الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

نساء معنّفات في تركيا: شكوى المغنّية "سيلا" شجّعت أخريات على التكلّم

المصدر: "أ ف ب"
نساء معنّفات في تركيا: شكوى المغنّية "سيلا" شجّعت أخريات على التكلّم
نساء معنّفات في تركيا: شكوى المغنّية "سيلا" شجّعت أخريات على التكلّم
A+ A-

تقدّمت مغنية البوب #سيلا_بشكوى في تشرين الأول بشكوى ضد شريكها تتهمه فيها بتعنيفها، فساهمت بفضل شهرتها والتغطية الاعلامية الواسعة لقضيتها، في تسليط الضوء على مشكلة تعنيف النساء في #تركيا التي تبقى حالات كثيرة منها طي الكتمان.

وقد بدأت المحاكمة في اسطنبول اليوم، عشية "اليوم العالمي للمرأة" الذي تتخلله مسيرات في مدن تركية عدة.

وخلال جلسة الاستماع الأولى، اتهمت المغنية شريكها السابق، الممثل المعروف أحمد كورال، بضربها بعدما حصل شجار بينهما على خلفية الغيرة. وهو ما نفاه المدعى عليه الذي يواجه احتمال الحكم عليه بالسجن خمس سنوات إذا ثبتت التهمة عليه، وفقا لصحافي من وكالة "فرانس برس".

وفي الشكوى، لفتت سيلا غينش أوغلو المعروفة باسم سيلا، إلى آفة غالبا ما يتم تجاهلها في مجتمع أبوي، وفقا لمحاميها رزان إبوزدمير. وأضاف لوكالة "فرانس برس": "أمر مهم جدا أن تقرر المرأة التي وقعت ضحية للعنف، بإرادتها الحرة رفع القضية إلى المحكمة، وإدخال تجربتها في صلب المناقشة العامة".

ويزداد عدد النساء اللواتي قتلن أو تعرضن للإيذاء الجسدي أو الجنسي على يد أزواجهن أو أقربائهن في تركيا، وفقا لمنظمات غير حكومية.

عام 2018، قتلت 440 امرأة لأسباب مرتبطة بكونهن نساء، في مقابل 210 عام 2012، وفقا لجمعية "سننهي قتل النساء" غير الحكومية.

وقد شجّعت الشكوى التي قدمتها سيلا مزيدا من النساء، ضحايا العنف الذكوري، على الاتصال بالخط الساخن للطوارئ الذي أنشأه اتحاد النقابات النسائية في تركيا عام 2017، وفقا لمديرة المنظمة كانان غولو. وقالت لوكالة "فرانس برس": "نستمر في تلقي مزيدا من الاتصالات"، من دون ان توضح عددها.

كانت تركيا البلد الأول الذي يصادق على اتفاقية مجلس أوروبا بشأن منع العنف ضد المرأة ومكافحته، والتي اعتمدت عام 2011 في اسطنبول. ورغم أنها سمحت بإحراز تقدم في مجال حقوق المرأة في تركيا، ما زال الطريق طويلا، على ما قالت البروفسورة فريدي أكار من جامعة الشرق الأوسط الفنية، والتي ساعدت في صياغة نصّها.

ودعت إلى توفير ملاذات ودور تلجأ إليها النساء المعنفات، وتسهيل النفاذ إليها، كما تنص عليه اتفاقية اسطنبول.

وقالت المحامية غونتشه تشيتين التي تقدم المشورة الى النساء المعنفات، إن هناك بعض العيوب في النظام. واضافت: "أحيانا، لا تبلغ الشرطة الضحايا بأنه يحق لهن الاستعانة بتعيين محام".

ويكمن جزء من المشكلة في أن فئة محافظة من المجتمع التركي "لا تعتبر أن هذا العنف ناتج من إنعدام المساواة بين الجنسين"، وفقا لأكار. وأضافت: "لا يرون الرابط بين غياب المساواة والعنف".

وتؤكد الحكومة التركية أنها تأخذ العنف ضد المرأة على محمل الجد. ووصف الرئيس رجب طيب أردوغان عام 2016 هذه الظاهرة بأنها "خيانة بحق الإنسانية".

وفي حين نجحت قضية مغنية البوب سيلا التي حظيت بتغطية إعلامية واسعة، في تحرير أصوات النساء اللواتي يعتدى عليهن، فإن نشطاء في مجال حقوق الإنسان قلقون من أن الجناة سيستفيدون من أحكام مخفّفة بسبب "السلوك الجيد" خلال فترة سجنهم، أو خلال ظهورهم في المحكمة.

وهم مستاؤون أيضا من إقدام المعتدين أو محاميهم على تشويه سمعة بعض الضحايا لتخفيف جسامة جرائمهم.

فقد أثارت قضية اعتداء جنسي على طالبة وقتلها في أنقرة في أيار 2018، غضبا بعدما لمّح محاميا المتهمين، خلال الجلسة الافتتاحية للمحاكمة الشهر الماضي، إلى أن الضحية "لم تكن عذراء".

ويشكو محامي سيلا من أن بعض وسائل الإعلام حاولت إفقاد إفادتها الصدقية. لكنه ما زال متفائلا، وقال: "آمل أن تظهر الحقيقة في نهاية المحاكمة، وأن تتحقق العدالة".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم