اشترِك في نشرتنا الإخبارية
يلجأ البعض إلى شراء منتجات زراعية مستوردة خصوصاً في المتاجر الكبيرة، في حين لطالما اعتزّ لبنان بمناخه المعتدل ومساحاته الواسعة التي تُنتج أنواعاً لا تُعدّ ولا تُحصى من الخضار والفاكهة. وعانى القطاع الزراعي خلال السنوات الماضية من أزمات كبيرة، بدأت بالحشرات والأوبئة وانتهت بإغلاق خط التصدير البرّي الوحيد عبر الحدود اللبنانية - السورية. كما رفض، منذ سنوات، الاتحاد الأوروبي استيراد منتوجاته، باعتبارها غير مطابقة للمعايير التي يهدفون إلى شرائها.
في المقابل، بدأ الجميع يعمل على إيجاد الحلول لإعادة الزراعة اللبنانية إلى الأسواق العالمية. ومؤخراً خلال السنتين الماضيتين تمّ تحقيق بعض التقدّم ولو اعتبره البعض بطيئاً جداً وغير كافٍ. أما مؤسسو شركة "كوادرا Quadra" الناشئة، فعملوا على تسهيل وتحسين نوعية عمل المزارعين بعد الحصاد عبر تصنيع آلات فرز للفواكه.
تُناسب هذه الآلة حاجة منطقة الشرق الأوسط تحديداً، وتعمل الشركة على تصميم الآلات ولكن أيضاً على خلق البرامج من الصفر، ووفقاً لاحتياجات العملاء، خصوصاً الشركات أو المزارعين أو حتى الحكومات التي تهدف إلى تصدير إنتاجها إلى الخارج. وعن طريقة العمل، أوضح الشريك المؤسس كيفن بطرس، في حديث لـ "النهار"، أنّه "بعد حصاد الثمار، تُنقلها إلى مرافق حيث تُفرز وفقاً لحجمها ولونها ونوعيتها"، وقال: "الخطوة الحاسمة تكون عند تحديد الأسواق التي ستُصدَّر إليها، وعادةً كلفة ماكينات الفرز مرتفعة، لذلك يلجأ العديد من البلدان إلى الفرز يدوياً، إلا أنّه غير فعّال وغير دقيق ويحول دون تصدير منتجاتنا الزراعية إلى أسواق عالية المستوى".
من هنا جاءت فكرة Quadra لتوفير آلات فرز الفواكه بأسعار مقبولة وباستخدام أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي وفقاً لمعايير الفرز العالمية. بدأت الفكرة كمشروع للجامعة اللبنانية الأميركية، فاز من خلالها الفريق بجائزة LAU Capstone للهندسة. أما العمل الحقيقي، فبدأ في أيلول 2017 على يد الفريق المؤلف من كيفن بطرس، سيرج الخوري وكريستينا فرح.
اكتسبت Quadra اهتماماً ملحوظاً من المنظمات غير الحكومية، والممثلين البرلمانيين، إضافة إلى منشآت الفرز في لبنان والأردن ومصر خلال 4 أشهر فقط. وينتظر الكثيرون هذه الآلة التي سيتم بيع الجهاز الأول منها بحلول نهاية عام 2019. فهل ستلقى الدعم المطلوب من الدولة؟ وهل سيكون لها دورٌ في إنقاذ الزراعة اللبنانية؟
