عندما أختنق

رحت أمشي في شوارع بيروت،

الليل أنام الناسَ في البيوت

يا لها من سكينة خالية من السموم

ليت النهار يكون بهذا الهدوء

فلا يُقتل ولا يُسرق ولا يتأذى أحد.

وحدي أرى جمال ما خلّفته الأيام تحت الغيوم

وحدي استنشق هواء الحرج والبرد الحنون

في كل مبنى من المباني قصص وأمور

لا يعلم بها أحد حتى ولو بكت الجفون.

وراء تلك الجُدُر أحلامٌ تُصنع أو صراخ يعلو

ولا أرى سوى النوافذ الداكنة التي تحجب خيالي

ولا يزال الناس يسألوني لمَ تمشي في الليالي؟

أمشي لكي أرى الجانب الآخر للأماكن

الجانب الذي لا أخشى فيه العبور بين الشوارع

الجانب الذي لا أرى فيه ما لا تريد أن تراه عيني

الجانب الذي لا مكان فيه لضجيج الناس

الجانب الذي تحيا فيه الأحلام وينام فيه الواقع.