الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"صانع الأرامل"..."أنا محظوظ جداً لأنني نجوت"!

المصدر: "ويب إم دي"
ترجمة جوي جريس
"صانع الأرامل"..."أنا محظوظ جداً لأنني نجوت"!
"صانع الأرامل"..."أنا محظوظ جداً لأنني نجوت"!
A+ A-
"لم أذهب إلى الطوارئ في الليلة التي تعرضت فيها لنوبة قلبية، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أنها كانت غير ملائمة. ولكن أيضاً، بدت غير ضرورية. لم أكن أعتقد أنني قد أصاب بنوبة قلبية، حتّى الأطباء لم يصدّقوا" أخبر الصحافي تريماين لي موقع "ويب إم دي".

وتابع: "كان عمري 38 عاماً فقط وليس لدي تاريخ عائلي بأمراض القلب. كان لديّ القليل من الوزن الزائد، ولكن بشكل عام كنت أتمتّع بصحة جيدة. كنت رياضياً خلال أيام الدراسة، كما أنني لا أدخن، ولا أعاني من نسبة كوليسترول مرتفعة، أو ارتفاع ضغط الدم، أو مرض السكري، ولم يكشف الفحص الطبي السنوي عن أي مشاكل. 


لذا، لم أفكر حتى في احتمال حدوث نوبة قلبية عندما شعرت ببعض الانزعاج في صدري. وفي اليوم التالي عاد ولكن أقوى. شعرت وكأن شخصًا ما كان يركع على صدري، وشعرت بالدوار أيضًا، لذلك قمت بزيارة العيادة، لكن أرسلني الطبيب إلى المنزل مشيراً إلى أن وجعي كان مجرد غازات وأضاف بينما كنت أخرج من باب عيادته: "لا تقلق. لن تموت غدًا"".

وأكمل: "في الليلة التالية، حوالي الساعة الثالثة صباحاً، عاد الشعور بالضغط. إلّا أنّ هذه المرة شعرت أن شخصاً ما كان يضربني بكرة على صدري بكامل قواه. شعرت بدوار وغثيان واستدعيت المسعفين على الفور.

ولكن في الوقت الذي وصلوا فيه، بعد 12 إلى 15 دقيقة، كانت أعراضي قد مرت إلى حد كبير ولم أشعر إلا بعدم الراحة في صدري. قام فريق الطوارئ بإجراء اختبار رسم القلب الكهربائي الذي أظهر نتائج طبيعية، ولم يحذّروني أبدًا من احتمال تعرضي لأزمة قلبية. في الواقع، لم يقترحوا عليّ الذهاب إلى المستشفى، بل خيّروني إن كنت أرغب بذلك. كانت ابنتي ذاهبة إلى المخيم في صباح اليوم التالي، واضطرّت زوجتي إلى السفر، ولم أُرِد أن أزعج أحداً، لذلك اخترت البقاء في المنزل. تقلّبت طوال الليل في السرير وشعرت ببعض الانزعاج، ولكن لم يحدث لي أن كنت أصاب بنوبة قلبية.


في الواقع، لم يذكر أحد حتى مصطلح "نوبة قلبية" في معظم اليوم التالي، ليس في العيادة عندما ذهبت لمتابعة مبدئية، ولا في المستشفى حيث أُرسلت لإجراء المزيد من الاختبارات. في المرة الأولى التي سمعت فيها هذا المصطلح حوالي 16 ساعة من إجابة المسعفين على مكالمتي الطارئة، حوالي الساعة السابعة من مساء الليلة التالية في مختبر القسطرة القلبية حيث يقوم الأطباء بإجراءات لتشخيص وعلاج أمراض القلب".

وأضاف: "قال طبيب القلب بعد اكتشاف أن أحد شراييني مسدود بنسبة 95 في المئة "انت رجل محظوظ، لقد أصبت بنوبة قلبية".

كيف لم أعرف؟ كيف فوّت الكثير من الآخرين هذا؟ والحقيقة هي أننا لا نزال نميل إلى التفكير في نوبة قلبية كشيء يحدث للأشخاص الذين يعانون من السمنة، وأنا لم أعانِ منها، لذا لم يطرح الأطباء فكرة إصابتي بنوبة قلبية.

والآن أحاول نشر تجربتي مع الآخرين. الوقت دقيقٌ جداً أثناء حدوث النوبات القلبية، لأنّ حياتكم تعتمد عليه. لانسداد شرياني لقب مشين وهو "صانع الأرامل" لأنه في كثير من الأحيان مميت. وأنا محظوظ جداً لأنني نجوت. لكن البقاء على قيد الحياة كان مجرد البداية. سرعان ما أدركت أن التواجد في هذا الجانب من الإنعاش كان يواجه تحديات لم أكن أتوقعها.


في البداية، شعرت بالغبطة الهائلة بسبب البقاء على قيد الحياة. إنه لأمر عاطفي بشكل لا يوصف أن تدرك كم أنت محظوظ أن تكون حاضراً من أجل من تحب، في اللحظات الصغيرة والمعالم البارزة في هذه الحياة الرائعة التي نتمتع بها.

لكن مع مرور الوقت، بدأ تأثير خبرتي في الموت يؤثر عليّ، فبدأت أتساءل، هل سيحدث ذلك مرة أخرى؟ في إحدى الليالي، عندما سافرت زوجتي بداعي العمل، أتذكّر أنني استلقيت على الأريكة بعد أن وضعت ابنتي في الفراش، ودمعت عيني. ماذا لو متّ في نومي، كنت قلقاً. ماذا لو وجدتني ابنتي ميتاً هنا؟ بالكاد تمكّنت من إغلاق عيني في تلك الليلة بسبب التفكير في مصيري".

وختم: "في الوقت الذي علمت فيه أن لحظات الخوف هذه عابرة، وأنّ الشعور بالقلق طبيعي، وأنا أقوى مما أدرك. لذا بدلاً من أن نتبنى تلك الأفكار السلبية، أعمل بجد للتعرف إليها كجزء طبيعي من عملية الشفاء. أتوقف وأتعرّف إلى العاطفة وأتركها تمرّ.

لقد أدركت أيضًا أنني لست الوحيد الذي يكافح في هذا الجانب من التعافي. تصلني رسائل إلكترونية يوميًا من أشخاص يخبرونني أنهم يعانون من الصدمات عقب تجاربهم الطبية المؤلمة أيضًا. يواجه البعض صعوبة في النوم أو يشعرون بالاكتئاب أو القلق أو الإرهاق. لا يستطيع الآخرون التوقف عن التفكير والقلق بسبب الموت، وغالبًا ما يشعر أصدقاؤهم وعائلاتهم بكل ما يمرّون به.

إذا كنت تشعر بهذه الأشياء، فأعتقد أنه من المهم إعادة صياغة تجربتك. أنت لست ضحية، أنت ناجٍ. كل ما تشعر به طبيعي. امنح نفسك بعض الوقت وإذا كنت بحاجة إلى مساعدة اطلبها من دون خجل. وفي حين أننا لا نستطيع تغيير ما حدث لنا، هناك الكثير مما يمكننا التحكم به للمضي قدمًا.


وأقول هذا بشكل خاص للرجال لأننا أقل عرضة من النساء لإظهار الضعف. لكن لن تفقدوا رجولتكم عند قولكم: "أشعر أحيانًا بالخوف وأحتاج إلى المساعدة". فالقوة الحقيقية لا تأتي فقط من البقاء على قيد الحياة، بل من المرحلة التي تليها.

يمكنني أن أخبركم بصدق أنني الآن أفضل نسخة من نفسي. أعيش كل يوم بيومه وأركز على تحسين صحتي العاطفية والجسدية. أنا نباتي حتى الساعة 6 مساء كل يوم، وأنا أركض 12 إلى 15 ميلا في الأسبوع.

ما زلت أفكر في نوبات قلبية بضع مرات كل يوم، ولكن هذا أفضل بكثير من عدة مرات في الساعة. ولم أعد أشعر بمثل هذه الصواعق من الخوف التي كانت تضربني.

أنا أعلم أنني أقوى. أنا أركّز على انتصاراتي اليومية. أنا أقدّر كل نفس وكل يوم. أنا لن أترك الخوف من الموت يعيقني مرة أخرى؛ أنا فقط أستمتع بحياتي".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم