الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

تراجع الحماسة بشان السيارات الذاتية القيادة

المصدر: "أ ف ب"
تراجع الحماسة بشان السيارات الذاتية القيادة
تراجع الحماسة بشان السيارات الذاتية القيادة
A+ A-

باتت شركات صناعة #السيارات تتوخى الحذر عند حديثها عن السيارات الذاتية القيادة فهي أرجأت طرح النماذج الثورية المقررة في العام 2020، أمام كلفة هذه التكنولوجيا وتعقيداتها.

في معرض #جنيف للسيارات، تكثر السيارات الكهربائية بينما تكاد المركبات الذاتية القيادة تغيب كليا. فمنذ الحوادث التي تعرضت لها سيارات "أوبر" و"تيسلا" العام الماضي في الولايات المتحدة، يبدو أن الحماسة خمدت بعض الشيء مع أن الشركات تواصل استثمار أموال طائلة في مجال البحث.

وقال رئيس مجلس إدارة "فولكسفاغن" هربرت ديس، "لقد تبخر جزء كبير من الحماسة".

والأسبوع الماضي، أعلنت شركتا "بي ام دبليو" و "ديملر" (مرسيدس بنز) الألمانيتان الكبيرتان للسيارات الفخمة أنهما ستوحدان جهودهما في هذا المجال. ولم تعد الشركتان تتحدثان عن "سيارات ذاتية القيادة" بل عن "أنظمة مساعدة على القيادة مؤتمتة بشكل كبير على الطرق السريعة" يفترض أن تطرح في الأسواق في "منتصف العام 2020".

ويوضح المسؤول عن مجموعة عمل تابعة للأمم المتحدة حول أنظمة السيارات الذاتية القيادة فرنسوا غيشار لوكالة "فرانس برس": "كان الناس ينتظرون أن تطرح هذه السيارات بسرعة أكبر. لكن لا نزال غير مستعدين لرؤية سيارة ذاتية القيادة من دون فرامل ولا مقود".

ومن الواضح أن الحوادث القاتلة التي حظيت بتغطية إعلامية واسعة في الولايات المتحدة "أدخلت الشك" في نفوس الرأي العام على ما يرى غيوم كرونيل مسؤول السيارات في شركة "ديلويت".

ويؤكد "أوساط السيارات تدرك أن السيارات الذاتية القيادة لن تحظى بهامش خطأ كبير. ويجب أن يتم توخي الحذر الشديد قبل وضعها على الطرق. سيحصل ذلك لكن ليس فورا فقد دخلنا الآن مرحلة التعقل". من جهتها، تؤكد شركة "تيسلا" في كاليفورنيا أنها ستكون جاهزة "بحلول نهاية السنة على الصعيد التكنولوجي لتسيّر سيارة ذاتية القيادة على طريق سريع لكن ينبغي أن تكون التشريعات جاهزة".

ويرى المسؤول عن السيارات في شركة ماكينزي توماس موريل: "ثمة عراقيل عدة يجب تجاوزها" ومن بينها السعر. ويؤكد "تحتاج السيارة لتكون ذاتية القيادة إلى 50 ألف يورو على صعيد التكنولوجيا فقط"، موضحاً "نحن لسنا بعيدين من الناحية التقنية عن القيادة الذاتية على الطرق السريعة". وهو يتوقع بحلول العام 2030 أن تشكل السيارات الذاتية القيادة أي تلك التي يمكن التخلي كليا عن الإمساك مقودها في بعض الظروف، 15 في المئة من السوق في أكثر السيناريوهات تفاؤلا، وأقل من 3 في المئة في السيناريو الأسوأ.

ويشير موريل إلى أن شركة "وايمو" الأميركية فرع مجموعة ألفابت" الشركة الأم لغوغل "هي رائدة السيارات الذاتية القيادة وهي تجتاز شهريا أكثر من مليون كيلومتر". وهو يتوقع حصول تحالفات عدة لأن الاستثمارات كبيرة جدا.

وأقر رئيس مجموعة "بي أس أيه" كارلوس تافاريس بأن كلفة السيارة الذاتية القيادة الخاصة مرتفع جدا مقارنة بقيمتها للزبون مؤكدا "لا معنى لتطوير سيارات فردية مكلفة إلى هذا الحد". لكنه سارع إلى القول إن ثمة سوقا للحافلات الصغيرة وسيارات الأجرة الذاتية القيادة "إذ سيتم تشارك كلفة هذه المركبات".

أما على صعيد السيارات الفردية فقد تكتفي الشركات لفترة طويلة بأنظمة مساعدة على القيادة أكثر تطورا إذ أن كل السوق السيارات الذاتية القيادة تبدو محصورة الآن بمركبات موجهة إلى شركات النقل.

ويرى رئيس شركة "فاليو" لتجهيزات السيارات جاك أشنبرويش "سنشهد في السنوات المقبلة عددا متزايدا من سيارات الأجرة الذاتية القيادة تعمل في مناطق محددة في المدن وسط حركة السير" مشددا على أن عددها سيكون محدودا.

ويعتبر دير مركز "جيربيزا" للأبحاث تومازو باردي  أن "سيارات الأجرة الذاتية القيادة قد تتوافر في إطار محدد جدا يقتصر على أحياء في مدينة معينة وبسرعة معقولة... لكن فكرة استبدال الأنظمة الحالية بأسطول من سيارات الأجرة الذاتية القيادة يندرج راهنا في إطار الخيال العلمي".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم