الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

هل مؤشرات الإنفلونزا ما زالت ضمن المعدل في لبنان؟

ليلي جرجس
ليلي جرجس
هل مؤشرات الإنفلونزا ما زالت ضمن المعدل في لبنان؟
هل مؤشرات الإنفلونزا ما زالت ضمن المعدل في لبنان؟
A+ A-

أُدخل الياس الى المستشفى نتيجة انسداد رئوي، حالته الصحية فرضت عليه البقاء هناك لأيام عدة. لم تكن زوجته لتتركه للحظة، بقيت معه في المستشفى إلى ان التقطت عدوى هناك وفق ما روت ابنتها نضال. من صحة الوالد الى صحة والدتها التي أصيبت بالإنفلونزا (H1N1 A) ونقلت العدوى الى المريض الموجود في الغرفة نفسها والى ابنها.

تروي ابنتها كيف جرت الأمور بسرعة معهم "أدخلنا والدي بسبب انسداد رئوي، لكن سرعان ما أصبحت امي مريضة بسبب اصابتها بالإنفلونزا وهي داخل المستشفى الأمر الذي تسبب بانتقال الفيروس الى مريض وابنها. اليوم ادخلت شقيقي الى مستشفى آخر لتلقي العلاج. ولكن عائلتي ليست الوحيدة، هناك كثر يقبعون في المستشفيات نتيجة الفيروسات والإنفلونزا التي لا تفرق بين كبير وصغير. وكأنها موجة تضرب الجميع، لم يسلم أحد منها".

تكثر الأحاديث حول زيادة الفيروسات ودخول المرضى الى المستشفى نتيجة الرشح او فيروسات اخرى، حتى الأطباء عندما تستشيرهم عن حالة طبية يكون الجواب" هيدا فيروس كل العالم هيك، المستشفيات مليانة".

لكن لم تعد الإنفلونزا كما كانت في السابق ترعب الناس، أصبحت مثلها مثل باقي الفيروسات الموسمية، يشير الاختصاصي في الطب العام الدكتور رجا دقيق الى ان "الإصابة بالإنفلونزا لم ترتفع او تزيد مقارنة بالسنوات الماضية لكن المشكلة في المضاعفات الناتجة من الرشح وطول المدة الزمنية للشفاء منه. لطالما كانت الإنفلونزا تظهر في هذا الفصل، لم يُسجل ارتفاع او ارقام إضافية في الإصابات، إلا ان الجدير بالتوقف عليه يتمثل بما يُسبب هذا الرشح من مضاعفات لا سيما في القصبة الهوائية والإلتهاب الرئوي".

كما يلفت دقيق الى ان "السفر الى بعض الدول العربية كمصر وتركيا تزيد من مخاطر الإصابة بفيروسات جديدة ليست موجودة في لبنان كالرشح التركي الشبيه بفيروس التوكساكي".

"لذلك أهمية عدم إهمال الأعراض واللجوء الى الطبابة الذاتية بدل استشارة الطبيب"، وفق دقيق، "وككل رشح او فيروس تبدأ الأعراض خفيفة قبل ان تشتد وتطور وبعضها يتهدد الحياة".

الأعراض الأولية:

* حرارة

* ألم في الحنجرة

* ألم في العضلات

* ارهاق وتعب

لذلك على المريض البقاء في المنزل والتزام الراحة التامة حتى يسترجع نشاطه وقوته وتفادي تطور الأعراض والمضاعفات او انتقال العدوى الى الآخرين. اذا لم يتحسن المريض خلال 48 ساعة، فعليه مراجعة الطبيب لتلقي العلاج وعدم اللجوء الى الصيدلية ومداواة نفسه لأننا لا نعرف ما يُخبئه هذا الفيروس من خبايا ومفاجآت".

لكن متى يُسبب الإنفلونزا مضاعفات خطيرة تتهدد الحياة؟

في حديث سابق مع الاختصاصي في الأمراض الصدرية الدكتور جورج خياط يشرح مضاعفات الإنفلونزا على المريض، ومن الفئة الأكثر عرضة لمضاعفات وخطر الفيروس على حياتهم.

يؤكد خياط ان "فيروس H1N1 هو نوع من الرشح لا يؤثر على جميع المرضى بالدرجة نفسها. يتسبب الفيروس عندما يضرب الرئة بردة فعل، ولا يكون لردة الفعل هذه أي حل طبي. في الرئة هناك دم وهواء ووظيفة الرئة تمرير الاوكسيجين الى داخل الرئة واخراج ثاني أكسيد الكربون الى الخارج. هذا الفاصل يتحكم به غشاء داخلي يمنع وصول الماء في شرايين الرئة الى داخل الرئة. إذا ان التهاب الرئة ممكن ان يؤدي الى هذه الحالة، لاسيما اذا كان الالتهاب فيروسياً، لأن معظم الفيروسيات لا علاج فعالاً لها".

"ان الالتهاب القوي من شأنه ان يُضعف الرئة، ويُسبب ردّات فعل مختلفة وفق كل مريض. هذه المضاعفات تزيد وتصبح خطيرة عندما يكون المريض متقدماً في العمر، أو يعاني من أمراض مزمنة كالسكري، الضغط ومشاكل في القلب..." وفق خياط الذي يتابع "إن الالتهاب أنهك الرئة ولم يعد يصلها الأوكسيجين مما أضعف عضلة القلب وتسبب بتوقفه. ويجب الاشارة الى ان الـECMO ليس علاجاً لالتهاب الرئة، وانما تعويض مساعد (تنفس اصطناعي) الى حين استرجاع الرئة عافيتها وصحتها. هي لا تعالج الرئة وإنما مساعدة المريض على تمرير هذه الفترة وأحياناً تفشل في دورها بحسب حالة المريض".

لا علاج للفيروسات

ويشرح ان فيروس H1N1 لم يتغيّر لكن ردّة فعل الناس تجاهه اختلفت. في الماضي أثار هذا الفيروس هلع الناس بطريقة غير طبيعية، لكن الحقيقة انه فيروس كسواه يمكن ان يمرّ مرور الكرام في حياة بعض المرضى ويسبب الوفاة لبعض الأشخاص بحسب وضعهم الصحي العام. ليس هناك قاعدة عامة، وإنما لكل حالة خصوصيتها. تتوافر اليوم إمكانات علاجات اكثر من الماضي، لكن هذه العلاجات غير قادرة على التنبؤ بالمضاعفات التي قد تحصل. المشاكل الناتجة من التهاب الرئة لا يمكن لأحد التعرف إليها أو توقّعها، لذلك نعمد إلى ضبط هذه المضاعفات قدر المستطاع، ولكن نعجز عن منعها.

من هنا يشدد على "اهمية اللقاحات للتخفيف من حدّة المضاعفات، لا سيما عند الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الرئة او كبار السن او المدخنين. صحيح ان اللقاح لا يمنع الاصابة بالفيروس، لكنه يخفف من المضاعفات واعراضها. في ظل موجة الفيروسات، يجب عدم اهمال اي عارض لا سيما الحرارة المرتفعة لأكثر من 3 ايام وضيق التنفس واستشارة الطبيب فورا. كما يجب الوقاية من خلال اللقاحات، لأنه للأسف في كثير من الحالات الفيروسية ليس هناك علاج لها".

لكن ماذا تقول وزارة الصحة؟ وهل مؤشرات الإنفلونزا ما زالت ضمن المعدل في لبنان؟

تؤكد رئيسة برنامج الترصد الوبائي في وزارة الصحة الدكتورة ندى غصن في حديثها لـ"النهار" أن "اعداد الاصابات لم ترتفع او تتغير مقارنة بالسنوات السابقة، وفق المؤشرات الأسبوعية التي تقوم بها الوزارة. فالمؤشرات الوبائية حتى الآن ضمن المعدلات المتوقعة، في حين سُجل ارتفاع في نسبة تأثير الفيروس على الشخص من دون ارتفاع في عدد الوفيات نتيجة الفيروس. لذلك لا داعي للقلق، اذ هذا الفيروس هو فيروس موسمي ومعروف بأنماطه، والأهم ان أنماط الإنفلونزا الموجودة في لبنان ليست قوية او خطيرة وهي محصورة بالـH1N1 و الإنفلونزا (A h3n2).

وأشارت غصن الى ان "ليس هناك قاعدة عامة، وإنما لكل حالة خصوصيتها. لا يتأثر الأشخاص بالطريقة نفسها، علينا ان نعرف ان هناك بعض الأشخاص معرضين أكثر من غيرهم لمضاعفات هذا الفيروس على صحتهم لا سيما كبار السن والأطفال والأشخاص الذين لديهم مناعة ضعيفة، المرأة الحامل، العاملين في القطاع الصحي والأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة. لذلك نجدد التعميم على المستشفيات والإرشادات والنصائح للوقاية من الفيروسات بالمجمل وليس فقط الإنفلونزا".

كيف نتجنب الإنفلونزا؟

يمكن اتخاذ بعض الخطوات البسيطة الأخرى لتفادي الإنفلونزا من خلال:

- عدم لمس العينين والأنف والفم، لأن الجراثيم تنتشر بهذه الطريقة.

- غسل اليدين كثيراً بالماء والصابون أو استخدام معقم يد كحولي عند عدم توافر الصابون والماء.

- إذا مرضت، فيمكنك منع الأشخاص الآخرين من الإصابة بالأنفلونزا من طريق الابتعاد عنهم.

- حاول تغطية فمك وأنفك عند السعال والعطس أيضًا.

متى تطلب المساعدة؟

عليك الحصول على مساعدة طبية طارئة، إذا كنت تعاني من:

- مشكلة في التنفس أو عدم التنفس.

- الشعور بالضغط أو الألم في صدرك أو في المعدة.

- عدم التوقف عن التقيؤ.

- الجفاف

- الشعور بالتشوش والاضطراب.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم