآن لا أجده".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم