الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

مئات خرجوا من الباغوز: قوّات سوريا الديموقراطيّة تتقدّم ببطء في منطقة "داعش"

المصدر: "أ ف ب"
مئات خرجوا من الباغوز: قوّات سوريا الديموقراطيّة تتقدّم ببطء في منطقة "داعش"
مئات خرجوا من الباغوز: قوّات سوريا الديموقراطيّة تتقدّم ببطء في منطقة "داعش"
A+ A-

خرج مئات الأشخاص، من نساء وورجال وأطفال، من جيب تنظيم "#الدولة_الإسلامية" المحاصر في بلدة #الباغوز شرق سوريا، بعدما أبطأت قوات سوريا الديموقراطية وتيرة هجومها المدعوم بطائرات التحالف الدولي، بقيادة واشنطن.

وأعلنت قوات سوريا الديموقراطية التي بدأت الجمعة هجومها الأخير باتجاه البقعة المحاصرة في الباغوز، أن قواتها تتقدم ببطء، متهمة تنظيم "الدولة الإسلامية" باستخدام المدنيين المتبقين في جيبه الأخير، كدروع بشرية.

وأفادت مسؤولة اعلامية ميدانية في قوات سوريا الديموقراطية فرانس برس الإثنين عن "خروج أكثر من 800 شخص من عائلات داعش ومقاتلين سلموا أنفسهم الأحد والاثنين". وقالت إنهم خرجوا "سيراً على الأقدام"، وتم تفتيشهم قبل وصولهم إلى نقطة فرز تقع عند تلة مشرفة على الباغوز.

وبين هؤلاء، وفقا لها، "أجانب، لكن الغالبية من السوريين والعراقيين، أجبرهم الضغط العسكري والقصف على الخروج".

وشاهدت صحافية في وكالة "فرانس برس" داخل الباغوز أكثر من عشرين حافلة تقل نساء ورجالاً وأطفالاً إثر خروجها من البقعة المحاصرة. وفور خروج الحافلات، شنت طائرة حربية ضربة جوية، تلاها سماع اصوات اطلاق رصاص.

ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، سلّم 150 من عناصر التنظيم من جنسيات مختلفة أنفسهم في عداد الخارجين من الباغوز اليوم.

وكان مدير المرصد رامي عبد الرحمن أفاد صباح اليوم عن تراجع وتيرة القتال، متحدثاً عن "هدنة" من أجل "اجلاء مدنيين من عائلات الجهاديين وعدد من الجرحى ومقاتلي التنظيم الراغبين في تسليم أنفسهم".

وفي بيان ليل الأحد، جدّدت قيادة حملة قوات سوريا الديموقراطية تأكيدها أن "معركة السيطرة على الباغوز ستنتهي في مدة زمنية قصيرة". لكنها قالت إنه "حرصاً على تحرير من تبقى من المدنيين الذين احتفظ بهم إرهابيو داعش لاستخدامهم كدروع بشرية، ومن أجل عدم إلحاق الأذى بهم، تتقدم قواتنا ببطء" في الباغوز.

الجمعة، بدأت هذه القوات، بمؤازرة طائرات التحالف، "الهجوم الأخير" على الجهاديين الرافضين الاستسلام والمحاصرين في مساحة محدودة، بعد اجلاء آلاف الأشخاص خلال الأسبوعين الماضيين من الباغوز، غالبيتهم مدنيون من عائلات الجهاديين. وتوزعوا على مخيمات تديرها قوات سوريا الديموقراطية في شمال شرق البلاد، بينما تم نقل المشتبه في انتمائهم الى التنظيم الى معتقلات.

ووصف القائد الميداني في قوات سوريا الديموقراطية رستم حسكة الاحد اشتباكات اليومين الأخيرين بأنهما "الأعنف" في الباغوز. وقال: "الدواعش المحاصرون في هذه المساحة الضيقة يرفضون الاستسلام، وغالبيتهم من المهاجرين، بينهم فرنسيون ومن جنسيات أخرى".

وعملت اليوم قوات سوريا الديموقراطية، وفقا للمرصد، على "تمشيط المنطقة، وتتقدم ببطء خشية انفجار الألغام أو تفجيرات أو كمائن".

ويتحصّن مقاتلو التنظيم في شبكة أنفاق حفروها تحت الأرض، ويتنقلون عبرها لشن هجمات. وهو الأسلوب الذي يتبعه التنظيم كل مرة يُحاصر مقاتلوه، ويوشك على خسارة معقله. كذلك، زرعوا الكثير من الألغام والمفخخات على الطرق وداخل المنازل لإعاقة تقدم قوات سوريا الديموقراطية.

وذكرت هذه القوات في بيان اليوم أنها أفشلت "كافة محاولات الإرهابيين لشن هجمات مضادة" على نقاطها. وأفادت عن تفجير "ثمانية انتحاريّين أنفسهم قبل أن يصلوا إلى نقاط مقاتلينا" ليل الأحد، تزامناً مع تفجيرهم "ثلاث عربات مفخّخة عن بعد".

وتدعم طائرات التحالف الهجوم الميداني الذي يحاول التنظيم صدّه عبر استخدام القناصة وانتحاريين وسيارات ودراجات مفخخة، على ما قال قياديون ميدانيون لـ"فرانس برس" خلال اليومين الماضيين.

ورصد صحافيو "فرانس برس" الأحد، أثناء وجودهم في الباغوز، طائرات تابعة للتحالف أثناء توجيهها ضربات على أهداف محددة، أبرزها مستودع ذخيرة للتنظيم تحت الأرض. وتسببت الضربة بانفجار ضخم بدت شظاياه أشبه بالألعاب النارية في الجو، فيما كان مقاتلون من قوات سوريا الديموقراطية يرددون هتافات حماسية ابتهاجاً.

ومن شأن سيطرة قوات سوريا الديموقراطية على كامل البلدة الواقعة على الضفة الشرقية لنهر الفرات، أن تمهد لانتهاء "الخلافة" التي أعلنها التنظيم عام 2014 على مساحات واسعة كان سيطر عليها في سوريا والعراق المجاور، وتقدر بمساحة بريطانيا.

على وقع التقدم العسكري، خرج أكثر من 53 ألف شخص منذ كانون الأول من مناطق سيطرة التنظيم، أوقفت قوات سوريا الديموقراطية أكثر من خمسة آلاف عنصر من التنظيم كانوا في عدادهم، بحسب المرصد.

ولا يعني حسم المعركة في دير الزور انتهاء خطر التنظيم، في ظل قدرته على تحريك خلايا نائمة في المناطق المحررة وانتشاره في البادية السورية المترامية الأطراف.

وقال المتحدث باسم حملة قوات سوريا الديموقراطية في منطقة دير الزور عدنان عفرين السبت: "نستطيع أن نقول إن الخلافة الإسلامية تنتهي جغرافيا بانتهاء سيطرتها على بلدة الباغوز، لكنها لم تنتهِ ايديولوجياً وفكرياً ومن ناحية الخلايا النائمة".

وتشكل المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية حالياً إحدى الجبهات الرئيسية في النزاع السوري الذي أسفر عن أكثر من 360 ألف قتيل وملايين النازحين واللاجئين منذ عام 2011.

ويحضر تنسيق العمليات الجوية في سوريا على جدول أعمال اجتماع يعقده رئيس هيئة الأركان الاميركية المشتركة الجنرال جوزف دانفورد ورئيس هيئة الأركان العامة الروسية الجنرال فاليري غيراسيموف الذي تعد بلاده من ابرز داعمي دمشق.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم