الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

سباق الدراجات الهوائية في إيطاليا (أ ف ب)

سباق الدراجات الهوائية في إيطاليا (أ ف ب)
سباق الدراجات الهوائية في إيطاليا (أ ف ب)
A+ A-

تظاهرت حشود كبيرة في العاصمة الجزائرية، لرفض ترشُّح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة (82 عاماً) لولاية رئاسيّة خامسة، على الرغم من أنّ بوتفليقة حذّر من "فوضى" و"فتنة".

ونُظّمت تظاهرات أخرى في باقي المناطق، خصوصاً في وهران، وقسنطينة ثاني وثالث أكبر مدن الجزائر، وفقاً لموقع "كل شيء عن الجزائر".

ويبدو أنّ الجزائريين لم يهتمّوا كثيراً بالرسالة التي وجّهها اليهم بوتفليقة الموجود في سويسرا لإجراء "فُحوص دَورية" من دون إعلان موعد عودته.

ويوم الخميس، حذّر بوتفليقة في رسالة لمناسبة اليوم العالمي للمرأة، من "الفتنة" و"الفوضى". ودعا إلى "الحذر من اختراق أية فئة غادرة داخلية أو أجنبية هذا التعبير السلمي (...) بما قد يؤدي إلى إثارة الفتنة وإشاعة الفوضى وما ينجر عنها من أزمات وويلات".

وتعني الرسالة عمليا أن رئيس الدولة الذي يعاني تداعيات جلطة دماغية أصيب بها عام 2013، لا ينوي التخلي عن الترشح لولاية خامسة في انتخابات 18 نيسان.

لكن لا يبدو أيضا أن المحتجين ينوون التراجع عن مطالبهم، رغم تحذيرات بوتفليقة الذي يعتبر أنصاره أنه الضامن للسلم الاجتماعي ومنقذ البلاد من "العشرية السوداء" (1992-2002)، ومن موجة اضطرابات ما عرف بـ"الربيع العربي".

وهي مخاطر ذكّر بها مرارا المعسكر الرئاسي، منذ أن بدأت حركة الاحتجاج التي لا سابق لها ضد بوتفليقة منذ انتخابه رئيسا عام 1999.

وقال سائق سيارة أجرة مساء الخميس إن القادة "لن يتراجعوا بسهولة، لكننا لن نتراجع أيضا".

ويتحدث جزائريون علنا وبكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي، عن الاحتجاج ونفاد صبرهم.

وانتشر على شبكات التواصل الاجتماعي هاشتاغ "حراك_8_مارس" في الأيام الاخيرة، والداعي الى تعبئة كبيرة في كل المناطق الجزائرية.

كذلك، انتشرت عبر الإنترنت "التوصيات الـ18 لمتظاهري الثامن من مارس (آذار)"، والتي تؤكد الطابع السلمي للتظاهر، وتدعو المحتجين الى جعل يوم الجمعة "يوم احتفال"، والتزود "بالمحبة والإيمان والأعلام الجزائرية والورود".

وبين هذه التوصيات التي وضعها الشاعر والكاتب لزهاري لبتر، "سلميا وبهدوء سأسير"، و"لن أرد على أي استفزاز"، و"سأعزل المخربين وأسلمهم الى الشرطة"، و"لن أرمي حجارة واحدة، ولن أكسر زجاجا واحدا"، و"بعد المسيرة (...) سأنظف" الشوارع.

كذلك، تمّ عبر شبكات التواصل الاجتماعي تنظيم مجموعات "الشارات الخضر" المؤلفة من متطوعين يتولون على الأرض توجيه المحتجين وتأطيرهم، لتجنّب كل تدافع وتقديم الإسعافات الأولية، خصوصا في حال إطلاق غاز مسيل للدموع، ثم تنظيف الشوارع بعد التظاهرات.

وفي بعض الأحياء على مشارف العاصمة، نظم أصحاب سيارات عمليات نقل لمن يرغبون في التظاهر وسط العاصمة، بسبب توقف عمل بعض خطوط المترو والترامواي اليوم.

وقالت سميرة كادا، عبر "الفايسبوك": "نريد أن يكون هذا الجمعة الثامن من مارس (آذار) يوم احتفال. ارتدوا أجمل ثيابكم، وكونوا جميلين من اجل الجزائر كي تفخر بأبنائها".

أشار التلفزيون الجزائري إلى إن قوات الأمن اعتقلت 195 شخصا خلال الاحتجاجات الحاشدة اليوم الجمعة، وأرجع الاعتقالات إلى أعمال منها النهب.


اندلعت صدامات بين الشرطة الجزائرية وآلاف المتظاهرين كانوا يحاولون الوصول الى مقر رئاسة الجمهورية، استجابة الى دعوات أطلقها نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتظاهر ضد ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة في الانتخابات المقررة في 18 نيسان.

ولم تعلن السلطات أرقاماً عن عدد المتظاهرين خلال التظاهرات التي جرت في عدة مدن وبلدات جزائرية دون أن تشهد صدامات، وفق ما أفادت الصحف الجزائرية.

واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع بعدما حاول المتظاهرون اختراق الطوق الأمني في الشارع المؤدي الى رئاسة الجمهورية في حي المرادية. ورد المتظاهرون برشق الشرطة بالحجارة، وفق مراسلي فرانس برس.

ونجحت الشرطة في في دفع المتظاهرين بعيدا لكن بعضهم واصل رمي الحجارة على عناصر الأمن التي أوقفت بعض المحتجين.

وفي ساحة البريد المركزي بوسط العاصمة الجزائرية عاد المتظاهرون للتجمع وقام بعضهم بإنزال صورة كبيرة للرئيس بوتفليقة كانت معلقة في واجهة مكتب حزب التجمع الوطني الديموقراطي الذي يتزعمه رئيس الوزراء أحمد أويحيى، وقاموا بتمزيقها والدوس عليها.


وعاد الهدوء في المساء بعد أن نجحت قوات الشرطة في تفريق المتظاهرين، فيما ظلت أعداد من رجال الشرطة منتشرة في وسط العاصمة، وفق مراسل لفرانس برس.

جرت التظاهرات في وسط العاصمة الجزائرية وفي عديد المناطق الأخرى استجابة لدعوات أطلقها ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي رغم منع التظاهر في العاصمة الجزائرية بقرار صدر في 2001 حيث تتصدى الشرطة لأي محاولة للتجمع او تنظيم مسيرة.

والحراك الحالي غير منظم وتم تلبية لما نشره مدونون عبر مواقع التواصل الاجتماعي من دعوات للتظاهر بعد صلاة الجمعة، ضد ترشح بوتفليقة لولاية خامسة يبدو واثقاً من الفوز بها.

في العاصمة، انطلقت التظاهرة مباشرة بعد صلاة الجمعة من عدة مساجد من وسط الجزائر والضواحي القريبة منها نحو ساحة "أول مايو" ثم سار المئات نحو ساحة البريد المركزي عبر شارع حسيبة بن بوعلي، دون ان يعترضهم أفراد الشرطة المنتشرين بقوة.

وردد المتظاهرون شعارات "لا بوتفليقة لا السعيد" في إشارة الى شقيقه السعيد بوتفليقة الذي يتم الحديث عنه كخليفة للرئيس. وكذلك "لا للعهدة الخامسة" و"بوتفليقة ارحل" و"أويحيى ارحل" ويقصدون رئيس الوزراء أحمد أويحيى أحد أهم المناصرين لاستمرار بوتفليقة في الحكم.

ثم انقسم المتظاهرون وأغلبهم من الشباب، الى عدة مجموعات صغيرة اعترضت الشرطة واحدة منها قرب ساحة البريد المركزي وطلبت من المشاركين تغيير المسار. وإضافة إلى الانتشار الكثيف على الأرض، حامت طائرة مروحية تابعة للشرطة منذ الصباح في أجواء العاصمة.

كما تم تنظيم مظاهرات في مناطق مختلفة من البلاد، خاصة في تيزي وزو وبجاية (شمال) وعنابة (شمال شرق) وورقلة (جنوب شرق) بحسب مواقع اخبارية جزائرية.

وذكرت صحيفة الوطن على موقعها ان "تجمعا ضخما شهدته بجاية قرب قصر الثقافة". وفي ورقلة "ردد آلاف المتظاهرين الشعب يريد اسقاط النظام" بحسب الصحيفة.

وتحدثت الصحافة الجزائرية كذلك عن تظاهرات بأعداد متفاوتة في كل من وهران وتيارت وغليزان بغرب البلاد وسطيف في شرقها.

وحذرت السلطات الجزائرية خلال الأيام الأخيرة من "ناشري الفوضى".

وتعود آخر مسيرة في العاصمة الجزائرية الى شباط/فبراير 2018 عندما كسر حوالى ألف طبيب قرار حظر التظاهر وتمكنوا من التجمع في ساحة البريد المركزي قبل أن تحاصرهم الشرطة.

يحكم بوتفليقة البالغ 81 سنة الجزائر منذ 1999 وقرر في بداية شباط الترشح لولاية رئاسية خامسة في الانتخابات المقررة في 18 نيسان، عبر رسالة شرح فيها برنامجه، واضعا حدا لشهور من التساؤلات.

ودارت التساؤلات حول قدرته البدنية على البقاء في الحكم منذ اصابته بجلطة في الدماغ في 2013 منعته من التحرك وأثرت على قدرته على الكلام.

وأشار بوتفليقة الى مرضه في رسالته قائلا "بطبيعة الحال لم أعد بنفس القوة البدنية التي كنتُ عليها، ولم أخف هذا يوما على شعبنا، إلاّ أنّ الإرادة الراسخة لخدمة وطني لم تغادرني قَطُّ، بل وستُمكنُني من اجتياز الصعاب المرتبطة بالمرض".

والخميس أعلنت الرئاسة الجزائرية ان بوتفليقة سيتوجه الأحد إلى جنيف لإجراء "فحوصات طبية دورية".

وكان أعيد انتخاب بوتفليقة باستمرار منذ 2004 بنسبة تفوق 80 بالمئة من الاصوات ومن الجولة الاولى .

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم