الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

قرية لا يرتدي سكانها الأحذية خوفاً من اللعنة!

جاد محيدلي
قرية لا يرتدي سكانها الأحذية خوفاً من اللعنة!
قرية لا يرتدي سكانها الأحذية خوفاً من اللعنة!
A+ A-

عادات وتقاليد غريبة تنتشر في مختلف بلدان العالم، لكن ما يحصل في قرية أندامان الهندية يُعتبر الأكثر غرابة. القرية تقع في ولاية تاميل نادو جنوبي الهند على بُعد 450 كيلومتراً من مدينة تشيناي عاصمة الولاية، وهي المسافة التي يمكن أن تقطعها السيارة في نحو سبع ساعات ونصف الساعة. وتعيش في القرية 130 أسرة تعمل غالبية أبنائها في حقول الأرز القريبة. موخان أروموغام، البالغ من العمر 70 عاماً، يصلّي تحت شجرة ضخمة عند مدخل القرية، يرتدي قميصاً بيضاء اللون، ويلفّ ثوباً حول خصره، يقول إن القصة التي تميزت بها القرية قد بدأت تحت تلك الشجرة القريبة من نبع رائق وحقول خضراء زاهية وطرق بدائية، إذ إنه انطلاقاً من تلك البقعة تحديداً يخلع سكان القرية نعالهم ويحملونها في أيديهم قبل مواصلة السير باتجاهها. جميع من في القرية لا يرتدي الأحذية، ولا يستثنى من ذلك سوى كبار السن والمرضى.

وبحسب ما تروي BBC، فعند دخولك القرية، تشعر بالدهشة لرؤية الأطفال والشباب وهم يهرعون إلى المدرسة، والأزواج وهم يذهبون إلى العمل حاملين أحذيتهم في أيديهم، وكأنها من الكماليات مثل حقائب اليد. لا أحد يرتدي الحذاء ولو حتى كانت الحرارة مرتفعة جداً. آنبو نيثي، صبي في الصف الخامس، من بلدة تبعد خمسة كيلومترات، يقول: "أمي أخبرتني بأن إلهة شديدة البأس تدعى موثيالاما تحمي قريتنا، ونحن نسير حفاة إجلالاً لها. أستطيع إن أردت ارتداء الحذاء، لكني سأكون غريباً عن الجميع". هذا التبجيل والإيمان هو ما يميّز القرية عن غيرها، إذ لا توجد أماكن أخرى تطبّق هذه القاعدة التي لا تُعدّ فرضاً دينياً بل إرث قديم مبعثه الحبّ والإجلال.

يقول كاروبيا باندي، البالغ من العمر 53 عاماً ويعمل دهّاناً: "نحن الجيل الرابع من سكان القرية ممن دأبوا على التصرف بهذا الشكل". وهو دائماً ما يحمل حذاءه، لكن زوجته، بتشياما، البالغة من العمر 40 عاماً والتي تعمل في حصد الأرز، تقول إنها لا ترتدي أي شيء في قدميها إلا حين تخرج من القرية. وتشير بتشياما إلى أن "سكان القرية يوضحون هذا الأمر لأي شخص غريب يزور القرية للمرة الأولى، لكن لا يوجد شيء يلزمه بتطبيق هذه العادة". وتقول السيدة إنها لم تجبر أياً من أبنائها الأربعة، الذين يعملون في مدن قريبة، على تطبيق هذه العادة، لكنهم يلتزمون بها من تلقاء أنفسهم حين يأتون لزيارة العائلة.

ويُخبر بعض أهالي القرية عن "أسطورة تقول إن أي شخص لا يلتزم بهذا الأمر سيصاب بحمى غريبة. نحن لا نخاف من تلك النبوءة، لكننا اعتدنا أن نتعامل مع قريتنا وكأنها حرم وامتداد لأرض المعبد. ويقال إنه قبل سبعين عاماً نصب سكان القرية أول تمثال من الطين للإلهة موثيالاما تحت شجرة على مشارف القرية، وبينما كان الكاهن يزين الإلهة بالجواهر والناس يتعبّدون، تجاوز شاب التمثال مرتدياً حذاءه، ولم يُعرف إن كان قد قصد توجيه إهانة للإلهة أم لا، لكن يُحكى أنه تعثر ووقع وأصابته تلك الليلة حمى غير معروفة لم يتعافَ منها إلا بعد شهور عدة. ومنذ ذلك الحين، والناس لا ينتعلون الأحذية، وأصبح الأمر على هذا المنوال".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم