الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

التجديد للقدامى

سمير عطاالله
Bookmark
التجديد للقدامى
التجديد للقدامى
A+ A-
ليس هناك من شعب أو عرق أو جنس او كائن حيّ يستحق الاستعمار، أي العبودية. وقد وُصف بالاستعمار كل حكم غريب، باعتباره نقيضاً لحرية البشر وكرامتهم الإنسانية المجردة. أما الاستعمار الداخلي، فوصف بالاستبداد. فالأول احتلال خارجي، مرهون بنهاية حتمية مهما طال، أو مهما تفاوتت واختلفت مساوئه وميزاته: البريطانيون هم من أسس الولايات المتحدة وكندا وأوستراليا. والاميركيون الذين ثاروا على بريطانيا كانوا من اصول بريطانية. لم يتوقف أي أميركي لحظة عند أن مستعمرته، لندن، هي أغنى وأرقى وأهم عاصمة في الكون آنذاك. ولا توقف الجزائري والمغربي والتونسي، عند ان الفرنسي حمل معه ايضاً المدارس والمستشفيات ومبادىء الثورة.هل نخلص من ذلك، الى أن الاستبداد أرحم من الاستعمار، وأن عبودية الغريب لا تطاق، والأخرى تجوز؟ منذ 2010 مرّ العالم العربي في محن مدمرة بسبب جهل الحقيقة الكبرى: ليس للظلم والقهر والطغيان سوى لون واحد. قام "الربيع العربي"، بما فيه من صفاء ونقاء واندفاع، أو ما تخلله من تربص ودفع، ضد احتلالات داخلية لكرامة الإنسان العربي: اربعون عاماً من ملك ملوك افريقيا، وثلاثون من حسني مبارك يريد توريثها لابنه الاصغر، وربع قرن من زين العابدين بن علي يريد مدها الى الأبد. على الأقل.في كل هذه الحالات، كان يمكن الحاكم ان يوفر على بلاده وشعبه الدمار، وأن يوفر على نفسه عار التاريخ. في صنعاء، تطلع علي عبدالله صالح الى ما يحصل، وقال إنه لن يطلب التجديد بعد 33 عاماً. وفي الخرطوم وضع البشير عصاه جانباً وقال إنه لن يطلب ولاية أخرى بعد نهاية الحالية. إذن، لا فريق اليمن ولا مشير السودان، سوف...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم