الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

‎أريد سريراً هادئاً لهذا القلق

عائشة العبدالله
‎أريد سريراً هادئاً لهذا القلق
‎أريد سريراً هادئاً لهذا القلق
A+ A-

‎أوهام صغيرة 

تعال اليوم فقط

‎أريدُ التماعاً خاطفاً

‎رجفةً تعبرُ ريشاً خفيفاً وتمّحي...

‎ضمّةً تطفو

‎مثل رغوةٍ على القلب

‎سكرةً قصيرة

‎وكافيةً لأنجو.

‎أريد سريراً هادئاً لهذا القلق،

‎يغفر سقطتنا على اسفلتٍ دبق،

‎جنون ارتمائنا على أخشاب مدببة،

‎عبثية اندساسنا تحت غطاء ممزق،

‎وتضفيرنا لخصلات الشوق الثائرة

‎أريد خطأً واحداً

‎أرتكبهُ على قلبك لينام الليل.

‎تعال فقط

‎لا يضرّ إن كنت وهماً

‎أحتاج أحياناً لرقّة السراب،

‎للمسةٍ تشي بالبلل على كتف مجففة

‎لقبلة حقيقية

‎حتى وإن كانت

‎على هيئة أوهامٍ صغيرة.


أصدقاء

بالأمس

فقدت اثنين من أصدقائي،

ذراعيّ اليمنى واليسرى على وجه التحديد،

كانت العاصفة تهشّم روحي

ولأني لم أمتلك يداً لأدفعها

ولا لأجلو الغبار عن عيني

سقطتُ من فرط العمى

أزحف على بطني فوق صخرةٍ بائسة

ودموعي تنهمرُ في فداحة العطش

ولا أملك ذراعا ترتفعُ حتى تمسحها

بالأمس

صفعت الباب على وجهين من وجوه أصدقائي

مزّقت أجنحة وهمية

وعدتُ كما أنا

جسداً ناقصاً

جسداً ثقيلاً

نطفةً خرقاء تغرق

وذراعين تطفوان بعيدا عني.


قشة أخيرة

لم تعد تلك الفسحة الصغيرة

كافيةً ليتمددّ القلبُ على السّياج،

لترتخي الريحُ على ذراعيها،

لتهزم زوبعةُ الغريزةِ هدوء الجسد،

ليكون المكان آمناً كضمّةِ فراغ

لم يعد كافيا أن نقطف وردةً لتهدأ العاصفة،

ولا أن نغنّي تهويدةً لينام الوجع،

المساحةُ كلها صارت عنقاً،

والوعاءُ لا يصلحُ أبداً أن يكون ساحة رقص،

وأنا لستُ ضوءاً

لا أستطيع اختراق زجاجةٍ من دون تحطيمها،

لا أعرف كيف أمضي بخفةٍ

من دون أن أبعثر الأشياء من حولي،

لا أعرف أن أجري مع النهر نحو حتفه،

ولا أن أنكمش كورقةٍ في جيب معطف،

كان ممكناً أن أنجو من الوحدةِ لو كنتُ

أكثر مرونةً مع السياق،

ولكنني ظللتُ دوما ألوّح مثل قشّةٍ أخيرة،

القشّة التي لم يُطقها أحد رغم ضآلتها،

القشّة التي لم يكن ذنبها يوما

حين قُصمت ظهورهم.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم