الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

كتّاب ومنتجون وممثلون يتحدّثون لـ"النهار" عن الدراما اللبنانية: هل نضجت؟

المصدر: "النهار"
فاطمة عبدالله
A+ A-

أحدث "وأشرقت الشمس" (LBCI) رؤية نقدية مغايرة لإشكاليات الدراما اللبنانية، إذ طَرحَ، وسابقاً "جذور" ومحاولات أخرى، سؤالاً عن العناصر المكوّنة لدراما تلفزيونية ناجحة. ما الحائل دون ثقة بعض الأعمال اللبنانية بنفسها، وبالتالي ثقة المُتفرّج بها، لا سيما على المستوى العربي؟


لا نريده لأنه... لبناني!
كأنه "واجب"، ان يشمل العمل اللبناني امتداداً عربياً ليضمن المنتج تسويقه، فبرأي الكاتبة كلوديا مارشليان "ما زال أمام الدراما اللبنانية الكثير من المراحل لكسب المنافسة". في لبنان، لم يكفّ المنتجون عن التعامل مع النصّ كمغامرة. هو الواقع، على لسان مارشليان أيضاً: "الدراما اللبنانية، إن لم تُسوَّق عربياً، يعني اننا لم نفعل شيئاً". "وأشرقت الشمس" لم يجد حتى الآن جهة عربية شارية، وإذ نسأل كاتبته منى طايع عن السبب، تجيب: "لأنه انتاج لبناني".
ظنّت طايع انها كتبت نصاً قادراً على الخرق عربياً، من دون الاستعانة بالضرورة بوجوه من سوريا ومصر، فارتأت تفادي "التطعيم"، وهي "موضة" استجدّت أخيراً، كما قالت الممثلة نهلا عقل داود. تعذّر (حتى الآن) التسويق الخارجي لكون التركيبة محض لبنانية (خصوصاً لناحية الانتاج)، لتلتقي طايع مع مارشليان بأن "لا ثقة بنا عربياً". تستذكر حين "تحكّمت المحسوبيات بالعمل الدرامي، وأمست السوق رديئة"، لكن ذلك "من الماضي، فمنذ نحو العقد، والدراما تتقدّم. لا مبرر لنبذ الأعمال اللبنانية من دون الاطلاع عليها، وكأنه ثمة حرب علينا، وكثير من الأحكام المسبقة". لا تدّعي طايع قدرة الدراما اللبنانية على منافسة الأعمال السورية والتركية، "ولكن فلنُمنَح فرصة". لعلكِ تشعرين بالندم للتمسّك بالتركيبة اللبنانية الخالصة، وكان من الأفضل لو لم تعاندي، فيتوزّع النصّ بين لبنانيين وعرب؟ تودّ ألا يساورها الندم. وإنما في "عشق النساء" (مسلسلها المقبل) تداركت: "ثمة حضور عربي مُكمِّل".



الدراما اللبنانية غارقة في قوقعتها؟
أدركت مارشليان ان "تحرير" الدراما من "قوقعتها" خطوة مفيدة لتسويق الأعمال، "فلا يظلّ ممثلونا نجوماً في لبنان ومجهولين في الخارج". كان "روبي" بداية جعلت سيرين عبدالنور "حدثاً"، ومن أجلها بِيْعَ "سارة" فضائياً. وإنما الأمر، أليس شيئاً من "التخاذل"؟ أليس تنازلاً رهنُ نجاح الدراما اللبنانية بمشاركة ممثلين عرب، فيما العكس ليس وارداً؟ لمارشليان اقتناعاتها: "لم أتنازل عن الدراما اللبنانية، بل أمسكتها من يدها وأخرجتها الى الفضاء العربي. لم يعد ممكناً أن يظلّ حضورنا ضيّقاً، فتلك خسارة. أريد للدراما اللبنانية ان تُعرض عرضاً أول عربياً. أعني التسويق في مصر وسوريا والخليج، الى لبنان. أصبح السؤال منذ "روبي": شو عندكن؟ هذا الممثل، هذا الكاتب، هذا المخرج، هل يمكن ان نثق بهم؟ هل يأتوننا بمعلنين؟ شئنا أم لا، فالمنتج الذي لا يضمن استرداد ماله، لا يقامر".



نصّ أم ميزانية؟
فيما ترى مارشليان وطايع النصّ أساساً في نجاح العمل الدرامي، يُقابل المنتج صادق الصباح ("الصباح للاعلام") النجاح بتأمين الميزانية. "ما إن تتأمّن حتى يصبح الحديث عن نجاح الأعمال ممكناً. ثمة نصوص جيدة، وممثلون جيدون، وإنما الميزانيات تشحّ". لا يوافق مارشليان رأيها في ان مفتاح امتداد الدراما اللبنانية رهنُ "الخلطة" العربية، "فلا ينبغي للفن ان يُؤطَّر بجنسية". يتحفّظ عن "وأشرقت الشمس"، برغم اقراره بنجاحه لبنانياً، فالنصّ، في رأيه، "لا يعني المصريين والخليجيين بشيء"، وإن أشاد بالممثلين اللبنانيين وقدراتهم العالية، مقدّماً الفنانة نيكول سابا مثالاً.
نجد اجماعاً حول "وأشرقت الشمس" في اعتباره تجربة ناضجة، والمنتج مفيد الرفاعي (Media7 التي أنتجت "جذور") رآه "خطوة مهمة لنُثبت انه في امكاننا اجراء كاست جيّد". نسأله تعريفاً للعمل الناجح: "50 في المئة نصّ، 30 في المئة انتاج، و20 في المئة ممثل. وهناك ما هو أهم: النيات". النيات؟ "نعم، هي نية المنتج تقديم عمل فني، لا مادة تجارية هاجسها الربح". ثم يبقى ان "ملامسة الواقع ضرورية ليُصدِّق المُشاهد". وقد لا يعود مشهد العاشق الذي يعزف لمعشوقته ألحان الشوق على الغيتار، إن مُثِّل، مُقنعاً، "فالوتس آب فعّال أكثر". ما يقوله قد يُقرأُ تصعيداً: "لا نصوص درامية تُذكر في لبنان. كيف للكاتب ان يكتب عن مصر مثلاً، وهو لم يزرها إلا مرّات ثلاث، أو عن الفقر وهو مُترف يلتقي الفقراء مصادفة؟". ولعله محقق في ذلك.



ممثل "مغرور" ومنتج "طماع"!
لا بدّ ان ينتقد منتجٌ منتجاً آخر أو ممثلاً يلمح فيه سمات "الغرور". للرفاعي كلام: "حسناً. بعض الممثلين يقول: "أنا الفلان". هذه باتت لازمة نسمعها. هنا أودّ ان يعلم: أنتَ الفلان؟ إذاً، سأواجهك بـ10 "فلان" وبالمزيد إن شئت. تبدو الحال كبعض المنتجين الذي يردد انه خاسرٌ دائماً، وهو إن خسر، كسب ربحاً أقلّه 10 في المئة. ما يريده المنتجون، إن استحق العمل أم لا، أرباحاً بنسبة 20، 40، وحتى 50 في المئة. ثم يُقال: هذه الجهة المنتجة "ضحّت" بمالها حباً بالدراما!".



ماما عليا عودي
أكثر تميّزاً من دور "رجاء" في "جذور"، هو دور "ماما عليا" الذي أدّته الممثلة تقلا شمعون في "روبي". ترفع شأن الصدق في العمل التمثيلي، "فوحدها الأدوار الصادقة تبقى". تشيد بـ"وأشرقت الشمس"، وقبله "جذور" و"روبي" وأيضاً "باب ادريس"، رافضة مقولة ان المُشاهد همّه فقط القدود الممشوقة. إن الشاشة في رأيها حضور آسر، "ولا بدّ من الجمال الشكلي الذي لا يتناقض مع جوهر النصّ، أما الرهان على المظاهر وحدها، فخطأ في حسابات المنتج". تؤيد مارشليان كون "الانفتاح على الخارج يُفيدنا ويولد ثقة بيننا وبين العرب، فالسوق العربية تشجّع المنتج على إشباع العمل، إذ انه سيستردّ ماله".



الشيخة ناهية: المحطات التلفزيونية "بخيلة"
قد يُلام المُنتج، وإن برّأه الجميع، فلا بدّ ان بعض المنتجين همّه تكديس المال. تؤدي الممثلة نهلا عقل داود دور "الشيخة ناهية" في "وأشرقت الشمس"، وترى ان العمل ناجحٌ لمتانة النصّ وأبعاده النوستالجية، فهو عن حقبة كان فيها كل شيء جميلاً: الحب والثورة والحرية. تتجنّب لوم المنتج، هي الأخرى، فما حاله "والمحطات التلفزيونية تبخل بالدفع مما يجعله قلقاً وهو يقدّم ماله". ان يكون "الممثل المناسب في الدور المناسب، يعني ان أحد عناصر النجاح متوافر، فجرت العادة ان يتحمّل ممثلان "فئة أولى" ثقل العمل، ويُضعَّف الباقون بأدوار كومبارس". ونحن اليوم لا نزال في البداية، تقول داود، "بعدما كنا نتخبّط في انتاجنا المحلي". أما "الخلطة"، فتراها "موضة، إذ ما فتئنا نعاني سوء النظرة الى الدراما. في الواقع، ليس من نجم على المستوى اللبناني، بل محاولات نجومية. ففي سوريا وتركيا، تُصنع للأسماء مسلسلات". لها أمنيتان: "أن ينتشر الانتاج اللبناني المحض عربياً، وأن يصبح للممثل اللبناني اسم تُضرب له كل الحسابات".



[email protected]
Twitter: @abdallah_fatima


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم